استطلاع: انخفاض حاد في دعم الأمريكيين للاتفاق النووي مع إيران

في الوقت الذي يستعد الكونجرس للتصويت على الاتفاق النووي الإيراني، يتراجع التأييد الشعبي للصفقة، فحالياً 21٪ فقط يؤيدون الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وإيران وغيرها من الدول، وما يقرب من النصف (49٪) لا يوافقون على الاتفاق، في حين أن ثلاثة من كل عشرة (30٪) ليس له رأي محدد.

 ففي منتصف شهر يوليو، بعد أسبوع من إعلان الرئيس أوباما للصفقة، وافق 33٪ من الجمهور على الاتفاق، بينما اعترض 45٪، وكان 22٪ لا رأي لهم، وعلى مدى الأسابيع الستة الماضية، انخفضت نسبة الموافقين على الاتفاق 12 نقطة مئوية (من 33% إلى 21٪)، في حين ظلت نسبة الرفض ثابتة إلى حد ما (كانت45٪ ثم أصبحت 49٪ الآن)، وقد زاد من لا يعبر عن رأي محدد عن يوليو (فقد كان 22٪ ثم أصبح 30٪ الآن).

وقد أظهر أحدث استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث، بين 3 – 7 سبتمبر لـ1004 من البالغين أن الجدل حول الاتفاق مع إيران لم يعد له صدى واسع لدى الجمهور، والواقع أن النسبة التي قالت: إنهم سمعوا بالاتفاق قد انخفضت من 79٪ في يوليو إلى 69٪ في الاستطلاع الجديد، وحصة الذين يقولون: إنهم لم يسمعوا شيئاً على الإطلاق عن هذا الموضوع قد زادت تسع نقاط مئوية، من 21 – 30٪.

الجمهوريون أكثر بكثير من الديمقراطيين أو المستقلين الذين يقولون: إنهم قد سمعوا عن الاتفاق، وقد اتسعت هذه الاختلافات منذ يوليو، واليوم 86٪ من الجمهوريين سمعوا عن الاتفاق و69٪ من الديمقراطيين، و63٪ من المستقلين سمعوا بالاتفاق النووي، ومنذ يوليو، نسبة الجمهوريين الذين يقولون: إنهم على بينة من الاتفاق ظلوا دون تغيير (84٪ آنذاك) في حين تراجعت النسبة بين الديمقراطيين تسع نقاط مئوية (من78٪ إلى 69٪) و14 نقطة بين المستقلين (من77٪ إلى 63٪).

وفي حين أن الانقسام الحزبي حول الاتفاق النووي لا يزال كبيراً، فقد حدث تراجع عن تأييد الاتفاق في جميع المجالات منذ يوليو.. فحالياً 42٪ من الديمقراطيين يؤيدون الاتفاق، في حين لا يوافق 29٪ ونسبة مماثلة ليس لديها رأي، ولكن في يوليو، وافق 50٪ من الديمقراطيين، ورفض 27٪، وكان 22٪ لا رأي لهم.

ونسبة التأييد الجمهوري للاتفاق، المنخفضة بالفعل، زادت انخفاضاً، فقد انخفض التأييد الجمهوري بشكل كبير (من 13٪ إلى 6٪). وانخفض دعم المستقلين للاتفاق أيضاً (من 31٪ إلى 20٪)، على الرغم من أن نسبة اعتراض الديمقراطيين ظلت ثابتة منذ يوليو على 47٪.

وإذا استند الرأي بشأن الاتفاق النووي الإيراني فقط إلى أولئك الذين سمعوا كثيراً أو قليلاً عن الاتفاق، تزداد نسبة المعارضة للاتفاق لتتجاوز نسبة الدعم وتصبح اثنين إلى واحد (57٪ إلى 27٪).

ومن بين هؤلاء العارفين بصفقة إيران، انخفض الموافقون بنسبة تصل لـ11 نقطة مئوية منذ يوليو، في حين ارتفعت نسبة الاعتراض تسع نقاط.

الثقة في قادة إيران 

ولا يزال الجمهور يعبر عن ثقة قليلة في أن قادة إيران سوف يلتزمون بالاتفاق النووي، فقط 2٪ لديهم قدر كبير من الثقة في أن قادة إيران سيلتزمون بالاتفاق، فيما يقول 18٪: إن لديهم قدراً لا بأس به من الثقة، وحوالي سبعة من كل عشرة (70٪) يقولون: إنهم لا يثقون بشدة، و28٪ غير واثقين على الإطلاق في قادة إيران.

هذه الآراء لم تتغير إلى حد كبير منذ يوليو، على الرغم من أن نسبة من أعرب عن انعدام الثقة على الإطلاق في التزام قادة إيران بالاتفاق ارتفع  (من 37٪ إلى 42٪).

ولكن لا يزال الجمهور يظهر مزيداً من الثقة إلى حد ما في قدرة في الولايات المتحدة والوكالات الدولية على مراقبة مدى التزام إيران بالاتفاق، وحالياً، و42٪ يقولون: إن لديهم قدراً كبيراً من الثقة، 12٪ لديهم  قدر لا بأس به، 30٪ لديهم ثقة في قدرة الولايات المتحدة والوكالات الدولية علي متابعة مدى التزام إيران، وقد تغيرت قليلاً من يوليو (46٪ على الأقل يظهرون قدراً معقولاً من الثقة).

ومنذ يوليو، تراجع نصيب الديمقراطيين الذين عبروا عن قدر كبير من الثقة في أن قادة إيران سيلتزمون بالاتفاق بمقدار ثماني نقاط مئوية، من 41٪ إلى 33٪، ولكن هناك فقط 8٪ من الجمهوريين لديهم هذا المستوى من الثقة في قادة إيران، التي تغيرت قليلاً من يوليو إلى 9٪، ولكن منذ ذلك الحين، زادت نسبة الجمهوريين الذين ليست لديهم ثقة على الإطلاق في التزام قادة إيران بالاتفاق إلى 11 نقطة مئوية (من 56٪ إلى 67٪).

أغلبية الديمقراطيين (64٪) يقولون: إن لديهم قدراً كبيراً من الثقة، 48٪ لديهم قدر لا بأس به، 16٪ لديهم ثقة كبيرة في قدرة الولايات المتحدة والوكالات الدولية على مراقبة مدى التزام إيران بالاتفاق النووي، وأقل من نصف عدد الجمهوريين (23٪) يقولون: إنهم واثقون في قدرة الولايات المتحدة ودول أخرى على ضمان أن إيران سترتقي إلى مستوى الاتفاق، وقد تم تغيير هذه الآراء قليلاً منذ يوليو.

تغيير الآراء بشأن الاتفاق مع إيران

منذ يوليو، انخفض التأييد للاتفاق النووي الإيراني عبر معظم المجموعات السكانية، وإن كانت نسبة التغيير في كثير من الحالات ليست كبيرة.

فبين البالغين الذين لم يتجاوزوا شهادة الثانوية، على سبيل المثال، 14٪ فقط يؤيدون الاتفاق النووي، في حين أن 51٪ يعارضونه، وما يقرب من الثلث 35٪ لا يعبر عن رأي محدد، ومنذ يوليو انخفضت الموافقة على الاتفاق 13 نقطة مئوية بين هذه المجموعة (27٪ آنذاك)، ولكن الرفض ظل دون تغيير إلى حد كبير (50٪ آنذاك)، وارتفع سهم عدم التعبير عن الرأي 12 نقطة (23٪ آنذاك).

خريجو الجامعات على النقيض من ذلك، لديهم آراء مختلطة من الاتفاق النووي (35٪ يؤيدون و40٪ لا يوافقون)، في يوليو، عدد أكثر قليلاً من خريجي الجامعات وافق على الاتفاق أكثر من الرافضين له (44٪ مقابل 37٪).

وكما كانت الحال في يوليو، فالناس الذين سمعوا أكثر عن الاتفاق النووي الإيراني هم الأكثر دعماً له من أولئك الذين   سمعوا أقل؛ ومع ذلك، من بين أولئك الذين سمعوا الكثير عن هذا الاتفاق، 34٪ يوافقون، بانخفاض تسع نقاط من يوليو (43٪)، وتراجع التأييد للاتفاق أكثر بين أولئك الذين لم يسمعوا كثيراً عن الاتفاق النووي مع إيران من (34٪ إلى 20٪).

والجدير بالذكر، أنه بينما تراجع دعم الحزب الديمقراطي الشامل للاتفاق النووي مع إيران منذ يوليو، لم يكن هناك أي تغيير بين 33٪ من الديمقراطيين الذين سمعوا أكثر عن الصفقة، و76٪ من الديمقراطيين الذين سمعوا أكثر عن الاتفاق يوافقون على ذلك، في حين أن الذين لا يوافقون 16٪ فقط، وهذه هي تقريباً نفس النسبة في يوليو (74٪ مقابل 17٪)، وبين الجمهوريين الذين  سمعوا الكثير عن هذا الاتفاق، 90٪ لا يوافقون، وهي نسبة لم تتغير كثيراً حيث كانت 84٪.

توعية أقل للجماهير بخصوص الاتفاق النووي

في الوقت الذي انخفضت حصة الأمريكيين الأقل وعياً بالاتفاق النووي 10 نقاط مئوية منذ يوليو، لم يكن هناك أي تغيير تقريباً في حصة الذين يقولون: إنهم سمعوا الكثير عن ذلك (حيث كانت 35٪ ثم أصبحت 36٪ الآن).

(49٪) من الجمهوريين يقولون: إنهم سمعوا كثيراً عن الاتفاق، بينما من الديمقراطيين 33٪ فقط، ومن المستقلين 36٪ صرحوا بأنهم سمعوا الكثير عن الاتفاق، ويبدو أن الفجوة قد اتسعت إلى حد ما منذ يوليو.

من حيث الوعي الشامل بالاتفاق، يتضح أن هناك تراجعاً ولا سيما بين الذين لم يتجاوزوا التعليم الثانوي.. ففي يوليو، قال 71٪ من الذين لديهم شهادة الثانوية فقط  أو أقل أنهم سمعوا القليل عن اتفاق إيران النووي، واليوم الاستماع أقل، فهناك تقرير بأن 55٪ فقط قد سمعوا بالاتفاق، والتغيير في الوعي أقل لدى من لديهم حظ أوفر من التعليم.

عن الاستبيان

يستند التحليل في هذا التقرير إلى مقابلات هاتفية تم إجراؤها بين 3 –  7 سبتمبر2015م على عينة وطنية من 1004 من البالغين فوق 18 سنة من العمر، يعيشون في الولايات المتحدة (وأجريت مقابلات مع 501 شملهم الاستطلاع على الهاتف الثابت، و503  أجريت المقابلات معهم من خلال على الهاتف النقال، بينهم 311 ليس لديهم هاتف ثابت)، وأجري الاستطلاع من قبل موظفين متخصصين من جامعة برينستون مصدر البيانات تحت إشراف برينستون المتحدة للدراسات الاستقصائية والبحوث الدولية (Princeton Survey Research Associates International)، وقدتم استخدام مزيج من الهاتف الثابت والهاتف النقال على عينات أرقام عشوائية، وقد أجريت المقابلات باللغة الإنجليزية والإسبانية، وتم اختيار العينة من الهاتف الثابت عن طريق طرح عشوائي لأصغر الذكور أو الإناث البالغين الموجودين في المنازل، وأجريت المقابلات عن طريق الهاتف المحمول مع الشخص الذي رد على الهاتف، إذا كان ذلك الشخص راشداً 18 سنة من العمر أو أكثر. 

Exit mobile version