عيسى قراقع: 1500 أسير مريض منهم 500 حالة مزمنة

يستعد الأسرى في سجون الاحتلال لإحياء يومهم الوطني المعروف بـ”يوم الأسير الفلسطيني” في السابع عشر من أبريل من كل عام، وأوضاعهم الحياتية من سيئ إلى أسوأ.

رئيس الهيئة الوطنية لشؤون الأسرى عيسى قراقع، يتحدث لـ”المجتمع” عن ملفات مهمة في حياة الأسرى في هذا اليوم الوطني، وصادف هذا اليوم إصدار جديد له باسم “المربع الأزرق” والذي يتحدث عن ألم الحركة الأسيرة بتفاصيل مهمة وبكتابة أدبية إنسانية تتناول حياة الأسير في “باستيلات الاحتلال” هكذا يطلق على أماكن الاعتقال لسوء وضعها.

رفع قضايا على الاحتلال

يقول قراقع: الاحتلال لا يتعامل بإنسانية مع الأسرى في سجون الاحتلال، وهناك انتهاكات بحق الأسرى تطال كل تفاصيل حياتهم اليومية، منذ بداية اليوم حتى نهايته، فالأسير الفلسطيني تحت الإجراءات العنصرية على مدار الساعة، وهناك تحضيرات لرفع قضايا قانونية ضد مصلحة السجون والمستوى السياسي من قبل أهالي الأسرى لدى محكمة الجنايات الدولية، وكذلك الاستفادة من عضوية فلسطين كدولة بصفة مراقب، حتى تتم ملاحقة قادة الاحتلال قانونياً من قبل المجتمع الدولي؛ لأن ما يجري في داخل السجون يرتقي إلى جرائم حرب بكل ما تعنيه كلمة جريمة، فهناك الأسرى المرضى الذين يتم إخفاء ملفاتهم الطبية عن اللجان الطبية وعن الأسير نفسه، والتعذيب في أقبية التحقيق، إضافة إلى اعتقال الأطفال وتقديمهم إلى محاكم عسكرية، وهذا مخالف للقانون الدولي، واعتقال النواب المنتخبين ووضعهم في الاعتقال الإداري المعمول به فقط في دولة الاحتلال على مستوى العالم، وشرعنة الاعتقال الإداري بغطاء قانوني من خلال ما يسمى بمحاكم التثبيت والاستئناف الصورية.

وأضاف: لم تتم المباشرة في رفع القضايا القانونية حتى الآن، فهذا الأمر يحتاج إلى تحضيرات ودراسات قانونية وطواقم عمل مختصة؛ لأن التعامل مع المنابر الدولية يحتاج إلى تحضير مسبق ومنظم حتى تكون النتائج إيجابية.

الاحتلال يستفرد بالأسرى

 أما عن أوضاع الأسرى في السجون في يوم الأسير الفلسطيني يقول قراقع: الاحتلال يستفرد بالأسرى داخل السجون، من خلال سياسة الإهمال الطبي القاتلة، والتي تجعل الحالات المرضية في السجون شهداء مع وقف التنفيذ، وسوف يستمر ارتقاء الشهداء الأسرى في السجون في حال استمرار سياسة الاحتلال الحالية في التعامل مع الأسرى، وهناك تحرك قوي داخل السجون لرفض هذه السياسة العنصرية والوضع مرشح للانفجار، والاحتلال يتحمل مسؤولية التصعيد داخل السجون، وستكون ردود الأفعال على قمع الأسرى قوية جداً؛ لأن الشعب الفلسطيني لن يسكت على هذه الجرائم طوال الوقت، ومازالت العقوبات تتزايد على الأسرى من عزل انفرادي وغرامات ومنع من الزيارة، وسحب إنجازات.

وتابع: إحصائيات الأسرى المرضى مهولة ومرعبة، فهناك 1500 أسير مريض منهم 500 حالة من الحالات المزمنة وقرابة الـ150 حالة تحتاج إلى عمليات جراحية، وأكثر من 25 حالة تعاني من مرض السرطان، وقرابة الـ70 حالة تعاني من أمراض نفسية ولا تقدم لهم العلاجات اللازمة.

“إسرائيل” ترفض اللجان الدولية

وأكد عيسى قراقع أن دولة الاحتلال ترفض تدويل قضية الأسرى، ولا تتعامل مع اللجان الدولية ورفضت استقبال لجنة دولية من برلمان الاتحاد الأوروبي؛ لأنها تخشى من ردود الأفعال من المجتمع الدولي، وتحاول منع تدخل أي طرف دولي بشأن الأسرى، مع أن اتفاقية جنيف الرابعة تؤكد أن المجتمع الدولي له الحق القانوني في الإشراف على أوضاع أسرى الحرب في كل الدول، وخصوصاً الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة.

وأضاف: الاحتلال يخشى من هذه اللجان الدولية وفتح السجون أمامها؛ لذا تتهرب من هذا الاستحقاق، وتحاول الهروب إلى الأمام من خلال نفي صفة الأسير السياسي أو أسير الحرب عن أسرانا البواسل.

ونوه قراقع: ومحاولة الاحتلال تطبيق القانون الجنائي على أسرانا محاولة “إسرائيلية” هابطة؛ لرفع الغطاء القانوني عنهم باعتبارهم معتقلين جنائيين، وليسوا أسرى حرب وأصحاب قضية وطنية، ومحاولة “إسرائيلية” لتفريغ الأسرى من مضمونهم الوطني، وإظهارهم أمام العالم بهذه الصورة المشوهة.

احتضان أدب السجون

عيسى قراقع كشف عن توجه رسمي لرعاية أدب السجون، وما يكتبه الأسرى من داخل قبور الأحياء، وذلك من خلال اعتماد هذا الأدب في المدارس والجامعات، ووزارة الثقافة الفلسطينية تعكف على تطبيق قرار مجلس الوزراء على اعتماد أدب السجون في المنهاج الفلسطيني؛ لأن أدب السجون يوثق حالة إنسانية فريدة من تاريخ الشعب الفلسطيني الذي يواجه أعتى احتلال في العالم، وهذا الاعتماد الرسمي لأدب السجون هو بمثابة توثيق للتاريخ تجربة فريدة لشعب يواجه احتلال عنصري.

الوزير الممنوع من الزيارة

أشار قراقع إلى أن الاحتلال يمنعه من لقاء قيادات الحركة الأسيرة داخل السجون، ويرفض إعطاءه تصريح دخول إلى داخل أراضي الـ48، وقال: الاحتلال عدو، ونتوقع منه الإجراءات القاسية، ويحرص على عزل الأسرى ومن يهتم بشؤونهم، ويتلذذ بعملية العقاب المباشر للأسرى ولعائلاتهم ولكل جسم يدافع عنهم، ويمنع الأسرى المحررين من السفر للخارج من أجل العلاج، وهناك محررون مرضى ينتظرون السماح لهم بالسفر من أجل العلاج، ويرفض الاحتلال السماح لهم بالسفر، كما يرفض توفير العلاج لهم في المشافي “الإسرائيلية” مع أنه السبب الرئيس في زرع الأمراض في أجسادهم، ووزارة الصحة الفلسطينية تسعى جاهدة لتوفير العلاج للمحررين حسب الإمكانيات المتاحة من خلال التأمين الصحي لهم.

وأضاف: رغم منعي من زيارة الأسرى فإن التواصل مع الأسرى لا ينقطع، وهناك تواصل دائم بعدة طرق معهم، لتنسيق المواقف معهم، وخصوصاً في الأيام القادمة، ونحن نحاول حشد كل الطاقات لنصرتهم.

 

Exit mobile version