قبيل ساعات من الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير.. مصر فوق فوهة بركان

تعيش القاهرة في هذه الأيام حالة من القلق والتوتر الشديد، قبيل ساعات من حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011م، حيث يرى مراقبون أن المشهد السياسي والأمني ملتبس، وأن كل المسارات مفتوحة في الأيام المقبلة في حال صعود الموجة الثورية بقوة، وأكد البعض أنه لا يمكن التكهن بالتداعيات الناتجة عن هذه الموجة، وسط حالة من الترقب والقلق والمخاوف في معسكر النظام، وبينما تسود موجة من الأمل والتفاؤل في صفوف معسكر الشرعية.

وقبل أيام اجتمع الجنرال ذو الخلفية العسكرية عبدالفتاح السيسي مع مدير الاستخبارات الأمريكية أثناء زيارته للقاهرة، حيث أشارت التقارير الصحفية إلى أنه تمت مناقشة الأوضاع في مصر والموقف من الإخوان المسلمين قبيل ذكرى 25 يناير، كما التقى وزير داخلية النظام أيضاً بمدير الاستخبارات؛ للاطمئنان على الاستعدادات، وتقديم النصائح الأمريكية لمواجهة الموجة الثورية الحالية.

وعلمت “المجتمع” أن “التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب”، والذي يشكل الإخوان المسلمون أهم مكوناته، يستعد منذ فترة لإحداث موجة تصعيدية عالية، تمتد طوال إلى 18 يوماً حتى 11 فبراير، تمثل المرحلة الأولى لثورة يناير، وربما تستمر في حال تطور الأوضاع، ويتكتم التحالف على حجم ونوعية الفعاليات التي يخطط لها وحجمها الجماهيري، معتبراً ذلك مفاجأة، سيكون لها ما بعدها.

وعلمت “المجتمع” أن “التحالف” أكد في فعالياته المقبلة استمرار تمسكه بـ”النهج السلمي الثوري” في مواجهة النظام، باعتباره خطاً إستراتيجياً تبناه منذ البداية، وأنه لن يلجأ إلى استخدام القوة أو العنف، مهما حدث من تجاوزات أمن النظام، لكنه سيطلق طاقات الإبداع عند الشباب الثوري.

في الوقت ذاته، أعلنت قوات أمن النظام حالة الطوارئ في صفوفها، وإلغاء الأجازات والراحات للضباط والعاملين، وسط حالة انتشار مكثف خصوصاً في أماكن حساسة من العاصمة، ويتردد أن قوات من الجيش سوف تشارك في حماية بعض المؤسسات المهمة، وأخرى ستكون جاهزة للتدخل في أي وقت حال عجز قوات الشرطة عن الحماية.

واستبقت قوات أمن النظام هذه الفترة بحملة اعتقالات واسعة في مختلف المحافظات، وبخاصة في صفوف الشباب من الفئة العمرية (16 – 25 عاماً)، شملت المئات حتى الآن، لمحاولة بث الرعب في صفوف الحراك الثوري وشل حركته، باعتبار أن هذه الفئة العمرية هي الأكثر حضوراً ومشاركة في الفعاليات.

ولا يعول بعض المراقبين كثيراً على إعلان بعض الحركات والتيارات السياسية والثورية نزولها في الموجة الثورية المقبلة، مثل حركة 6 أبريل والجبهة السلفية وقطاع من حركة تمرد والاشتراكيون الثوريون وغيرهم، باعتبار أن هذه الحركات تفتقد الزخم الجماهيري، كما أن معظمها لم يشارك في أي فعاليات منذ إسقاط أول رئيس منتخب في 3 يوليو 2013م، لكنها في النهاية تزيد من الضغط السياسي والإعلامي.

وفي أحدث تصريح للدكتور محمد عبدالرحمن المرسي، مسؤول اللجنة الإدارية العليا في الإخوان المسلمين حالياً، أكد فيه: نحن على أبواب الموجة الثورية الهادرة في 25 يناير، نعلن بكل وضوح وتأكيد أننا لن نتفاوض حول أهداف الثورة أو نتنازل عن أي جزء منها، ولن نتراجع عن الفعاليات الجماهيرية والموجات الثورية، مهما كانت التضحيات، ومهما طال الوقت.

وأكد مسؤول الإخوان المسلمين في تصريحه: بإذن الله ستنتصر الثورة وستنتصر إرادة الشعب، فثورتنا لن تموت وحقنا وحق الشعب وحق الشهداء لن يضيع، وسيسقط من أسقط إرادة الشعب.

وتدخل مصر هذه المرحلة ورئيسها المنتخب د. محمد مرسي مختطف، ومعه أكثر من 50 ألف معتقل سياسي، غالبيتهم من التيارات الإسلامية، وبخاصة من الإخوان المسلمين وقياداتهم، إضافة إلى أكثر من 7 آلاف شهيد على أيدي قوات الانقلاب منذ يوليو 2013م وحتى الآن، إضافة إلى الآلاف من المحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد في السجون، وعشرات الآلاف من رافضي الانقلاب، المطاردين في مصر وخارجها.

كما يشهد المجتمع المصري حالياً حالة احتقان شديدة بسبب فشل السياسات الاقتصادية، ورفع الأسعار بطريقة تسحق الفقراء والمهمشين، إضافة إلى انعدام فرص العمل وإغلاق الشركات والمؤسسات، وهروب المستثمرين، وانهيار البورصة، وضرب السياحة، وانخفاض قيمة الجنيه بشكل غير مسبوق.

إضافة إلى استمرار القمع والعنف غير المبرر وغير المسبوق، الذي تمارسه الشرطة في مواجهة المجتمع، وإهدار الدستور والقانون، والعسف بالحريات العامة، وتكميم الأفواه، وهو ما أدى إلى المزيد من الاحتقان ويدفع إلى المشاركة الأوسع في الثورة.

Exit mobile version