هذه العادات الخمس تسرق سعادتك

بقلم: مارك تشيرنوف

ترجمة: جمال خطاب

www.marcandangel.com

تعلم تقييم نفسك، وتعليم نفسك يعني الكفاح من أجل السعادة وراحة البال، من أجل سعادتك وراحة بالك.

في ظهيرة يوم التقيت أحد الأصدقاء في مقهى محلي، أحضر حاسوبه الشخصي ليطلعني على بعض أحدث تصميماته الفنية الرقمية، تجاذبنا أطراف الحديث أثناء المرور على أعماله الفنية، وفجأة بدأ المحمول يصدر ضوضاء صاخبة غير صحية، وبدأت الشاشة تومض، حتى أظلمت تماماً، حدق كلانا في الآخر في ذهول، ورائحة الاحتراق الغريبة لدوائر الكمبيوتر تزكم أنوفنا.

أمسكت بسرعة بالكمبيوتر لفحصه واكتشفت المشكلة على الفور؛ الجزء السفلي من الكمبيوتر كان مملوءاً بالماء، فقد انسكب كوب ماء عليه وتسرب الماء لشاشة الكمبيوتر بطريقة أو بأخرى وحدث ما حدث.

عندما تلقي لنا الحياة لنا بمثل هذه المقالب «السخيفة»، وهذا شيء طبيعي جداً، فهذا عادة لا يعني شيئاً بالنسبة لنا، ولكن ردود الفعل العاطفية الطبيعية لدينا هي الانزعاج للغاية ومن ثم الصراخ بكلمات نابية بأعلى ما نستطيع من الصراخ.. فهل يساعد هذا في حل معضلاتنا؟ بالطبع لا.

ألقى صديقي يديه في الهواء ولدهشتي، أخرج نصف ابتسامة، وقال: هذا هو بالضبط السبب في أنني سجلت احتياطياً كل ملفاتي هذا الصباح على ذاكرة منفصلة، ولهذا السبب أيضاً لدي تأمين على الجهاز!

أعجبني رد فعله؛ لأن الكثير من الناس، وأنا أعلم ذلك جيداً، ينهار بسبب مضايقات أقل من تلك بكثير.

لم تسرق هذه الحادثة العارضة وهذا الوضع المؤسف أي قدر من سعادته!

دروس مستفادة

لذلك دعونا نتعلم الدروس المستفادة من هذه القصة، فقد حان الوقت بالنسبة لنا لأن نترك التوتر الذي لا داعي له إلا أنه يثقل كاهلنا باستمرار.

هذه ساعة جديدة من حياتنا – بداية جديدة – والحياة سوف تستمر في مفاجأتها لنا بالتغيرات، بطريقة أو أخرى؛ لذلك علينا ابتكار التحولات الإيجابية للمضي قدماً.

ألا توافق على ذلك؟

ألم تتعب من التعامل بتشنج وبتوتر مع نفس النوع من الصداع ووجع القلب مراراً وتكراراً؟

أريدك بصدق أن تقوم بالتركيز على التخلص من بعض العادات السلبية عندما تبدأ من جديد، ركز على التعلم من أخطائك بدلاً من أن تنهزم لها، واسمح لأخطائك أن تكون إضافة لك بدلاً من تكون خصماً منك.

وتذكر أنك ستفعل في نهاية المطاف ما تفعله مراراً وتكراراً، وأن العادات اليومية التي تمارسها إن لم تساعدك فسوف تضرك.

عادات سرقت السعادة

وهذه خمسة أمثلة شائعة لهذه العادات التي سرقت السعادة من آلاف البشر الذين قابلناهم ودربناهم.. فتخلص منها، وفيما يلي الأمثلة:

1– أن تترك كل مشكلة صغيرة تحرمك من أفضل ما فيك:

يبدأ السلام الداخلي في اللحظة التي تأخذ فيها نفساً عميقاً وتختار عدم السماح لأي شخص أو لأي شيء أن يسيطر على عواطفك، وتصبح مجرد رد فعل!

وبعبارة أخرى، فإن الجزء الأكبر من سعادتك أو بؤسك على المدى الطويل يعتمد على موقفك، وليس على ظروفك، فإذا كنت تتوتر بسبب أي شيء خارجي، وتتألم لأسباب لا تمت بصلة إلى ما حدث، ولكنها تتصل بتفسيراتك للحدث؛ فهذا شيء لديك القدرة على تغييره في أي لحظة.

خذ فقط نفساً عميقاً، واضبط الموقف الخاص بك، وأَذهِب الإحباط والتوتر.

2- أن تتوقع أن تسير الحياة سهلة ويتم كل شيء كما هو مخطط له:

الأيام السهلة لا وجود لها إذا كنت تفعل أشياء مذهلة وذات قيمة، الأهداف الكبيرة تتطلب عملاً شاقاً، أيامك قد تكون ممتعة، ولكن ستكون هناك دائماً عقبات غير متوقعة، وتوقع خلاف ذلك يؤدي فقط إلى الصداع وتعب القلب الذي لا لزوم له.

عندما تستريح على فراش الموت لن تتذكر الأيام التي كانت سهلة، وسوف تعتز باللحظات التي ارتفعت فيها فوق الصعوبات وغزوت الأهداف الكبار، وستفخر بالقوة التي وجدتها في نفسك والتي سمحت لك بتحقيق ما بدا مستحيلاً ذات مرة.

لذلك لا تفعل ما هو سهل، وافعل أقصى ما تقدر على تحقيقه اليوم، أذهل نفسك بقوتك وعظمتك.

3- أن ترغب في أن تكون جهودك كلها مثالية للغاية:

كل واحد منا عنده رغبة في الوصول للكمال، تعلم أن تدرك أن رغبتك في تقديم شيء مثالي قد تمنعك من الحصول عليه والقيام به بشكل جيد، وتعلم أيضاً أن فكرة الكمال ليست فقط غير قابلة للتحقيق، بل يمكن أن تدمر عقليتك المنتجة، وستبقى تركض في مكانك، محلَّك سِرْ.

فإذا كنت تشعر بأنك محلك سِرْ الآن، فخذ قسطاً من الراحة والتأمل، وفكر في الفرق بين الجهد الدؤوب والكمال.

وردد بصوت عالٍ إن شئت: فليذهب الكمال إلى الجحيم، فأنا رائع بدونه!

4- أن تفتقر خطواتك إلى الحضور والمتابعة:

غريبة حقاً هذه الحياة! تريد شيئاً وتعمل من أجل تحقيقه، وتنتظر وتعمل وتنتظر، وتشعر أنها مهمة مستحيلة أو شبه مستحيلة يمكن أن تأخذك إلى الأبد، فلا تأخذك، وبعد ذلك تنتهي ويتكرر ذلك مراراً، وكل ما تريد القيام به يمر بكل هذه الدوائر قبل أن يصل لنهايته.

كيف يمكنك تجنب هذه المشاعر من الضياع والارتباك؟

بأن تكون أكثر حضوراً ويقظة في كل خطوة على الطريق.

قم بمتابعة أهدافك وأحلامك حتى تستمتع بالرحلة للوصول إلى هناك، احتضن الخطوة التي تقوم بها، حتى لو شعرت بأن قدمك زلَّت، فأحياناً يكون الطريق أكثر وعورة مما تتخيل، لا ينبغي أن تكون كل خطوة مريحة أو في مكانها وموضعها تماماً.

قبل استغنائك عن بعض ما «يجب» أن يحدث، أو ما «يمكن» أن يحدث في كل خطوة على الطريق، عليك أن تجهز حياتك لقليل من المفاجآت والأفراح، لا تستطيع أن تعيش الحياة التي تريدها بالضبط، ولكنك ستعيش حياة ذات معنى، رائعة، ومضمونة، الحياة صعبة أحياناً، ولكنها ليست كذلك دائماً، اجعلها مغامرة، اجعلها ممتعة، قرر الخيار الذي يشعرك بالرضا عن نفسك، وعن العالم الذي تعيش فيه، وعن إمكاناتك والخطوة التي تقوم بها الآن.

افعل ذلك وأنت تبتسم على طول الطريق حتى تصل إلى خط النهاية، وما بعد خط النهاية.

5- اللغة التي تسلبك القوة وتحرمك من الطاقة:

الواثقون يستخدمون كلمات التصميم والعزم، ويمكنك أن تكون واحداً منهم.

فكر في الفرق بين هذين المدونين الطامحين وطلاب التدريب الذين تحدثت مؤخراً معهم:

قال أحدهم: «نعم، أنا مدون، وأحب التأمل واليوجا أيضاً.. ممتاز! أن بحاجة إلى للانضمام إلى نادٍ أو غيره لممارسة ذلك والتدريب.. تحقق من دليلي لقد نشرت هذا بالفعل..».

وآخر يقول: «حسناً، أنا أحاول أن أدوِّن، ولكني لست متأكداً من أنني سأفعل ذلك بحق (ضحك عصبي)، أتمنى لو أبدأ حالاً..».

أيهما في رأيك سيحصل على معظم الآراء والتعليقات والمشاركات؟

خلاصة القول: إذا كنت تحاول بناء شيء أو أن تصبح شيئاً، استحوذ عليه وتكلم وكأنك قد ملكته.

ومهما كان ما تفعل، لا تعش مع إجهاد وآلام الأمس، وعش مع ما هو أبعد من ذلك، لا يمكنك التوقف عند ما حدث بالفعل، ولكن يمكنك استخدامه كيما يجعلك أقوى وأكثر تصميماً، الرحلة إلى الوضوح العاطفي تتطلب أن تقوم بمراجعة الأحداث في حياتك من أجل العثور على الحكمة والدروس التي تحتويها.

Exit mobile version