عرض لورقة “آراء ومواقف حماس.. قراءة في الرؤية وتجربة الحكم”

هذا النص هو مقابلة مكتوبة أجراها د. محسن محمد صالح (بيروت، لبنان) مع الأستاذ إسماعيل هنية (غزة، فلسطين)، حيث بدأت المراسلات في 19/12/2013م، وتمّ اعتماد النص من الأستاذ هنية في 11/3/2014م، وقد وُضعت التساؤلات هنا على شكل عناوين ومحاور للمساعدة في انسيابية النص وسلاسته، وقد تمّ نشره في كتاب “حركة المقاومة الإسلامية حماس: دراسات في الفكر والتجربة”، الذي قام بتحريره د. محسن محمد صالح، والذي صدر نصه العربي عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت عام 2014م، وقد نشرت على موقع مركز الزيتونة للدراسات.

هنا مختصر للمقابلة وفقاً لمحاور رئيسة:

أولاً: أبرز ثوابت حركة “حماس”:

– الأرض والإنسان؛ الأرض وهي الأرض الفلسطينية غير منقوصة، والإنسان الحر على أرضه الحرة، ثوابتنا هي تحرير الأرض الفلسطينية وعودة اللاجئين ليعيشوا أحراراً في أرضهم الحرة.

ثانياً: عناصر القوة والتماسك لدى “حماس”:

– تمسكها بالمنهج الإسلامي القويم.

– الأهداف النبيلة التي تشكلت.

– التفاف الجماهير من حول الرجال الذين قدموا التضحيات من أنفسهم وعوائلهم.

– عدالة القضية التي نشأت من أجلها حركة “حماس”.

– مدى الإخلاص لكل من القيادة والعناصر التي تنتمي للحركة في الدفاع عن هذه القضية والتضحية من أجلها.

– الحكمة السياسية، وفقه الموازنات والأولويات في سياسة الحركة.

– الحفاظ على ثوابت شعبنا ومقاومته كعنوان لتحقيق الأهداف الوطنية، ورفضها الانسياق إلى أيّ مساومة على هذه الثوابت والحقوق.

– الوضع التنظيمي والتداول الشوري على قيادة التنظيم.

– الحركة عملت في كل مجالات الحياة الفلسطينية: الاجتماعية، والسياسية، والعسكرية، والأمنية، إضافة إلى عملها الأساسي الدعوي؛ مما مكنها من الانتشار وفتح ساحات جديدة.

ثالثاً: أولويات المشروع الوطني الفلسطيني:

تتمثل أولويات حركة “حماس” في هذه المرحلة من تاريخ شعبنا في:

– استعادة وحدة شعبنا والحفاظ على الثوابت والحقوق الوطنية.

– العمل على تعديل ميزان القوى لصالح استكمال مشروع التحرير.

– توفير الحياة الحرة والكريمة إلى المواطن الفلسطيني.

– الاستمرار في مرحلة التحرر الوطني جنباً إلى جنب مع مرحلة البناء للمؤسسة الفلسطينية، على قواعد وأسس وطنية، سواء المؤسسة السياسية أم الإدارية أم الأمنية.

رابعاً: تقييم النموذج المقاوم لـ”حماس”:

قدمت “حماس” نموذجاً جديداً من العمل الوطني في الساحة الفلسطينية، هذا النموذج هو خليط فريد من المقاومة والعمل الدعوي، والإغاثي، والجماهيري، والسياسي، والفكري حتى شكلت هذه الحركة إرثاً يستحق الدراسة بشيء من التفصيل في كل هذه المجالات، وحتى تجربة الحكم قدمت شخصية قيادية مختلفة.

خامساً: موقف “حماس” من اليهود:

– نقر بالكتب التي أنزلها الله، ونحترم الديانة اليهودية كديانة سماوية، فنحن لا نعادي هؤلاء لأنهم يهود، ولكن لكونهم يحتلون أرضنا ويغتصبون حقوقنا، وقبل هذا الاحتلال تعايش المسلمون مع اليهود دون أيّ إشكال، بل إنهم اختاروا الدول العربية للاستقرار فيها بسبب توافر الحماية لهم، بينما كانوا يُقتلون في أوروبا وترتكب في حقهم المجازر.

سادساً: الموقف من الاعتراف بالكيان الصهيوني، ومشروع التسوية السلمية:

– تضمن شكل الاعتراف الذي قدمته منظمة التحرير بالاحتلال الصهيوني كارثة سياسية، فهو لم يكن اعترافاً بأمر واقع وإنما كان اعترافاً بحق “إسرائيل” في الوجود، دون أيّ ضوابط واعتبارات، مما فتح الباب على مصراعيه للاحتلال، الذي وبموجب اتفاق أوسلو تمّ التنازل له عن 78% من أرض فلسطين، واعتبار أن ما يبقى من فلسطين هي أراضٍ متنازع عليها يجري التفاوض الآن حولها.

– توافقنا فلسطينياً على القبول بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967م، مع عودة اللاجئين دون التنازل عن باقي حقوقنا؛ لأن الشعب الفلسطيني يفوض القيادة لاستعادة حقوقه، وليس للتنازل عنها، لأنها ليست ملكاً لنا أو لجيلنا الحالي فقط حتى نتنازل عنها.

ونحن نفرق ما بين الجهود السياسية وما بين التنازل، فلسنا ضدّ أيّ جهود دبلوماسية وسياسية من أجل استعادة حقوقنا، ولكننا لسنا مع المساومة عليها أو مبادلة حقّ بحق آخر.

سابعاً: تجربة “حماس” في السلطة الفلسطينية:

1- “حماس” وإشكالية الإصلاح والتغيير تحت الاحتلال:

استطاعت حماس المزاوجة بين برنامجين ومرحلتين، وهما التحرر الوطني والبناء والتغيير، وضربت النموذج العملي في إمكانية تحقيق هذه المزاوجة.

2- تجربة الحكومة التي قادتها “حماس”:

استطاعت الحكومة الصمود أمام معركة الإفشال، والتي تمثلت في فوضى أمنية وحصار سياسي، وتعطيل داخل الوزارات، وتصعيد عسكري.

شكلت الحكومة القوة التنفيذية لتجاوز الفوضى الأمنية، والتصدي لها، ومواجهة حالات الفساد، عبر إحكام ضبط الوزارات وإيجاد البدائل المالية عن المال السياسي، وفتح قنوات اتصال مع دول عديدة لكسر الحصار السياسي.

– سارت الحكومة وصمدت نحو عام كامل، استطاعت خلاله إثبات أن وجود “حماس” في الحكم لا يعطل المقاومة، فكان أسر “شاليط”.

3- تجربة حكومة الوحدة الوطنية:

لقد حاولنا بكل جهد ممكن قبل تشكيل الحكومة العاشرة أن تكون حكومة وحدة وطنية، وشكلت الحركة من أجل هذه الغاية لجنة متخصصة للجلوس مع الفصائل الوطنية والإسلامية.

ولكن باءت هذه الجهود بالفشل للعديد من الأسباب من بينها الضغوط الخارجية التي أرادت لـ”حماس” أن تخوض غمار التجربة وتفشل – عبر عوامل الإفشال التي كان يخطط لها – والبعض الآخر كانت قراءته أن هذه الحكومة لن تستمر ولا يريد أن يشارك في فشل، أو أن يقدم ما يراه هو طوق نجاة للحركة.

4- تجربة حكومة تسيير الأعمال في الفترة 2007 – 2013م:

تحمل هذه المرحلة معاني مزدوجة الاتجاه، فقد حملت هذه السنوات صعوبات عظاماً وتحديات جساماً، في المقابل استقراراً عظيماً بصبر لا حدود له.

– تشديدٍ للحصار، بشكل غير مسبوق.

– اختفت الكهرباء عن البيوت وعمّ الظلام الدامس.

– أدى الفشل في مرحلة الخنق والاستنكاف ومن قبلهما الفوضى إلى اللجوء للخيار الأخير لانتزاع هذه الحكومة نهائياً، عبر القوة العسكرية؛ وجاء عدوان 2008/2009م، عبر 22 يوماً من الاعتداءات المتواصلة على مدار الساعة، وكانت الحرب الأعنف في المنطقة منذ عام 1967م.

– توالت انتصارات شعبنا وحكومته ومقاومته، إذ جاءت صفقة “وفاء الأحرار” لتطلق سراح 1050 أسيراً من خيرة أبناء شعبنا من سجون الاحتلال، ولتنتشر الفرحة والبهجة في كل بيت من بيوت القطاع الصامد، وتصبح غزة قبلة الأحرار في هذا العالم، وجاءت عشرات بل مئات الوفود التضامنية من مختلف دول العالم، عرباً ومسلمين وأوروبيين وأمريكيين، كلهم يحملون من المشاريع والدعم المادي والمعنوي، وأصبحت رمزاً للعزة والإباء والحرية الإنسانية، وتتحول الصعاب التي واجهتها غزة وحكومتها إلى نعمة، بأن رفع الله شأن هذه البقعة الصغيرة من العالم، بفعل جهاد وتضحية وصمود أبنائها على الظلم والتآمر.

ثامناً: تقييم علاقات “حماس” مع “فتح” واليسار الفلسطيني:

1- العلاقة مع حركة “فتح”:

لا شكّ أن حركة “فتح” حركة وطنية، قادت النضال الوطني في مراحل مهمة وحساسة من تاريخ القضية الفلسطينية، غير أن تطورات الأداء السياسي لها أدت إلى خصومة سياسية معها واختلاف في المنهج، لاسيّما بعد قبولها توقيع اتفاق أوسلو وخوضها في نفق المفاوضات.

ونحن نسعى عبر المصالحة إلى جَسْرِ الهوَّة بيننا، ليس على قاعدة أن تتحول “حماس” إلى “فتح” أو تتحول “فتح” إلى “حماس”، ولكن على قاعدة التعايش بين البرامج المختلفة، وأن تحكم قواعد العمل الديمقراطي الخلاف بين الرؤى السياسية المختلفة والمتباينة، وأن يحترم كلُّ رأي الآخر؛ ولكن في النهاية نحترم جميعاً إرادة الشعب الفلسطيني الذي يختار مساره السياسي وقيادته عبر صناديق الاقتراع.

2- العلاقة مع قوى اليسار:

إن علاقة “حماس” مع مختلف مكونات شعبنا وقواه وفصائله قائمة على الاحترام والاحترام المتبادل، خصوصاً وأن هذه القوى تحمل تاريخياً ودوراً نضالياً ووطنياً مميزاً وما زالت شريكة في العطاء والنضال من أجل فلسطين؛ وعلاقتنا بها قائمة على هذا الأساس من الشراكة في تحمل المسؤولية الوطنية، ولا ننسى أن اليسار يشكل جزءاً مهماً وفاعلاً في مؤسسات المجتمع المدني المختلفة؛ الحقوقية، والصحية، والاجتماعية.. إلخ، والتي كان لها دور إيجابي في كسر الحصار عن قطاع غزة.

للاطلاع على الورقة كاملة:

http://www.alzaytouna.net/permalink/95229.html

Exit mobile version