صحيفة الموندو الإسبانية: قصة الملك فيصل وأكبر مسجد في أوروبا

تقرير: مونيكا برنابي

رغم أن أكثر الدول الأوروبية من حيث عدد المسلمين هي فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إلا أن أكبر مسجد في أوروبا يقع في إيطاليا، وبالتحديد في روما، التي تضم أيضا مقر الفاتيكان، معقل الديانة المسيحية الكاثوليكية.

يقول عبد الله رضوان، الأمين العام لمجلس الثقافة الإسلامية في إيطاليا، وهي المنظمة التي تدير المسجد منذ افتتاحه في سنة 1995، “إن عديد الظروف ساهمت في جعل مدينة روما معقلا للمسيحية ومقرا في نفس الوقت لأكبر مسجد في أوروبا حيث أن مجلس المدينة مكن المسلمين من قطعة أرض كبيرة، ونحن عزمنا على استغلالها بالشكل الأمثل”.

من جانبه يقول يحي بالافيتشيني، وهو نائب رئيس الجالية المسلمة في إيطاليا، “إن الفضل الحقيقي في بناء هذا المسجد، بعد الله، يعود إلى الملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز، الذي كان يمول بناء عدة مساجد في لندن وباريس ومدريد وجنيف وبرلين وروما، لخدمة المسلمين والإسلام في الدول الأوروبية”.

ويضيف يحي “لقد أراد الملك فيصل أن يقوم بحركة رمزية، فأمر ببناء أكبر مسجد في أوروبا في مدينة روما، لأن ذلك سوف يعطي شعورا بالعزة والفخر للمسلمين في هذا البلد الكاثوليكي، والأمر هنا لا يتعلق بالمنافسة أو العداء مع الكاثوليك، بل يتعلق بعزة وفخر المسلمين”.

يقع هذا المسجد في شمال غرب روما، ويسهل الوصول إليها بوسائل النقل العامة، وفي يوم الجمعة ظهرا، يكفي أن يقوم المرء بتتبع الشباب والرجال الذين يتوافدون على تلك المنطقة بالقطار بعد أن ينزلوا في محطة “كامبي سبورتيفي”، التي سميت كذلك لأن تلك المنطقة التي يقع فيها المسجد يوجد فيها أيضا ملعب لكرة القدم.

هذا المكان المخصص للعبادة يظهر بشكل مميز في المنطقة، حيث يمتد على مساحة تفوق 30 ألف متر مربع، رغم أنه من الناحية المعمارية لا يتصف بالكثير من التكلف والتعقيد، باستثناء المئذنة والهلال الذي يزينها من فوق.

ويقول عبد الله رضوان: “إن بناء هذا المسجد كلف حوالي 50 مليون دولار، أي ما يعادل 38 مليون يورو، وقد كانت السعودية أهم ممول لهذا المشروع وهي تواصل اليوم توفير المال لصيانته والمحافظة على هذا المكسب”.

ويقوم مجلس إدارة بوضع الخطوط العريضة لإدارة المسجد وتعهده، وهو يضم 15 عضوا، ثمانية منهم هم سفراء دول إسلامية مختلفة، والسبعة الآخرون تم اختيارهم من قبل المجلس العام الذي يجتمع في الجلسة العامة التي تلتئم مرة على الأقل كل سنة.

الدول الثمانية التي تشكل هذا المجلس هي المملكة السعودية، مصر، المغرب، إندونيسيا، ماليزيا، الإمارات، السينغال وباكستان. وتساهم هذه الدول وفي طليعتها المملكة السعودية، في تعهد المسجد والعناية به.

ويضيف رضوان أيضا أن حفل وضع حجر الأساس لبناء هذا المسجد كان قد حضره الرئيس الإيطالي في ذلك الوقت، وهو ساندرو بيرتيني، كما أن حفل الافتتاح أيضا حضره الرئيس الذي تلاه وهو لويجي سكالفارو، ولذلك فإن هذا المسجد يحظى باعتراف وتقدير كبير من الدولة الإيطالية ويعتبر بالنسبة لهم رمزا لاحترام الديانة والجالية الإسلامية في إيطاليا.

في صلاة الجمعة، لا يشغل المصلون رغم عددهم الكبير إلا نصف مساحة هذا المسجد، الذي يتميز بمساحته الشاسعة. ويقدر نائب رئيس مجلس الجالية الإسلامية في إيطاليا أن هنالك حوالي نصف مليون مسلم في إيطاليا، ولكن مصادر أخرى ترجح أن هذا الرقم يتجاوز المليونين في بلد يبلغ عدد سكانه الجملي 60 مليون، وأغلب هؤلاء المسلمون هم مغاربة وألبانيون وسينغاليون ومصريون.

ويقول يحي بالافيتشيني: “إن الجالية المسلمة في إيطاليا تكن احتراما كبيرا لوجود البابا في روما، وهذا ما يعزز العلاقة بين الديانتين والحوار والثقة بين المسلمين والمسيحيين”. وهذا بالضبط ما يعكف يحي وزملائه على التشجيع عليه داخل المسجد، وهم يرحبون أيضا بالبابا إذا رغب يوما في زيارة المسجد.

الرابط: http://www.elmundo.es/internacional/2016/01/19/569d1e3de2704ef8618b4577.html

Exit mobile version