تقرير: المسار اليومي للثورة السورية

الوضع الميداني

نشرت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية تقريراً حول سيطرة الأكراد على مناطق عديدة في سورية، على الحدود العراقية والتركية، وأشارت إلى أن الأكراد الذين يمثلون الحليف الإستراتيجي لأمريكا في حربها ضد “تنظيم الدولة” قد بدؤوا بالتقرب من موسكو منذ أن أطلقت حملتها العسكرية في سورية، حيث انعقد الأربعاء بموسكو مؤتمر طغى عليه الحضور الكردي، لدراسة سبل التعاون مع روسيا في حربها على التنظيم، وأشارت الصحيفة إلى أن أكراد سورية يقتربون من هدفهم في الحصول على حكم ذاتي في المنطقة الشمالية المتاخمة لتركيا، وأنهم في خضم الصراع الدائر يلعبون على عدة أوتار؛ حيث يستغل الأكراد الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لمحاربة تنظيم الدولة.

وأضافت الصحيفة أن الأكراد يسعون بجد في تطبيق أهدافهم، ولذلك فهم يحتاجون روسيا لدعمهم لبناء إقليم كردي ممتد جغرافياً، يمكنهم أن يعلنوا فيه حكمهم الذاتي، بينما تعارض تركيا وأمريكا هذا المشروع.

وفي الختام، قالت الصحيفة: إن قادة الأكراد مستعدون للدخول في أي تحالف ضد “تنظيم الدولة”، كما ستكون كلمتهم مسموعة في معركة حلب بالشمال، وذلك في إطار توحيد أقاليم الشمال، بقصد ضم حي الشيخ مقصود الذي تقطنه غالبية كردية في مدينة حلب لإقليم الشمال الكردي.

تحركات المعارضة

نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري مصطفى أوسو يستنكر إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي مدينة تل أبيض كانتوناً تابعاً لإدارته، واصفاً إياه بأنه تصرف غير شرعي وأحادي الجانب من قبل طرف يريد فرض إرادته وأيديولوجيته بالقوة في موقع جديد على الأراضي السورية.

وأكد أوسو أن نظام الأسد هو أكثر المستفيدين من هذه السلوكيات الشاذة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وأن الكرد هم المتضرر الأكبر؛ لأن هذه التصرفات تساهم في زيادة الشرخ بين مكونات المجتمع السوري، وتحملهم ظلماً جريرة هذه الممارسات.

وشدد نائب رئيس الائتلاف على أن المشروع الكردي في سورية هو التأسيس الدستوري لحقوق الكرد وثقافتهم ولغتهم في سورية الواحدة الموحدة، التي تنعم بالديمقراطية والحرية والكرامة لكل أبنائها، والكرد جزء من الشعب السوري ومن قضيته الوطنية.

وقال: إن محاولات فرض إدارة تعبر عن أيديولوجية حزب واحد بدون التوافق على ذلك لا تخدم مطالب الكرد، وتضر قضيتهم، وتخدم أعداءهم من نظام الأسد وشبيحته.

الموقف العربي الإقليمي

وزير الخارجية السعودية عادل الجبير يقول: إن بشار الأسد هو سبب انتشار “تنظيم الدولة” في سورية، وإنه يمثل مغناطيس جلب المقاتلين الأجانب إلى صفوف التنظيم.

وأوضح الجبير في تصريحات تلفزيونية أنه للقضاء على “تنظيم الدولة” ينبغي إبعاد الأسد عن السلطة، مشيراً إلى أن السعودية تسعى لحل سلمي بسورية في أقرب وقت ممكن على أساس مؤتمر “جنيف 1”.

وأكد الجبير حرص بلاده على الحفاظ على وحدة سورية ومؤسساتها الحكومية، وشدد الوزير السعودي على أن إيران هي جزء من المشكلة ويجب ألا تكون جزءاً من الحل، منوهاً إلى أنها أدخلت مليشيا “حزب الله” ومليشيات أخرى إلى سورية لدعم الأسد.

المواقف الدولية

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يعلن أن الدول المعنية بالأزمة السورية اتفقت على “مبادئ مشتركة” حول مستقبل سورية، لافتاً إلى ضرورة حل الأزمة السورية بطرق سلمية.

وأشار كيري إلى أن الدول التي ستشارك في الاجتماع التي ستعقده الرباعية الدولية غدا في فيينا، اتفقت على “مبادئ مشتركة” حول مستقبل سورية، مضيفاً: اتفقنا على سورية موحدة ذات نظام علماني تعددي ديمقراطي.

وأردف قائلاً: لكن أمامنا شخصاً يجب إزاحته بسرعة، هذا الشخص هو بشار الأسد.

وشدد كيري على ضرورة محاربة جميع الدول لـ”تنظيم الدولة”، والمجموعات المتطرفة التي لا ترغب في حل سلمي للأزمة في سورية، مشيراً إلى ضرورة عمل جميع المؤسسات من أجل حل سياسي للأزمة السورية.

تغطية الصحف

– نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً للباحث في معهد دول الخليج في واشنطن الكاتب حسين إبيش، أشار فيه إلى أن بوتين يسعى إلى تقسيم سورية، وتأمين إقامة دويلة صغيرة للرئيس الأسد.

وأوضح الكاتب أن التدخل العسكري الروسي في سورية يهدف إلى تأمين الأجزاء المتبقية تحت سيطرة النظام.

وأشار الكاتب إلى أن “تنظيم الدولة” يستفيد من القصف الذي تقوم به المقاتلات الروسية، إذ يسيطر التنظيم على القرى المستهدفة بعد انتهاء القصف، كما هي الحال في بعض أنحاء حلب.

وأضاف الكاتب أن الرئيس بوتين يسعى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، ولمحاولة جعل روسيا تستعيد الدور المؤثر الذي كان للاتحاد السوفييتي السابق في المنطقة في سبعينيات القرن الماضي.

– وأشارت مجلة “ذي أتلانتيك” إلى أن المقاتلات الروسية تستهدف بالقصف المعارضة المناوئة للرئيس الأسد، وهي المعارضة المدعومة من جانب إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ مما يسفر عن مقتل العديد من المدنيين وتشريد المزيد من السوريين.

وأضافت أن من بين الانتقادات الأخرى للتدخل الروسي في سورية ما يتمثل في انتهاك مقاتلات روسية المجال الجوي التركي، أو التحليق قرب طائرات أمريكية، أو إخفاق صواريخ كروز في إصابة أهدافها بعد أن أطلقتها روسيا من بحر قزوين تجاه مواقع في سورية لكنها سقطت في إيران.

Exit mobile version