المستوطنون في أعراسهم.. يطعنون الدوابشة بعد أن أحرقوه!

رأى خبراء أن شريط الفيديو الذي بدا فيه مستوطنون صهاينة يحملون سكاكين ومسدسات في أحد الأعراس، هدفه تجنيد أكبر عدد من المستوطنين لقتل الفلسطينيين، وتحويل التعبئة ضد الفلسطينيين إلى ظاهرة شعبية، لا تقتصر على المعاهد الدينية أو الحلقات التنظيمية، ويظهر في الوقت نفسه أن الفلسطينيين يتعرضون لحملة قتل منظمة من قبل عصابات مدفوعة في الضفة الغربية.

ففي هذا العرس – كما ظهر في الفيديو – رفع المستوطنون السكاكين والزجاجات الحارقة والمسدسات، وقاموا فيه بطعن صورة الطفل علي دوابشة، الذي حرقه مستوطنون وعائلته في منزلهم، بسكين، مع شعارات التبجيل لمنفذي عملية القتل.

تعبئة يومية للقتل

وتعليقاً على هذا الأمر، أكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ”المجتمع”؛ أن العرس الإرهابي يعتبر شاهداً قطعياً على أن المستوطنين يمارسون التعبئة اليومية لقتل الفلسطينيين بكل الأدوات، وأن حكومة الاحتلال التي عملت على تغذية الاستيطان هي المسؤولة عن هذه الموجة الإرهابية؛ فمن شاهد العرس أيقن مدى التحريض الإرهابي على القتل، وأن مظاهر السرور تشير إلى أننا أمام جنس من البشر لديه إجرام يفوق التصور والخيال.

وأكد أن هذه السكاكين والمسدسات والزجاجات الحارقة لم تكن في جبهة قتال، بل في عرس يفترض فيه أن يكون حضارياً، إلا أن وجه الاستيطان الحقيقي ظهر لكل العالم الذي يصمت على جرائمهم وعلى حكومة الاحتلال، التي حاولت في بداية جريمة حرق عائلة دوابشة التنصل من فعل المستوطنين، إلا أن الأدلة لم تعط للحكومة العنصرية أي مجال للتهرب، فسارعت إلى اعتقال المنفذين لإرضاء العالم الذي طالب حكومة الاحتلال بالتحرك لمحاكمة القتلة.

وأضاف دغلس: حماية القرى من إرهاب المستوطنين أصبحت ضرورية بالرغم من أن الاحتلال يحرمنا من أبسط أدوات الحماية، بينما المستوطنون حتى في أعراسهم يشهرون الأسلحة لقتل الفلسطينيين.

عرس إرهابي

أما الخبير في شؤون الاستيطان في الضفة الغربية صلاح خواجا فقال: هذا العرس الإرهابي هدفه تجنيد أكبر عدد من المستوطنين لقتل الفلسطينيين، وتحويل التعبئة ضد الفلسطينيين إلى ظاهرة شعبية، لا تقتصر على المعاهد الدينية أو الحلقات التنظيمية، فهذا العرس شكل محطة مختلفة؛ بحيث أصبحت الدعوة لقتل الفلسطيني لا تنتظر فتوى حاخام أو من خلال جلسات سرية.

وأضاف: هذا العرس جزء من عدة مناسبات شارك فيها أعضاء كنيست ورؤساء جمعيات ووزراء وحاخامات، تضمنت الدعوة للقتل المباشر، وتعدد الأسلحة رسالة لكل مستوطن مفادها أنه إذا لم تمتلك السلاح الناري فعليك بالسكين والزجاجة الحارقة، وأنه لا بد من قتل الفلسطيني بأي وسيلة ممكنة، وهذا تشريع إرهابي.

وتابع قائلاً: لو أن عرساً فلسطينياً رفعت فيه السكاكين والزجاجات الحارقة والمسدسات وطُعنت صورة طفل يهودي لكانت الماكينة الإعلامية الاحتلالية أظهرت الحادثة على أنها موجة إرهابية ضد “الإسرائيليين”، أما إذا تعلق الأمر بالمستوطنين فلا ضجة إعلامية، وهناك تبرير قذر من الإعلام “الإسرائيلي”.

وأشار الخواجا إلى أن الجمعيات الاستيطانية التي تتلقى الدعم من حكومة الاحتلال يذهب جزء منها لدعم إرهاب المستوطنين وتدريبهم، وهناك ستة آلاف عنصر من شباب المستوطنين تدفع لهم رواتب يمثلون جيشاً للمستوطنين، ويضم هذا الجيش عصابات شبيبة التلال وعصابة تدفيع الثمن وغيرها من التجمعات الإرهابية التابعة للمستوطنين.

يشار إلى أن أعداد المستوطنين وصلت إلى ما يزيد على 400 ألف مستوطن في الضفة الغربية دون مدينة القدس المحتلة، في تزايد منقطع النظير منذ توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993م؛ حيث كان عددهم آنذاك قرابة 100 ألف مستوطن.

Exit mobile version