“جيش الرب”.. “دواعش” المسيحية التي لا يتحدث عنها أحد

في عام 1988م، شاعت أخبار القتل والدمار الذي حل بأفريقيا عبر عناصر أطلقت على نفسها “جيش الرب”، وانطلقت من أوغندا لتصل إلى السودان مروراً بأفريقيا الوسطى، وقد بلغ عدد ضحاياها وفق ما أكدته الأمم المتحدة خلال 27 عاماً أكثر من 100 ألف شخص تم قتلهم بأبشع صور القتل والتنكيل.

دولة مسيحية

“جوزيف كوني” هو زعيم هذا التنظيم الوحشي الذي تحرك باسم الدين ونبوءات قائده تحت ذريعة “أوامر الرب”، وبدأت حركة التنظيم بفكرة الإطاحة بالرئيس الأوغندي “يوري موسفيني” الذي لم يكن محبوباً لدى شعبه، ولعب كوني على عاطفة الناس بادعاء إقامة دولة مسيحية تقوم على تحقيق وصايا الكتاب المقدس العشر.

هي هي نفس حجج “داعش” ومنطلقاته، لكن ظلماً ربطت بالإسلام، وأشاع الإعلام الأمر وكأنه صدق، في حين لم تصبح النصرانية التي اعتقدها جيش الرب على هذا السوء لدى إعلامنا، ولم يوصم الدين بالسوء فقط عندما يتعلق الأمر بالمسلمين.

لم تكن حركة “داعش” الممثلة في جيش الرب يقتصر نشاط القتل والدمار فيها على أحد، فقد بلغ إجرامها تدمير أجيال كاملة، حيث قامت بخطف أكثر من 60 ألف طفل في أفريقيا وجندتهم لصالحها، وجعلت منهم تجار دم وسفاحين في القتل.

نجح جيش الرب في أن يصبح ذا سلطة وسطوة بالسلاح الذي حصل عليه من السودان التي أرادت أن تصفع أوغندا على صنيعها مع متمري الجنوب، وانتهز “كوني” الفرصة وهو ابن الكنيسة الشماس الذي عمل في العديد منها، وقد ترك تعليمه وأصبح صاحب نبوءة.

 مازال يقتل

ونظراً لبشاعة ما قام به تنظيم جيش الرب الداعشي، فقد صدرت ضده في عام 2005م حكم بالإبادة الجماعية ممثلة في قائده، وأصدرت المحكمة الدولية أمراً باعتقاله، متهمة إياه بجرائم قتل 10 آلاف شخص، وخطف أكثر من 75 ألف طفل، وتشريد نحو200 ألف أوغندي، وممارسة الرق ضد النساء واستغلالهن جنسياً والنهب والسلب.

بعد سنوات من القتل والدمار راجت رائحة التنظيم وقائده، وخاصة بعد أن قام المخرج الأمريكي “جيسون راسل” بإعداد فيديو عن “جوزيف كوني” يعرض فيه بشاعة ما قام به “كوني” وتنظيمه، وهو الفيديو الذي شاهده 60 مليون شخص حول العالم، حينها شعرت أمريكا بالحرج، وأعلنت في عام 2011م عن مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يسلم “كوني”، أو يدلي بمعلومات عنه.

ومازال جيش الرب يمارس القتل، ومازالوا جزءاً من مشاهد دموية كأفريقيا الوسطى وغيرها، وللأسف مازال “كوني” يرى أن ما يقوم به هو جزء من نضاله الديني باسم المسيحية التي ربما لا يعرف عنها شيئاً سوى أنها تمنحه شرعية زائفة لدى المخدوعين فيه. 

Exit mobile version