استطلاع: البريطانيون فخورون بماضيهم الاستعماري

الرأي العام البريطاني عموماً فخور بدور بلادهم في إخضاع العالم للاستعمار وبالإمبراطورية البريطانية، وفقاً لاستطلاع جديد للرأي.

وكانت الإمبراطورية البريطانية قد حكمت في أوجها في عام 1922م خُمس سكان العالم، وربع مجموع مساحة الأرض في العالم.

وقد انقسمت الآراء حول إرث الإمبراطورية كما يشير النقاد، فقد تسببت السياسات الإمبراطورية في قتل الملايين في مجاعات في الهند البريطانية وفي غيرها، وأدارت الإمبراطورية معسكرات اعتقال وحشية في الأراضي المحتلة، وأقامت القوات الإمبريالية مذابح عديدة للمدنيين.

كانت الإمبراطورية البريطانية أيضاً تهيمن على تجارة الرقيق حتى تم إلغاؤها عام 1807م، ومارست الإمبراطورية دوراً في وضع حد لهذه الممارسة دولياً.

ويقول أنصار الإمبراطورية: إنها جلبت التنمية الاقتصادية لأنحاء كثيرة من العالم واستفادت منها البلدان التي كانت تسيطر عليها.

وقد قال ديفيد كاميرون في وقت سابق: إن الإمبراطورية البريطانية تستحق أن يُحتفل بها.

وفي الاستطلاع الذي أجرته شركة يوجوف YouGov وجدت أن 44% من البريطانيين فخورون بتاريخ بريطانيا الاستعماري، في حين أن 21% فقط عبر عن أسفه لأنه حدث، و23% لم يعبروا عن رأيهم.

وقد سأل الاستطلاع نفسه أيضاً عما إذا كانت الإمبراطورية البريطانية تعتبر شيئاً جيداً أو سيئاً: فقال 43%: إنها كانت جيدة، في حين قال 19% فقط: إنها كانت سيئة، وكان رد 25%: إنها لم تكن لا سيئة ولا جيدة.

وكان توني بلير قد اعتذر في عام 2006م عن دور الإمبراطورية البريطانية في تجارة الرقيق، واصفاً هذه الممارسة بأنها “جريمة ضد الإنسانية”.

ولكن يبدو أن لكاميرون لهجة مختلفة ورأياً آخر، فقد رفض الاعتذار عن مذبحة “أمريتسار” في الهند في عام 1919م التي قتل فيها ما يقرب من 400 من الهنود الأبرياء على يد القوات البريطانية الإمبريالية.

وقد رفض أيضاً إعادة ألماس كوهينور من جواهر التاج البريطاني للهند.

وقال كاميرون في عام 2013م في زيارة إلى الهند: أعتقد أن هناك قدراً هائلاً نفخر به في الإمبراطورية البريطانية.

وأضاف: لكن بالطبع كانت هناك أحداث سيئة وكذلك أحداث جيدة، أحداث سيئة ينبغي أن نتعلم منها وأحداث جيدة يجب أن نحتفل بها.

يذكر أنه لا يتم تدريس الإمبراطورية البريطانية على نطاق واسع بالتفصيل في المدارس البريطانية، في دروس التاريخ التي تميل إلى التركيز على مجالات أخرى.

وقد قال وزير التعليم السابق مايكل جوف: يجب أن ندرس الإمبراطورية البريطانية في المدارس، في حين قال زعيم حزب العمال جيرمي كوربين: ينبغي تعليم الأطفال قدر المعاناة التي سببتها للعالم.

 

المصدر: “الإندبندنت” البريطانية.

Exit mobile version