صحيفة “لاتريبون”: كيف ستكون الدعاية الرقمية في 2016؟

نيك هوغ

 

على مدى العامين الماضيين، تطورت البرامج التكنولوجية بالإضافة إلى الإعلانات وتسويق المحتوى في المجال الرقمي بسرعة كبيرة، بعد أن أصبحت معظم الخطط المعتمدة في التسويق الرقمي تقوم على التجديد والابتكار، فكيف ستكون الدعاية الرقمية في السنوات القادمة؟

شهدت تطبيقات حجب الإعلانات وبرامج الفيديو تطوراً ملحوظاً في عام 2015م، أما في عام 2016م، فمن المتوقع أن يكون هذان المجالان مصدراً للابتكار، وذلك لأسباب مختلفة، وفي الوقت نفسه، من المرجح أن تكون هناك تحسينات كبيرة في كيفية استخدام البيانات التي من شأنها دعم أداء العديد من الحملات.

كما أن رد المستخدمين من خلال حجب الإعلانات كان متوقعاً؛ لذلك يجب على مبتكري وسائل الدعاية الرقمية التركيز على جذب المستخدم حتى يقوم بتتبع ومتابعة هذه الدعايات، ويعد الإعلان الأصلي أفضل الحلول التي يتم اعتمادها من أجل تحسين الوعي الاستهلاكي لدى الناس، والحث على شراء المنتجات، بالإضافة إلى دفعهم إلى تفضيل علامة تجارية دون غيرها.

كما أن تنامي حجب الإعلانات على مواقع الإنترنت، سيؤدي إلى خلق المزيد من الابتكارات والتجديد في هذا المجال، وبالتالي فإن شركات حظر الإعلانات ستكافح حتى تضمن مكانتها في السوق الإعلانية.

ولن يقتصر الابتكار على مجال التسويق والإعلانات فقط، بل سيشمل أيضاً مجال الفيديو، الذي سيتم تطويره على ثلاث مراحل؛ أولاً سنلاحظ تغييراً في حجم الفيديو من الشكل الأفقي إلى الشكل العمودي، حيث إن الشكل الأفقي لطالما تم اعتماده من قبل وسائل الإعلام خاصة في مجال السينما والتلفزيون، أما الشكل العمودي فسينتشر أكثر فأكثر خلال السنوات القادمة وسيقدم تجربة أفضل للمستخدم.

ثانياً؛ سيتم العمل على تحسين جودة الفيديو الذي ستتم مشاهدته عن طريق الهاتف المحمول، حيث سيحمل الفيديو نفس التقنيات الموجودة على أجهزة الحاسوب، وأخيراً سترتفع مشاركة مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير خلال السنوات القادمة.

في عام 2015م سجلت شركة كومسكور لتحليل بيانات الإنترنت ارتفاعاً بحوالي ست مرات في عدد مشاركات الفيديو في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك فإنه من المتوقع أن يدعم الشباب هذا النمو، وستصبح شبكات مواقع التواصل الاجتماعي هي الوجهة الرئيسة الخاصة بهم، التي سيشاهدون من خلالها أشرطة الفيديو.

وستمثل هذه النزعة فرصة للمسوقين من أجل تطوير الاختراعات السابقة، مثل تقنية “جيف” للصورة التفاعلية، حتى تصبح العلامة التجارية الأساسية التي تستهدف عدداً كبيراً من المستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي.

لا أحد يمكنه إنكار أهمية البيانات التي تستخدم لتقديم الإعلان المناسب للمستخدمين، ففي عام 2016م سيتم وضع المزيد من الآليات من أجل تطوير رسائل دعائية مبتكرة، وذلك لاستقطاب المزيد من المستخدمين، وحتى يتم تحقيق النجاح، يجب على وكالات التسويق والإعلام اعتماد منهج منفتح وتشاركي من شأنه أن يساهم في بناء حقبة جديدة من البيانات التي ستسمح بدورها لهذه الوكالات المبتكرة باقتراح رسائل دعائية متطورة استناداً إلى المعلومات المتعلقة بالمستخدمين.

كما أن تحديد وفهم مستخدمي مواقع الإنترنت، خاصة ضمن سوق الإعلانات الرقمية، أصبح جزءاً أساسياً من التسويق الرقمي، حيث إن الهدف ليس معرفة معظم المستخدمين، وإنما معرفة الأدوات والوسائل التي جذبت هؤلاء المستخدمين، والتي ستؤثر مباشرة على حجم المبيعات.

في الختام، يجب أن تواصل سوق الإعلانات الرقمية تطورها اعتماداً على صيغ مبتكرة ومتجددة، وعلى بيانات أكثر دقة، وتنامي تقنيات حظر الإعلانات يجب أن يشكل حافزاً للنهوض بهذه الصناعة.

 

المصدر:

http://www.latribune.fr/opinions/tribunes/publicite-digitale-les-tendances-a-venir-en-2016-539359.html

Exit mobile version