النتائج الكارثية للقنبلة الهيدروجينية

أكدت كوريا الشمالية أنها أجرت تجربة نووية جديدة، تتمثل تحديداً في اختبار القنبلة الهيدروجينية، ولكن لم تتم بعد تأكيد صحة مزاعم الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، الذي قال: إن القنبلة الهيدروجينية هي التي تم اختبارها.

وقد قام عديد الخبراء بتحليل حجم الزلزال الذي خلفه الاختبار، من أجل التوصل إلى استنتاجات حول نوع القنبلة التي تمت بالفعل تجربتها، ووفقاً للمعهد الأمريكي للجيولوجيا، فقد قدّرت قوة الزلزال بحوالي 5.1 درجة، وعلى ضوء هذا الاستنتاج، أكد عديد الخبراء بأن الاختبار شمل قنبلة ذرية لا هيدروجينية.

ويكمن الفرق بين مختلف الأسلحة النووية في طريقة عملها، فالقنبلة الذرية تسبب انفجاراً نووياً من خلال انشطار الذرة؛ ما يترتب عنه انبعاث عناصر كيميائية مثل (اليورانيوم 235 أو البلوتونيوم 239)، في حين أن القنبلة الهيدروجينية تتسبب بانفجار أكبر؛ نظراً لأنها تحتوي على قنبلة ذرية بالإضافة إلى عناصر كيميائية مثل الديوتيريوم والتريتيوم.

في الواقع، فإن القنبلة الهيدروجينية تعادل قوتها آلاف الأطنان من مادة “تي أن تي” المتفجرة، وتعد القنبلة الهيدروجينية الأقوى بين جميع القنابل التي تم اختبارها سابقاً.

حيث بلغت القوة التدميرية لـ”قنبلة القيصر” السوفييتية حوالي 50 ألف كيلو طن، أي أن قوتها فاقت قوة القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما في أغسطس عام 1945 بحوالي 3000 مرة، فقد أسفرت هذه القنبلة الذرية عن مقتل حوالي 140 ألف شخص، كما تسببت بحدوث زلزال بلغت قوته 6 درجات.

وحتى الآن أجرت كوريا الشمالية عدة اختبارات على القنابل الذرية، وتبلغ قوة الأقوى بينها حوالي سبعة كيلو طن.

وإذا كان هناك أحد لا يعرف بالتحديد مدى قوة الأسلحة النووية، فقد قامت الصحيفة البريطانية “دايلي ستار” بتحديد التأثير المدمر لمثل هذه القنبلة على لندن، وذلك بالاستعانة بموقع “نوك ماب” الذي يقوم بتصور حجم الضرر الذي من الممكن أن تسببه القنبلة الهيدروجينية، وتصور العدد التقريبي للضحايا في مدن مختلفة في جميع أنحاء العالم.

إلا أن رئيس كوريا الشمالية لا يمتلك ما يكفي من الصواريخ التي من الممكن أن تصل إلى المدن الأوروبية، حيث إن كوريا الشمالية تملك فقط صواريخ أرض – أرض يصل مداها إلى 160 كيلومتراً؛ ما يشكل خطراً حقيقياً على كوريا الجنوبية، ومع ذلك يعتقد بعض المراقبين أن كوريا الشمالية لديها أيضاً صواريخ متوسطة المدى (بين 2500 و4000 كم)، قادرة على تهديد أمن اليابان، والصين، والهند أو القواعد الأمريكية في جزيرة غوام في المحيط الهادئ.

ولتحديد مدى خطورة القنبلة الهيدروجينية، بالإضافة إلى النتائج الكارثية التي ستخلفها إذا ما تم استهداف الدول الغربية، تم قياس الحجم التقريبي لهذه الأضرار على عدد من الدول والعواصم، فإذا تم مثلاً إلقاء قنبلة هيدروجينية يبلغ وزنها 10 كيلو طن بالقرب من برج إيفل بباريس، فإنها ستؤدي إلى مقتل حوالي 161550 شخصاً، وإصابة حوالي 506510 أشخاص، كما أن الانفجار سيتسبب في حفرة قرب برج إيفل يصل عمقها إلى 200 متر، بالإضافة إلى أن عدداً من الكرات النارية ستنفجر وسيصل مداها إلى 700 متر مربع في المناطق المحيطة بالنقطة المتضررة.

كما أن الانفجار الناجم عن هذه القنبلة سيؤدي إلى انبعاث إشعاعات ستتسبب إما في الموت الفوري أو الموت خلال الأيام أو الأسابيع الموالية للانفجار في مساحة يتراوح قطرها ما بين 2.5 و3.5 كيلومتر مربع، بالإضافة إلى أن الإشعاعات الحرارية ستسبب إما حروقاً من الدرجة الثالثة لعدد كبير من الأشخاص، في مساحة يبلغ قطرها 8.8 كيلومتر مربع، أو حروقاً طفيفة مماثلة لحروق الشمس ستصل إلى مساحة يبلغ قطرها 25 كيلومتراً مربعاً.

وإذا استهدفت القنبلة الهيدروجينية مدينة “مرسيليا” الفرنسية، فإنها ستسفر عن مقتل 42420 شخصاً وإصابة 117990 شخصاً، كما ستؤدي هذه القنبلة إذا ما استهدفت مدينة “ليون” إلى مقتل 34370 شخصاً وإصابة 133260 شخصاً.

أما إذا سقطت قنبلة يبلغ وزنها 10 كيلو طن على بوابة براندنبورج في برلين ألمانيا، فسيلقى 44240 شخصاً مصرعهم وسيصاب 173440 شخصاً.

كما أنه إذا سقطت هذه القنبلة على قصر وستمنستر في لندن (إنجلترا)، فإنها ستخلف 59500 قتيل و274690 جريحاً، أما إذا استهدفت عاصمة كوريا الجنوبية سيول، فإنها ستتسبب في مقتل 110850 شخصاً وإصابة 314670 شخصاً.

وإذا تم إطلاق قنبلة على مقر الحكومة اليابانية يبلغ وزنها 10 ألف طن في طوكيو، فمن المرجح أن يموت 109400 شخص، وأن يصاب 343530 شخصاً.

إذا استهدفت القنبلة الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً مدينة مانهاتن من ولاية نيويورك، فإنها ستسفر عن مقتل 239680 شخصاً وإصابة 546660 شخصاً، أما إذا سقطت في وسط مدينة لوس أنجلس، فستؤدي إلى مقتل 95420 وإصابة 159040 شخصاً.

وإذا تم إطلاق القنبلة باتجاه ساحة تيانانمين في بكين (الصين)، فإنه سيلقى 87670 شخصاً حتفهم وسيصاب 362120 شخصاً، وتجدر الإشارة إلى أن الصين هي الحليف التاريخي لكوريا الشمالية.

وإذا ما سقطت القنبلة الهيدروجينية على موسكو، فإنها ستسفر عن مقتل 74270 شخصاً وإصابة 226270 شخصاً، أما إذا استهدفت القنبلة بوابة الهند التي تقع في نيودلهي، فإن عدد القتلى سيبلغ 185750 شخصاً وعدد الجرحى سيبلغ حوالي 624260 شخصاً.

 

المصدر:

http://tempsreel.nouvelobs.com/monde/20160107.OBS2393/que-se-passerait-il-si-la-bombe-nucleaire-nord-coreenne-tombait-sur-paris.html

Exit mobile version