المليشيات الطائفية.. عندما تملك السلاح وترعاها السلطة

 

يعيش العالم مشهداً متطرفاً في كل شيء اعتبره البعض ثماراً تحصد، بعد أن زرعت حضارة الغرب المادية  اللاأخلاقية بذورها في ربوع الأرض منذ سيطرتها على العالم، وتراجع الحضارة الإسلامية بقيمها وأسسها.

وها هي المنطقة تعج بالمتطرفين فكراً وسلوكاً وثقافة وتطرفاً ليس فقط في المغالاة في فهم الأصول وتطبيق النصوص، بل أيضاً تطرفاً ومغالاة في تركها ونقض عرى الإسلام وإهمال ثوابته وتجاوزها.

هذا التطرف ليس فقط في من يرفعون راية الإسلام، بل حتى من يرفعون رايات المسيحية وغيرها من الديانات وفي كل أقسام ونماذج، وقد استعرضنا من ذلك صورة جيش الرب في إفريقيا وهناك أيضاً الكيان الصهيوني وحركات التطرف في أوروبا .

إلا أن الأكثر بروزاً هي الحركات الإسلامية السنية التي تصف نفسها بذلك، ويسلط الضوء على أفعالها المشينة، وأصبح لفظ داعش هي التصوير الذهني لكل تطرف وإرهاب، وبينما هناك آخرون لا يقلون إرهاباً وعنفاً وتطرفاً عن داعش لم يتحدث أحد عنهم، بل يحظون بتأييد غريب وغير مبرر ليستمروا في أفعالهم.

وفي الأيام القليلة الماضية، تعرضت مدن عراقية سنية لهجمات من قبل بعض العصابات المسلحة التي انضوت بطريقة غريبة تحت رايات الجيش الرسمي في العراق وبدعم دولي تحت ادعاء مواجهة الإرهاب، وهي عصابات عرفت بنشأتها أنها طائفية وأصبح يطلق عليها قوات الحشد الشعبي.

ما هي قوات الحشد الشعبي؟

الحشد الشعبي في العراق قوات عسكرية، ولاؤها للطائفة الشيعية، بداية ظهورها كان في 2014م، بفتوى من مرجعيات شيعية لمواجهة ما عُرف بتنظيم الدولة الإسلامية ” داعش ” وتحديداً فتوى للمرجع الديني علي السيستاني (بالجهاد الكفائي) لتحرير العراق من داعش

كم يبلغ عددها؟

حتى الآن لا يعرف عددها تحديداً خاصة أنها غير رسمية، إلا أن التوقعات التي تحدث عنها متابعون أشارت إلى أنها تقدر بعشرات الآلاف.

هل هي واحدة في القيادة أم تشكيلات؟

هي واحدة في الأهداف والغايات، لكنها تتكون من عدة تنظيمات، بعضها ذو تاريخ طويل مثل (منظمة بدر ولواء خرسان وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وجيش المهدي الذي أصبح يطلق عليه سرايا السلام التابع لمقتدى الصدر) بينما يمثل الشباب الذي استنفرته الفتوى جل القوى الممثلة للحشد الشعبي الآن.

ما علاقة الحشد الشعبي بالجيش العراقي؟

منذ وصول المالكي لحكم العراق، وقد أصبحت الطائفية هي العنوان الأكبر للعراق كدولة، ولم يعد هناك مفهوم للجيش الوطني، حيث سيطرت التنظيمات الشيعية وقيادتها بشكل رسمي وملحوظ، إلا أن الأخطر هو وضع التنظيمات المنضوية تحد الحشد الشعبي، وقد أصبحت بصورة رسمية ضمن قوات الجيش، ونقل موقع قناة الجزيرة عن  أحد مقاتلي الحشد الشعبي قوله: إن “الجيش العراقي يعتمد كثيراً علينا، لأننا نجيد حرب العصابات والشوارع، وهذا ما كان ينقص الجيش لمواجهة تنظيم الدولة (داعش)”.

بينما نقلت الجزيرة أيضاً عن قيادي في تشكيل “سرايا الجهاد”  أن “عناصر الحشد يستلمون مرتبات شهرية وبدل طعام، أما الإجازات التي يتمتع بها المقاتل فتحدد حسب القطاعات العسكرية التي يتبع لها والوضع الأمني فيها، لكن في العموم إن عناصر الحشد يعملون بطريقة 50% دواماً و50% استراحة، فيما يتلقون عناية صحية من قبل الوحدات الطبية التي نشرتها وزارة الصحة في المناطق التي يتواجد فيها الحشد الشعبي”.

وهل هناك دلائل على انتهاكات تقوم بها قوات الحشد الشعبي؟

ما حدث في محافظة تكريت  العراقية ونقله النشطاء عبر فيديوهات وصور حية أكد على طائفية وسلوك هذه المليشيات المنحرفة والمجرمة، هذا بجانب اتهام صريح نقلته منظمة العفو الدولية  لقوات الحشد الشعبي بقتل عشرات المدنيين السنة “بإعدامات عشوائية”، وأضافت: أن ممارساتهم تصل لمستوى “جرائم الحرب”، بل واتهمت المنظمة الدولية  الحكومة العراقية التي يقودها حيدر العبادي  أنها تدعم وتسلح هذه المجموعات لتغذي دوامة جديدة وخطرة من انعدام القانون والفوضى الطائفية.

 

Exit mobile version