خطاب خامنئي ومرحلة ما بعد الاتفاق النووي.. مشهد وسيناريوهات

خطاب خامنئي ومرحلة ما بعد الاتفاق النووي مشهد وسيناريوهات

في ظل لعبة توازنات القوى التي تحرص عليها شرطي النظام الدولي الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط جاء خطاب المرجع الشيعي الأعلى خامنئي ليطرح تساؤلات حول العلاقة بين  النظام الإيراني بفكرة القائم على التوغل والسيطرة ونشر عقيدته في المنطقة وبين الولايات المتحدة التي تعتبر المنطقة مليكتها الخاصة وما تراه المملكة العربية السعودية بشأن هذه العلاقة .

وهم تلك التساؤلات تدور حول:

– عنف الهجوم وتصاعد حدته في خطاب خامنئي، لماذا؟

– سقوط بغداد وفتح الأفق أمام النظام الإيراني للتوغل كيف تراه الولايات المتحدة الآن؟

– كيف أثارت معركة عاصفة الحزم جنون العظمة لدى النطام الإيراني؟

– الدور الإيراني في العراق وسوريا ولبنان ما هي الأولويات الآن في ظل كاهل مثقل بالحمل؟

– سيناريوهات مستقبلية للدور الإيراني في المنطقة ؟

سقوط بغداد

كانت بغداد أشبه بشرطي الخليج المسؤول عن مواجهة أطماع النظام الإيراني وذلك في عهد صدام حسين إلا أنه لم يحفظ لننفسه المكانة حتى سقطت بغداد على يد الولايات المتحدة التي أعطت الضوء الأخضر لصدام كي يحتل الكويت وبهذه الاستراتيجية أصبحت الولايات المتحدة هي المسؤولة والفاعل الوحيد في منطقة الخليج.

النظام الإيراني كانت علاقته بالولايات المتحدة دوما علاقة الند والمنافسة ومحاولة الضغط لتحقيق الكسب وعلى ما يبدوا أن هذا لم يعد مقبولاً لدى الولايات المتحدة ومع تشكل المنطقة وظهور فواعل جديدة وسيادة الفوضى في عدة دول بالطقة ” بغداد – سوريا – لبنان ” تغيرت الموازين والتحركات وأبدت إيران عنجهية وكبر في الحصول على مكاسب أكبر فوضعت أنفها في سوريا دعماً لبشار الأسد وسيطرت على العراق عبر تابعيها بل وأدخلت قواتها في النمنطقة للمشاركة في المعارك.

عاصفة الحزم تأصيل لمرحلة

لا يمكن لمتابع أن ينكر التغيير الذي أحدثته قرار عاصفة الحزم الذي اتخذته المملكة العربية السعودية في ظل قيادة جديدة للملك سلمان بن عبد العزيز، فقد جاء القرار ليعيد ترتيب المشهد في المنطقة ويضع على ما يبدوا حداً للتوغل الإيراني الذي أصبح خطراً يهدد المملكة كفاعل إقليمي رئيسي.

وتوافقت الرؤى بين السعودية التي أزعجها توغل إيران وبين الولايات المتحدة التي شعرت بأن التوازنات التي سعت لتحقيقها مهددة.

إيران على الخريطة الجيو سياسية

الخريطة الجيو سياسية تؤكد المخاوف من التواجد الإيراني في المنطقة حيث

– علاقة إيران بالنظام الروسي الذي يدعم توجهاتها خاصة في ما يتعلق بسوريا واليمن .

– علاقة إيران بالنظام العسكري الحاكم في مصر الآن والتي على ما يبدو أنها متوترة ولكن ما تشير له الدلالات أن هناك اتفاق في الرؤى ظهر في موقف النظام المصري العسكري من نظام بشار وأيضاً الحوثيين.

– علاقة إيران بتركيا لازالت تحتاج إلى وضوح أكثر فرغم التباعد الذي بدى ظاهراً إلأا أن العلاقات الإقتصادية والمشهد الإقليمي والقضايا المشتركة جعلت من أردوغان المشارك في عاصفة الحزم والرافض لبشار الأسد والمدين لطهران دعمها له ولنظام العراق الطائفي قام بزيارة لإيران التقى فيها المسؤولين في إشارة لرغبة لدعم العلاقات.

هل تتحمل طهران الحمل الثقيل ؟

المتتبع للمشهد يعرف جيداً أن الحرب بدأت بين النظام الإيراني والمملكة العربية السعودية منذ انخافض أسعار النفط حيث كانت هذه الخطوة ضربة قاسمة للنظام الإيراني ذو الاقتصاد المتضطرب نتيجة العقوبات والتحديات الداخلية التي فاقم منها وصول معدلات التضخم إلى مستويات قياسية بلغت  40 %، لذلك فإن تكلفة الحرب في سوريا والعراق لن تكون بالأمر الهين في ظل هذا الوضع الذي تعاني منه طهران .

خطاب خامنئي

عودة لبدأ بشأن خطاب خامنئي الذي جاء بعد أيام من الاحتفالات التي عمت شوارع طهران بتوقيع اتفاق مبدأي بشأن الملف النووي، وبعد أسابيع من عاصفة الحزم التي لم تزل تطلق رصاصها وصواريخها ومدافعها تجاه حلفاء إيران ويدها في اليمن، الخطاب حمل عبارات شديد التهديد والرفض للملكة العربية السعودية بل ورفض للإتفاقية التي تم توقيعها وتأكيد صريح على رفض التخلي عن البرنامج النووي غير السلمي الت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي أعرب عن تشاؤمه بشأن الاتفاق النووي الإيراني الذي توصل إليه مع القوى الست الكبرى للحد من البرنامج النووي لطهران..

سناريوهات

الوضع الآن على ما يبدوا أنه يتجه نحو سيناريوهات قد تكون

الأول : مواجهة مفتوحة بين إيران وحلفاؤها والسعودية والمحور السني تستمر لسنوات تستنزف كلا الطرفين والمستفيد هو القوى الدولية التي ترغب في استمرار السيطرة على المنطقة .

الثاني : بقاء الأمور على وضعها والعودة خطوة للخلف لتستمر إيران في جهدها النووي مع تواجد في الساحة عبر أذرعها ” حزب الله – حكومة العراق – بشار الأسد “

الثالث : نجاح عاصفة الحزم في ردع إيران في اليمن وتحقيق استقرار سياسي يشمل عودة مؤسسات الدولة وإعادة تنظيم القوى المسلحة المينية لحماية الدولة والتخلص من صالح والحوثيين، لتنتقل بعدها المعركة إلى التخلص من بشار الأسد واستقرار سوريا بوضع أفضل للسنة.

الرابع : أن يتسهدف الثلاث أطراف الرئيسية تحقيق توازنات في القضايا الأهم فتكتفي السعودية بنصر في اليمن واستقرار الأوضاع، وتكتفي إيران بوضع بشار، وتكتفي تركيا بالتواجد في قضايا العراق وسوريا، وتتفق الولايات المتحدة باتفاق الجميع.

 

 

 

Exit mobile version