باكستان: قراءة في توجهات وسائل الإعلام مع أزمة اليمن

 

تشهد الساحة الإعلامية بباكستان إحالة من التشويه والتزييف بشأن عاصفة الحزم مع التركيز على المملكلة العربية السعودية في ظاهرة احتاجت لإلقاء الضوء وخلال هذا التقرير نستعرض ملامح المشهد الإعلامي وتأثيره ودلالاته.

فمند بداية العملية العسكرية في اليمن و التي تقودها السعودية بمعية الدول الخليجية و بدعم عربي و إسلامي و هذه الوسائل تقود في حملة مضادة ضدها تجعلنا نشعر و كأننا نعيش في طهران و ليس في إسلام أباد.و لم تدخر هذه الوسائل الإعلامية جهدا في تأييد موقف حوثيي اليمن و الملالي الإيرانيين و الدفاع عن وجهة نظرهم و مواقفهم و الحديث حتى باسمهم و التحول إلى ناطقين عنهم هنا في باكستان.و أدى هذا الأمر بطبيعة الحال إلى انقسام كبير بين السكان .

هيمنة إيرانية على وسائل الإعلام؟

لقد أثبتت الأيام الماضية الدور المؤثر لإيران في باكستان و تغلغلها بين وسائل الإعلام المختلفة والمتنوعة، ولوحظ أن الكثير من الوسائل المقروءة و المسموعة و البصرية راحت تتبنى الموقف الإيراني و تتحدث بلغة إيرانية بحثة، وفي وقت ظلت صحف قليلة و قنوات إخبارية متواضعة تؤيد السعودية في الدفاع عن أمنها و حماية حدودها وإعادة الشرعية إلى اليمن وطرد المتمردين المسلحين من طائفة الحوثية راحت صحف و قنوات أخرى و هي الأغلبية تؤيد الموقف الإيراني من أزمة اليمن و تدافع عن المشروع الفارسي في المنطقة

– قناة ساتش: فقد راحت قناة تدعى “ساتش” أي الحقيقة و هي قناة إخبارية باكستانية تدعمها إيران تجري لقاءات مباشرة على الهواء وتنقل تصريحات و خطب و تترجمها إلى الاردوية مركز على قائد الحوثيين في اليمن عبد المالك الحوثي و على تصريحات و خطب زعيم حزب الله حسن نصر الله و تصريحات قيادات دينية و سياسية إيرانية  مع مساحات للظهور لهذه القيادات التي استخدمت عبارات هجومية على السعودية و والعرب الموالين لها..

-قناة 24 :و لم تقل هذه القناة عن تناول المشروع الإيراني في العالم العربي و راحت تتبنى موقفا أحاديا من الأزمة في اليمن و إظهارها على أنها “معركة ال سعود” في اليمن و معركة الوهابيين في منع مشروع الثورة الإيرانية التي تقود العالم ضد الصهيونية و الاستكبار الأمريكي.

تراجع وضعف

و في مقابل هذه القنوات و الصحف فان الطرف الأخر بات محتشما في تناوله الأزمة اليمنية و محتاطا في الحديث عن طهران و دورها في العالم العربي و لم يتجرأ في نقل تصريحات قيادات يمنية سنية من السعودية إزاء ما يحدث اليوم في اليمن و فيرها.و يرى هؤلاء ان إيران جارة لباكستان و لديها مصالح كبيرة و أن الإشارة إليها بالاسم أمرا قد يضر عمل الإعلاميين و يعرضهم للمسائلة.

أسباب  ومسببات

و عن الأسباب التي تقف وراء هذا الدعم المحلي إلى إيران في مقابل السعودية فيرجعه المراقبون إلى عدة أسباب أهمها:

-سياسة البلدين في باكستان و حسب ما يقوله المراقبون فان سياسة إيران تختلف عن سياسة السعودية و هو ما جعلها تنجح ليس مع الشيعة الباكستانيين فهذا أمر أخر تماما و إنما مع السنة الباكستانيين الذين يقدمون دعمهم الإعلامي لها، فإيران تعرف أهمية وسائل الإعلام و تأثيرها على المواطن الباكستاني و تمكنت بهذا الأمر عبر سفارتها و دبلوماسييها من حمل الصحافي و أصحاب القلم إلى إطاعتها.

-الأحزاب العلمانية و هي في اغلبها مناهضة للسعودية سواء بسبب تهمة الوهابية و التشدد الديني التي يرفضها هؤلاء لأنهم مكونين تكوينا غير دينيا و جعلهم هذا الأمر لا يقفون مع إيران فهم ابعد من ذلك لكنهم لا يتعاطفون مع السعودية بسبب انتماءهم العلماني، و وقفتهم اليوم الممثلة في وسائل إعلامهم أو في أحزابهم السياسية ضد السعودية و رفضهم ما تقوم به ليس وليد الساعة بل ظلوا متمسكين بهذا الموقف من السعودية مند أول ظهور لهم فهم يطالبون بمجتمع علماني مدني يكون فيه الدين ثانوي و ينظرون إلى السعودية إلى أنها تمثل النموذج السيئ في رأيهم في التشدد الديني.و تحت هذه الرؤية يقفون على الدوام ضد السعودية.و يبقى القول هنا أنه حتى الأحزاب الوطنية و الدينية هي بدورها وقفت على الحياد و لم تبدي أي حماسة لنصرة السعودية أو دعمها باستثناء قلة قليلة منها و هو ما يشير إلى أن هناك خطا ما يجب على السعودية تداركه في المستقبل و تحسين صورتها بين الباكستانيين حتى لا تتركهم يقعون فريسة المشروع الفارسي في المنطقة.  

و يقول المراقبون في باكستان أن الأزمة اليمنية أظهرت حقائق على الأرض و تركت عدد من علامات الاستفهام و البحث و حثت دون شك الأطراف جميعها على التعرف على مواقعها في باكستان و مكانتها بينهم.و أظهرت هذه الأزمة أن الحكومة في واد و السكان في واد أخر و أن هناك جهود تبذل مند سنوات طوال في باكستان تقف وراءها إيران حيث باتت تقطف فعلا ثمار جهودها اليوم بعد أن أيدتها الأحزاب العلمانية و القومية و حتى الدينية.و يقول المراقبين انه غير صحيح القول بان 60%من وسائل الإعلام موالية لإيران و متضامنة معها في باكستان بل يمكن القول أن هناك 10%منها تؤيد إيران بسبب انتماءهم المذهبي وولاءهم لفكرة ولاية الفقيه و المرشد و غيرها.أما الغالبية الأخرى من صحافة و غيرها فهم من أهل السنة و لا انتماء مذهبي يجمعهم مع إيران .

 

Exit mobile version