بسام يوسف لـ«المجتمع»:الإخوان بسورية التحموا مع الثورة منذ انطلاقتها

«انتقائية فاضحة».. هكذا وصف الأديب والمفكر السوري د. محمد بسام يوسف (أبو معاوية) موقف الغرب من الثورة السورية، وجرائم «بشار الأسد».

 وشدد في حواره لـ«المجتمع» على أن ثورة الحرية والكرامة في سورية ستمضي إلى مبتغاها، مندداً في الوقت ذاته بتواطؤ الغرب مع «بشار» وإيران في قمع الثورة السورية.

 * الأمم المتحدة تستعد لإعلان أسماء مجرمي الحرب في سورية.. كيف تقيِّم هذه الخطوة؟

– الاكتفاء بنشر أسماء مجرمي الحرب لا قيمة له في ميزان العدالة، الشعب السوري ما يزال ينتظر تفعيل القانون الدوليّ، وينتظر اعتقال المجرمين، ومحاسبتهم على ما ارتكبوا من جرائم شنيعة بحق الإنسان السوريّ، إننا نتساءل: لماذا لم يتحرّك العالَم (الحرّ) لردع هؤلاء المجرمين الذين يعتدون على الحرث والنسل، ويخرقون الشرائع الإنسانية والدولية، منذ أكثر من أربع سنوات، دون حسيبٍ أو رقيب؟! محققو الأمم المتحدة صرّحوا بأنهم باتوا يمتلكون خمس قوائم لمجرمي الحرب في سورية، فلماذا يكدِّسون هذه القوائم؟ وأين هو مجلس الأمن؟ وأين هي الأمم المتحدة، لتطبيق القانون الدوليّ على مجرمي الحرب هؤلاء؟ ثم إن المحقِّقين – كما صرّحوا – يريدون من نشر الأسماء أن يردعوا المجرمين عن جرائمهم لحماية المدنيين، فهل من المعقول أن عقاب المجرمين هو مجرّد نشر أسمائهم؟! أم الأولى محاسبتهم من خلال المحاكم المختصة؟ إننا نعتقد أن مجرمي الحرب – على رأسهم «بشار أسد» وحلفائه الطائفيين الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين وغيرهم – معروفون جيداً، ولا يحتاج الأمر إلى قوائم سرية، فالمهم هو: هل لدى المجتمع الدولي إرادة ونية حقيقية لمعاقبتهم وكفّ أذاهم عن الإنسان السوريّ؟

* منذ سبتمبر 2014م وهناك تحالف دولي لمحاربة «الإرهاب» يقصف العديد من المناطق في سورية التي يُعتقد أنها لـ«داعش»، وإزاء ذلك؛ هناك جماعات إيرانية وشيعية تدعم «بشار الأسد» ولا تصنف تحت خانة الإرهاب.. بماذا تحلل هذه الازدواجية؟

– للأسف هناك انتقائية فاضحة في الموقف مما يسمونه «الإرهاب»، فهم إلى الآن ليس لديهم أي تعريفٍ واضحٍ له، لذلك، فإن محاربة المجرم الإرهابي «بشار» وعصاباته الإجرامية الإرهابية، ليس لها أولوية عند المتشدّقين بمحاربة الإرهاب، كما أن الثورة السورية فضحت التواطؤ الدولي والغربي بالصمت عن العصابات الإرهابية الإيرانية، التي تحتل سورية وتعيث فيها إجراماً وفساداً، هذه اللعبة باتت مكشوفة لإجهاض الثورة السورية، ومَدّ عمر الحكم الإرهابي «الأسدي»، وإعادة تأهيله، عصابات «بشار» هي منبع الإرهاب في سورية، وأصله، وكل حرب على «الإرهاب» لا تبدأ به وبعصاباته هي حرب عبثية مشكوك في دوافعها ونتائجها.

* حسن نصر الله قال: إن الطريق إلى القدس يبدأ من سورية! ما قراءتك لهذا التصريح؟

– حسن نصر الله بات يهذي ولا يدري ماذا يقول، فقد أفقده ثوار سورية صوابه، وشلّوا تفكيره، وفضحوا عمالته للعدوّ الإيرانيّ المجرم، وقصموا قواته المعتدية وعصاباته الإرهابية على أرض الشام، تصريحه هذا هو كلام حق أريد به باطل، هو تصريح صحيح صادر عن كذّابٍ يحاول – عبثاً – التقاط أنفاسه واجترار أكاذيب المقاومة والممانعة وتحرير القدس وفلسطين، نقول لنصر الله: إن القدس لم تتحرّر من الاحتلال الصليبيّ إلا بعد أن حرّر صلاح الدين الأيوبيّ بلاد المسلمين من أجداد نصر الله الفاطميين والحشّاشين، ولم تتحرّر في عهد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، إلا بعد أن أزال إمبراطورية الفرس – سادة نصر الله – عن الوجود، وهي لن تتحرّر الآن إلا بعد تحرير سورية من عصابات «بشار» الطائفية وعصاباته وعصابات سادته أتباع ما يُسمى بـ«الوليّ الفقيه» الفارسيّ الإيرانيّ الطائفيّ الباطنيّ.

* الثورة السورية تدخل عامها الخامس، ما تقييمك للمكاسب والخسائر؟

– ستمضي ثورة الحرية والكرامة في سورية إلى مبتغاها بإذن الله، فهي ثورة لتحرير الإنسان من العبودية لغير الله عز وجل، ومن الظلم والقهر والاضطهاد والاستبداد، وهي ثورة حق ضد باطل؛ لذلك فهي ثورة المكاسب، وفي المعايير الإيمانية، ليس ما يرتكبه العدوّ من جرائم بحق الإنسان الذي يسعى لتحقيق حريته وكرامته، فيهلك الزرع والضرع، وينشر الخراب للحجر والعمران، ليس ذلك من الخسائر الحقيقية، فقتيلنا شهيد، ومهاجرنا وسجيننا ومعذَّبنا مأجور عند الله بجنة الخلد، ومالنا المبذول يعوّضه الله عز وجل أضعافاً، إن ثبتنا وصبرنا وصمّمنا على التحرّر من الطغيان؛ ذلك هو معيارنا.

* هلا أعطيت القراء نبذة عن دور جماعة الإخوان في خدمة الثورة؟

– الإخوان المسلمون في سورية التحموا مع الثورة منذ انطلاقتها، بل أعدوا لاندلاعها وشاركوا فيها، وعدّلوا خططهم في معارضة النظام وطوّروها لخدمتها، وتوجّهوا لتفعيلها منذ انطلاقتها، وذلك على الأصعدة كلها: السياسية والإعلامية والمدنية والإدارية والوطنية والعسكرية والأمنية والإغاثية والبشرية.. وغير ذلك، حتى غدت الثورة وترشيدها وتسديد خطواتها وجمع صفوف فصائلها ودعمها؛ هي الشغل الشاغل للجماعة، وذلك من منطلق التماهي مع مطالب شعبنا المحقة في الحرية والكرامة، ومن منطلق تاريخنا المقاوم لظلم النظام الحاكم منذ عشرات السنين، ومن منطلق صراعنا التاريخيّ مع الاستبداد منذ أن ظهرت بوادره في سورية قبل أكثر من نصف قرن، وستبقى الجماعة – بوسطيتها وإمكاناتها المختلفة – على هذا النهج حتى انتصار الثورة المباركة، إن شاء الله تعالى.

* كلمة أخيرة؟

– الثورة السورية هي ثورة حقٍ ضد باطل، وثورة حريةٍ وتحرير، فهي منتصرة بإذن الله عز وجل، مهما تمالأ عليها الأعداء والمتواطئون، فالحق باقٍ، والباطل زائل، وليس من قوّةٍ في الأرض مهما بلغت، أن تقف بوجه سُنة الله سبحانه وتعالى في أرضه وخَلقه، ونسأله تبارك وتعالى أن يُعجِّلَ فرجه ونصره، ونعاهده على الثبات حتى ننال إحدى الحسنيين، بكل إمكاناتنا المتاحة.

شكري الجزيل وتقديري لكم، ولمجلة «المجتمع» الغرّاء.

Exit mobile version