مدارس القدس.. الدعم مقابل المناهج “الإسرائيلية”

تواجه مدارس مدينة القدس المحتلة معركة يومية مع بلدية القدس العنصرية بقيادة الصهيوني نير بركات، في قضية تطبيق المناهج “الإسرائيلية”؛ حيث تمارس البلدية سياسة المقايضة بين تطبيق المناهج “الإسرائيلية” والحرمان من الدعم المالي.

المحلل السياسي المقدسي ناصر الهدمي قال لـ”المجتمع”: بلدية القدس ومن خلفها المستوى السياسي والأمني تريد إفراغ الرسالة الوطنية لمدارس القدس، واستغلال الضائقة المالية في قطاع المدارس الخاصة، لتمرير المناهج “الإسرائيلية” على الطلبة المقدسيين والتي تضعها وزارة التربية والتعليم “الإسرائيلية”، والمعلومات التي تجمعها بلدية القدس عن الواقع المقدسي تسخره لخدمة مصالحها في تهويد كل شيء في القدس.

استجابة محدودة

وأضاف الهدمي: أقساط الطلبة في المدارس الخاصة المنتشرة في القدس لا تغطي رواتب المعلمين، باعتبار أن الحد الأدنى للأجور في مدينة القدس 5 آلاف شيقل للمعلم (1300 دولار)، وهنا يأتي دور البلدية بتقديم عرض لهذه المدارس بتطبيق المنهاج “الإسرائيلي” فيها، مقابل تلقي دعم مادي وتمويل، وهناك عدد قليل من المدارس الخاصة استجاب لهذا الأمر، والغالبية رفضته باعتبار أن رسالة المدرسة ستكون سلبية في تشويه الذاكرة الجمعية وتاريخ المدينة والمقدسات والتراث.

وطالب الهدمي دولة تركيا بزيادة الدعم للمدارس الخاصة المقدسية؛ خوفاً من أن تجبر على تلقي الدعم مقابل تطبيق المنهاج، ودولة تركيا بالذات لها دور في دعم التعليم في القدس، والمطلوب منها زيادة الدعم حتى تكون المسيرة التعليمية في القدس المحتلة قوية على كل محاولات الابتزاز والمقايضة من قبل بلدية القدس المحتلة.

ولفت الهدمي قائلاً: هناك في القدس عدة جهات تشرف على المدارس، منها مدارس تابعة للسلطة الفلسطينية مثل مدارس الأيتام، ومدارس الأمة، ومدارس القطاع الخاص، ومدارس وكالة الغوث للاجئين، ومكتب التربية والتعليم في القدس المحتلة”، وأكد أن هناك مشاورات دائمة بعد تزايد الحملة “الإسرائيلية” على التعليم في مدينة القدس، وهناك موقف موحد من قبل المشرفين على قطاع التعليم في القدس المحتلة على رفض الطرح “الإسرائيلي” الذي يمثل سياسة العصا والجزرة من أجل تطويع التعليم لمصالح الاحتلال والسيطرة على الذاكرة الجمعية من حلال التحكم بالتمويل.

وقد أكد مكتب التربية والتعليم أن الاحتلال يستغل الأزمة القائمة في التعليم المقدسي ووجود نقص كبير في الغرف الصفية التي تصل إلى 1200 غرفة مدرسية.

بنك أهداف “إسرائيلي”

بدوره، أكد الخبير المقدسي د. جمال عمرو لـ”المجتمع” أن التعليم في مدينة القدس يعتبر من بنك الأهداف لدى المؤسسة “الإسرائيلية”، فهم يريدون غسل أدمغة الطلبة مقابل التمويل، حتى يتم تربية جيل كامل على مناهج “إسرائيلية” تعبر المسجد الأقصى هو جبل الهيكل، وحائط البراق حائط المبكى، وبلدة سلوان مدينة داود، وقنوات المياه أنفاق مقدسة، وقبة الصخرة المشرفة على أنها بيت الشيطان، وأن القدس عاصمة لليهود ولا حق لغير اليهود فيها.

وأضاف عمرو: استهداف التعليم يأتي في سياق مشروع القدس لعام 2020م الذي يتضمن تهويد المدينة كاملة بكل مقوماتها.

Exit mobile version