واشنطن تايمز : حراك صيني لتكون بديلاً لأمريكا بالشرق الأوسط

علّقت صحيفة أمريكية على الزيارات التي يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بنغ لدول المنطقة والتي بدأها بالسعودية ثم مصر وإيران، مشيرة إلى أن الصين تسعى لتوسيع فرص وصولها للنفط والحلول محل الولايات المتحدة بالمنطقة.

وقالت صحيفة “واشنطن تايمز”، في تقرير لها: إنه وبينما تعززت العلاقات الصينية السعودية قبل فترة، تأتي الرياض حالياً على رأس قائمة الدول المصدّرة للنفط الخام للصين، فإن وصول بنغ بعد غد الجمعة لطهران يمثل أول زيارة لرئيس صيني لإيران منذ 2002.

وأوضحت الصحيفة أن زيارة الرئيس الصيني تأتي بعد أيام من رفع العقوبات الدولية ضد إيران، فيما يشير محللون إلى أن الزيارة تهدف لعقد صفقات مع طهران، ويقول آخرون: إنها تهدف أيضاً لإرسال رسالة للسعودية وإيران بأن تكونا حكيمتين وتحتضنان الصين وليس الولايات المتحدة كشريك المستقبل.

وأشارت الصحيفة نقلاً عن كبير مديري برنامج أمن منطقة الباسفيك وآسيا في واشنطن باتريك كرونين قوله: إن الصين ترغب في أن يُنظر إليها باعتبارها القوة التي بإمكانها الحفاظ على استقرار الشرق الأوسط المضطرب، حيث يُنظر إلى الولايات المتحدة بأنها لم تعد القوة المهيمنة بالمنطقة بعد أن فقدت كثيراً من تأثيرها، إن لم يكن مصداقيتها.

ولفتت الصحيفة أيضاً إلى أن النفط، والحصول على أسواق جديدة لمنتجات الصين، هما الأمران اللذان يحملهما بنغ على رأس قائمة اهتماماته.

وتابعت الصحيفة أنه وبينما نجحت روسيا في إدخال نفسها عميقاً في شؤون المنطقة بالقوة العسكرية، يعتقد أغلب المراقبين أن نهج بكين سيتركز على الاقتصاد، وبينما تُعتبر موسكو قد انحازت كثيراً إلى إيران على حساب السعودية، فإن الصين قد تفادت الانحياز.

وأكدت الصحيفة أن الصين، عموماً، تركت دبلوماسية الشرق الأوسط للآخرين، لكن نمو مصالحها الاقتصادية وتعطشها لمصادر مضمونة للطاقة أجبراها على اتخاذ موقف أكثر حيوية.

وأضافت الصحيفة أن هناك مؤشرات على أن الصين تهدف لتطوير موطئ قدم عسكري لها بالمنطقة مثل إنشاء أول قاعدة بحرية في جيبوتي، رغم أنه ليس واضحاً الدور الذي يمكن أن تلعبه القاعدة التي يقول المسؤولون الصينيون إن الغرض منها تقديم دعم لوجستي للدوريات الصينية لمكافحة القرصنة بمنطقة القرن الإفريقي وبحر العرب.

وسلّطت الصحيفة الضوء على أن الاجتماعات التي أُعدّت للرئيس الصيني هذا الأسبوع مع قادة كل من السعودية ومصر وإيران، تشير إلى أن الإستراتيجية طويلة المدى لبنغ تبدو أنها تتمركز على القفز فوق الخلافات بالمنطقة باستخدام الثقل الاقتصادي الصيني لتعزيز التنمية والصفقات الاستثمارية مع كل من يريد ذلك.

وسردت الصحيفة أرقاماً عن العلاقات الاقتصادية، التي وصفتها بأنها المركزية بين الرياض وبكين، مشيرة إلى أن السعودية تصدّر للصين سدس ما تستورده من النفط الخام، وأن بكين هي ثاني أكبر شريك اقتصادي للرياض، إذ يبلغ حجم التبادل التجاري بينهما سبعين مليار دولار. وكان الرئيس الصيني قد أشار في مقال نشرته له صحيفة الرياض أمس الأول إلى أن السعودية قدّمت لبلاده مساعدات بأكثر من ستين مليون دولار عقب زلزال سيشوان عام 2007، وهي أكبر مساعدة خارجية تسلمتها الصين آنذاك.

ولفتت “واشنطن تايمز” إلى أن علاقات الصين ليست مع إيران بذلك الحجم مثل العلاقات مع السعودية، لكن بنغ لديه أجندة لتنمية قوية لهذه العلاقات، إذ يفكر في جعل إيران جزءاً رئيسياً في مبادرة طريق الحرير لتطوير التجارة ووسائل النقل عبر آسيا وخلفها والذي تسميه الصين “منطقة واحدة، طريق واحد”.

Exit mobile version