قال محللون سياسيون فلسطينيون: إن التصريحات التي أطلقها إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، وبشّر فيها سكان قطاع غزة بقرب انتهاء الحصار، تعد مؤشراً واضحاً على قرب التوصل لاتفاق “تهدئة طويلة الأمد” مع “إسرائيل”، يتم بموجبه رفع الحصار، وإعادة إعمار ما خلفته الحرب الأخيرة.
ورغم أن حركة “حماس” لا تزال تلتزم رسمياً بالصمت تجاه الأنباء التي تتحدث عن قرب توصلها لتفاهمات بخصوص تهدئة طويلة الأمد مع “إسرائيل”، مقابل كسر الحصار عن قطاع غزة، فإن تيسير محيسن، المحلل السياسي والكاتب في عدد من الصحف، يرى أن الحركة تمهد لاتفاق يجري التحضير له وراء الكواليس.
ويضيف محيسن أن تصريحات هنية المتكررة حول الفرج القريب للقطاع، بالتزامن مع الحديث “الإسرائيلي” عن تسهيلات وتوصيات بضرورة رفع الحصار، تعطي دلالة واضحة على أن شيئاً يدور في الخفاء.
ويرى محيسن أن “إسرائيل” أدركت بعد 3 حروب شنتها على قطاع غزة، في أقل من ست سنوات، إضافة إلى فرض حصار خانق للعام الثامن على التوالي، أن الحل العسكري لا يجدي نفعاً.
واستدرك قائلاً: وحركة “حماس” أيضاً، في هذه المرحلة تبحث عن الهدوء، لأجل ترميم قوتها، ومساعدة سكان القطاع المحاصرين، والتخفيف من معاناتهم، التي وصلت لمستويات غير مسبوقة.
ويرى مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة (حكومية)، أن هناك مؤشرات حصلت في الأيام الماضية، تكشف عن قرب التوصل لاتفاق تهدئة بين الطرفين.
ويقول أبو سعدة لوكالة “الأناضول”: إن “إسرائيل” و”حماس”، في طريقهما إلى التوصل لاتفاق تهدئة، يخفف عن سكان قطاع غزة المحاصرين، ويمنحهم فرصة لالتقاط الأنفاس، معرباً عن اعتقاده بأن الاتفاق قد يرى النور قريباً في حال بدأت أطراف دولية في تذليل العقبات بين الجانبين.
وأوضح أن حديث “إسرائيل” الرسمي لأول مرة عن مفقودين في غزة، مؤشر قوي على أن هناك ما يدور في الخفاء بين الجانبين بطرق غير مباشرة عن صفقة متكاملة، تشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل أولئك المفقودين، ورفع الحصار، وإعادة الإعمار.
ويقول عدنان أبو عامر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة (خاصة): حتى لو لم يصدر حتى اللحظة أي موقف رسمي وصريح حول ملف التهدئة، الحديث المتكرر من قبل السلطات “الإسرائيلية” عن تسهيلات لغزة، فتصريحات قادة “حماس” بشأن انفراجة قريبة، تعطي دلالات أن الجانبين يسيران نحو إعلان قريب لاتفاق التهدئة.
ويرى أبو عامر أن حركة “حماس” معنية أكثر من أي وقت آخر، بتثبيت اتفاق التهدئة، وتحقيق الهدوء الميداني في غزة، مشيراً إلى أن أطرافاً دولية، قد تسارع إلى تحريك هذا الملف، وإنجازه في وقت قريب.
جدير بالذكر أن إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، قال في 4 يوليو الجاري، عقب صلاة التراويح في أحد مساجد القطاع: “أبشروا، رمضان الماضي كان الزرع، ورمضان الحالي سيكون الحصاد، الفرج قريب، والمرحلة المقبلة ستحمل الخير لأهل غزة الصامدين”.
وقبل ثلاثة أيام، زاد على ذلك، في تصريحات صحفية، بقوله: إن مرحلة الانفراجة لقطاع غزة اقتربت، وأنه بفضل التحركات والجهود الفلسطينية الكبيرة التي تُبذل على عدة صعد واتجاهات، سيزول الحصار.
وذكرت صحيفة “هاآرتس” العبرية في تقرير نشرته يوم 8 يوليو الجاري، أن إحدى توصيات الضباط الكبار لوزير الدفاع موشيه يعالون هي السماح بإدخال البضائع عبر معبر “المنطار” بين “إسرائيل” وقطاع غزة، الذي اُفتتح عام 1994 وأُغلق في عام 2011م، وتوسيع استخدام معبر “كرم أبو سالم”، إضافة إلى إصدار التصاريح لفلسطينيين من غزة للعمل في تجمعات “إسرائيلية” قريبة من الحدود معها.
وكانت صحف “إسرائيلية” تحدثت مؤخراً عن وساطة قطرية بين “حماس” و”إسرائيل”، بشأن تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة، وأن حركة “حماس” تضع “اللمسات الأخيرة” على الاتفاق المدعوم عربياً ودولياً.