هل تعالج دبلوماسية الكويت ومكوكية تركيا الأزمة السعودية الإيرانية؟

ما زالت الأزمة الإيرانية السعودية تمثل التهديد الأخطر على المنطقة، بعد تحركات سعودية جادة باتجاه الرد على التجاوزات الإيرانية التي وصلت إلى التعدي على البعثة الدبلوماسية السعودية الموجودة في إيران؛ وهو ما يفتح الباب أمام البحث عن حلول وآليات تتفادى الوصول لمرحلة من الصدام ربما لن تكون في صالح المنطقة ككل في ظل واقع دولي وإقليمي معقد.

الحلول الدبلوماسية ربما هي السبيل الأنسب لذلك لتكون سبيلاً لتخفيف حدة التوتر، وإيجاد سبل لحل الخلاف على قواعد من التواصل الدبلوماسي دون الدخول في توتر قد تكون نتائجه كارثية.

الكويت رائدة الدبلوماسية

حظيت الكويت ومنذ عقود بمكانة رفيعة في تاريخ الدبلوماسية العربية، خاصة مع تقلد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لمقاليد الحكم، وهو ذو خلفية دبلوماسية معروفة، ولعل تلك المسيرة تظهر دورها جلياً في دعم قرارات وسياسات مجلس التعاون الخليجي، كما أن البعد الإنساني الذي برعت فيه الكويت أعطاها زخماً في المحافل العالمية، حيث اعتمادها على سياسة المسالمة ودعم الشعوب التي تتعرض للنكبات، وقد حددت هذه القواعد في الخطاب الأول الذي ألقاه كوزير للخارجية وممثل دولة الكويت في الأمم المتحدة، وهي:

– دولة داعية للسلام.

– راعية لحقوق الإنسان.

– لا تتدخل في الشؤون الداخلية لغيرها من الدول.

– تعمل من أجل التنمية العالمية الشاملة، وتقديم المساعدات إلى مختلف دول العالم المحتاجة، وبصفة خاصة الأكثر فقراً والأكثر حاجةً.

– تؤمن بالحياد الإيجابي.

هذه المواقف وعلاقة الكويت بالمملكة العربية ودورها الإقليمي يجعل منها سبيلاً لتحقيق دور دبلوماسي فاعل في الأحداث القائمة.

الدور التركي

جددت تركيا رغبتها واستعدادها للوساطة في الأحداث منذ وقوعها، وبرغم تأييدها للموقف السعودي فإنها أكدت أهمية اللجوء للوسائل الدبلوماسية على لسان رئيس وزرائها أحمد داود أوغلو، الذي قال في تصريح سابق له: “القنوات الدبلوماسية يجب أن تُعطَى فرصة فوراً، ونحن مستعدون لتقديم أي مساعدة بناءة للوصول إلى حل”، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز” عن أوغلو خلال اجتماع للهيئة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم.

وتستطيع تركيا عبر تواجدها القوي في المنطقة وتواصلها مع طرفي الأزمة أن تخلق جواً مهيئاً للعمل الدبلوماسي النشط الذي يخفف من حدة الأزمة وتوترها.

Exit mobile version