قالت الكاتبة الفرنسية، صوفي أنسيل: إن مسلمي الروهينجيا بإقليم آركان في ميانمار، يهجرون بلادهم فراراً من الظلم إلا أنهم ينتقلون من جحيم إلى جحيم آخر، ويُباعون كما يُباع العبيد.
وأشارت في حوار مع “الأناضول” إلى أن هناك لعبة سياسية تكمن وراء ما يقوم به البوذيون ضد مسلمي آراكان، حيث تعمل حكومة ميانمار على الإيقاع بين الجانبين من أجل حماية قوتها في الإقليم، وتسعى إلى جذب البوذيين إلى صفها.
وأوضحت الكاتبة التي أصدرت كتاباً تحدثت فيه عن مأساة الروهينجيا على ألسنتهم، أنه لولا لجوء الحكومة إلى التمييز حيال المسلمين، لكان بالإمكان أن يعيش الجانبان معاً في آراكان، مشيرةً إلى أن هناك موقفاً عاماً في الإقليم ضد المسلمين، وكثيرون يعملون حتى على منع وصول المساعدات إليهم.
ولفتت أنسيل إلى أن التمييز العنصري ضد المسلمين ثمرة دكتاتورية دامت 50 عاماً، ولا بد من مضي جيلين على الأقل حتى تتلاشى هذه الكراهية، وقالت: إن مآسي مسلمي آراكان تتواصل حتى بعد مغادرتهم لبلادهم إلى البلدان المجاورة، مضيفةً أن مسلمي آراكان، بهذه الهجرة، هم كالمستجير من الرمضاء بالنار.
وأوضحت أن “الروهينجيا يقعون في يد عصابات تجارة البشر في تايلاند وماليزيا، وهما الدولتان اللتان يلجؤون إليهما، مشيرةً إلى أن المصاعب التي يواجهها مسلمو الروهينجيا لا تنتهي عن حدود ميانمار، فهم يباعون كما يُباع العبيد من أجل تقوية اقتصاد البلدان المجاورة.
وانتقدت الكاتبة الفرنسية الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية، لرفعهما الحصار المفروض على ميانمار عامي 2012 و2013م، وتطبيع علاقاتهما معها، مستطردة بأن الدول الغربية ارتكبت خطأً برفع العقوبات المفروضة على ميانمار، بينما المجازر مستمرة بحق الروهينجيا، ويجب تطبيق هذه العقوبات مجدداً، على حد تعبيرها.
وحذرت من أن جميع المسلمين سيُطردون من البلاد نزولاً على رغبة الحكومة الميانمارية، بسبب تأخر تطبيق العقوبات الدولية عليها.