كاتب أمريكي: تأييد السيسي خطأ أمريكي إستراتيجي متكرر

في تقرير لروبرت كاجان، زميل معهد «بروكنجز»، عن الشأن المصري نشرته صحيفة واشنطن بوست مؤخرًا قال كاجان: ” للأسف، تبدو فكرة كون السيسي حليفًا فعالًا ضد الإرهابيين أمرًا مضللًا. في الواقع، فقد بات الرجل أحد الأدوات الأكثر فاعلية في تجنيد الجهاديين. فمنذ قدوم السيسي إلى السلطة، تصاعدت وتيرة الهجمات الإرهابية في مصر. ففي الوقت الذي تجاوزت فيه أعداد الهجمات الإرهابية أكثر من 700 في العامين الماضيين، لم تتخطَ أعداد الهجمات الرقم 90 ما بين عامي 2011 و2012.

وأضاف كاجان: “إذا كان من الصعب أن نقوم بإحصاء أعداد الشباب الذين قادهم قمع السيسي إلى التطرف، إلا أننا يمكننا القول بأن هذه الأعداد تشهد تزايدًا مضطردًا. قدرتْ المنظمات الحقوقية في مصر أعدادَ المعتقلين السياسيين بما يوازي 42 ألف معتقل يعانون من وطأة التعذيب والاعتداء الجنسي وظروف الاعتقال الوحشية.

حتى أن أعمال القتل الجماعي التي طالت الكثيرين في عام 2013م لم تتعرض لأيَّة مساءلة. بل إن منظمة العفو الدولية قامت بإدراج مصر كواحدة من أكثر الدول التي أصدرت أحكامًا بالإعدام، وليست أحكام الإعدام التي صدرت في عام 2014 بحق 509 شخص منا ببعيد.

ويعقب الكاتب الأمريكي “في بيئة كهذه، لم تعد التقارير التي تتحدث عن اتجاه الشباب المصري، بما في ذلك الإسلاميون السلميون، نحو التطرف أمرًا مستهجنًا. إن الإجراءات الوحشية للسيسي بات صوتها مسموعًا في الآفاق لدى هؤلاء الشباب بدرجة أكبر من بضع كلمات قالها الرجل عن الثورة الدينية. يبدو الأمر ضربًا من الخيال حتى نعتقد بأن كلمات السيسي أو المؤسسات الدينية في حكومته يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الشباب الذي بات عرضة للتطرف.

ويوجه لوماً للإدارة الأمريكية قائلاً: “لم تتعلم الولايات المتحدة من التجربة بعد. ففكرة دعم الحكام المستبدين كوكلاء لأمريكا في معركتها ضد التطرف في الشرق الأوسط ليست جديدة. ولم يعد فشل هذه الإستراتيجية سرًا يُخشى من إذاعته”.

فقد دعمت الولايات المتحدة ، كما يقول كاجان، شاه إيران الذي قمع المعارضة المعتدلة والأصولية لينتهي به الحال مع ثورة إسلامية أطاحت به في أهم أحداث القرن الماضي.  

وينهي كاجان تقريره قائلاً: من جديد تعود الولايات المتحدة إلى عهدها السابق في مصر. إنها عقيدة نيكسون تبعث من جديد. لا تزال الإدارة الأمريكية فريسة لذات الأوهام التي تقول بأن الديكتاتورية تساوي الاستقرار، وبأن القمع الوحشي هو رد الفعل في مقابل التطرف. تحتفي الولايات المتحدة بالسيسي كما احتفت بأسلافه الشاه ومبارك وغيرهم من الحكام المستبدين في الشرق الأوسط. إنه رجلنا حتى يأتي اليوم الذي سنشهد فيه انهيار نظامه.

 

 

 

Exit mobile version