سياسة “إسرائيل” في إفريقيا: إثارة الحروب ونهب الثروات

 

 

 

 

وجهت جنوب إفريقيا إتهامات لإسرائيل بتمويل حركات التمرد وبيع الأسلحة ونهب الموارد الطبيعية الإفريقية. حيث أظهرت وثائق مسرّبة غضبا كبيرا في صفوف المخابرات الجنوب إفريقيّة بسبب الممارسات الخبيثة لعملاء الموساد في القارة السمراء. وتقول هذه الوثائق أن إسرائيل تنتهج سياسات غير أخلاقية من بينها تمويل الحركات المتمردة وسرقة الماس والتلاعب بالمقدّرات المائيّة التي تذهب لمصر.

وأشار ملاحظون إلى أن هذا الغضب الجنوب إفريقي ليس مفاجئًا بما أن إسرائيل كانت تربطها في الماضي علاقات وطيدة بنظام الفصل العنصري الذي سقط سنة 1994 والحكومة الآن يسيّرها حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يساند منظمة التحرير الفلسطينية.

كما انتقد التقرير بحدّة الجولة الإفريقية التي قام بها وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في سنة 2009  ووصفها بأنها “ضحك على الذقون”. ويُذكر أن تلك الجولة قد دامت تسعة أيّام وشملت أثيوبيا، نيجيريا،غانا، أوغندا وكينيا وكانت تهدف لتمهيد الطريق لإمضاء عقود تسليح مقابل الحصول على موارد طبيعية وكل هذا تحت غطاء الأنشطة الخيريّة.

وقد حافظت إسرائيل منذ عقود في علاقاتها مع الدول الإفريقية على قاعدة السعي فقط ورتء  مصالحها الذاتية على المستوى الأمني والدبلوماسي. ومن أبرزها علاقتها بنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا والتي ارتكزت على التعاون في مجال التسلح وفي البرنامج النووي.

أما تعاونها مع كينيا فيعود إلى سنة 1997 عندما سمحت للقوات الخاصة الإسرائيليّة باستعمال أراضيها لتحضير وتنفيذ هجوم لتحرير رهائن إسرائيليين محتجزين في مطار “أنتبي” في أوغندا وتوطدت العلاقة منذ ذلك الوقت.

كما كشفت في الشهر الماضي وسائل إعلام إسرائيلية ونيجيرية أنّ الولايات المتحدة منعت إسرائيل من بيع أسلحة وطائرات عسكرية لنيجيريا. وكانت إسرائيل قد امتدحت مدى المتانة التي بلغتها العلاقات بين البلدين بعد أن صوّت الرئيس غودلاك جوناثان ضدّ مشروع قرار لمجلس الأمن في الثلاثين من ديسمبر الماضي كان يهدف لوضع جدول زمني لانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967 وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقيّة في غضون عامين، وكانت نيجيريا قد وعدت بالتصويت لفائدة المقترح ثم تراجعت وامتنعت عن التصويت وهو ما أدى لعدم حصوله على الأغلبية اللازمة وهي تسعة أصوات بعد أن صوتت له ثمانية دول فقط.

سياسات مدمّرة

وكان تقرير “الجغرافيا السياسيّة وتقييم الإستخبارات” الصادر في جنوب إفريقيا في سنة أكتوبر 2009 قد اتهم إسرائيل صراحة باعتماد سياسات مدمّرة تتمثّل في:

التلاعب بالمياه التي تصل إلى مصر من خلال قيام علماء إسرائيليين بزرع نبتة تتكاثر على ضفاف نهر النيل وتستهلك كميات كبيرة من المياه مما يؤدّي لخفض الكميات التي تستفيد منها مصر.

وتقوية التمرد في السّودان حيث قامت إسرائيل بعمل كبير من أجل محاصرة السودان دبلوماسيا وعزلها عن الخارج وتمويل الحركات المتمردة وفي هذا الإطار قام عملاء من الموساد بوضع نظام اتصال يمكّن من التجسّس على المكالمات الرئاسيّة وقطعها إن لزم الأمر. كما كانت إسرائيل منذ زمن طويل في خلاف دائم مع الخرطوم ودعمت الإنفصاليين الذين نجحوا في النهاية في إعلان دولة جنوب لسّودان التي تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل فيما تواصل السودان اتهام إسرائيل بالوقوف وراء أحداث العنف التي حصلت في البلاد وأدت للإنقسام.  

تطويع جهاز الإستخبارات الكيني حيث قامت إسرائيل في إطار تلاعبها بدول وسط إفريقيا بتزويد جهاز الإستخبارات الكيني بمعلومات عن أنشطة أجهزة مخابرات دول مجاورة مقابل تمكين الموساد من فتح مكتب له في نيروبي و الحصول على كلّ المعلومات التي تملكها كينيا.

نشر الأسلحة حيث ساهمت إسرائيل في تسليح عدة أنظمة إفريقية وتعميق أزمات دول من بينها الصومال والسودان وإريتريا و جنوب إفريقيا. وتشير هذه الوثائق إلى أنها بصدد البحث على أسواق جديدة لبيع أسلحتها الخفيفة، بالإضافة أنها تزود عدة دول من بينها الهند بالأسلحة بطريقة سريّة من بينها أسلحة نووية و كيميائية وليزيرية وأخرى تعتمد تكنولوجيات الحرب الكلاسيكيّة.

سرقة الثروات المعدنية الإفريقية إذ تبحث إسرائيل دائما عن الماس و اليورانيوم ومادة الثوريوم ومواد مشعة أخرى تستعمل لصناعة الوقود نووي.

تدريب مجموعات مسلحة حيث تتكفل مجموعة من الضباط المتقاعدين الإسرائيليين بالعمل كمستشارين ومدرّبين لمّيليشيات إفريقيّة خارجة عن القانون وهو ما يعززالفوضى في هذه الدول ويفتح الباب أمام التدخل الخارجي.

الضحك على الذقون

في سنة 2009 عندما كان أفيغدور ليبرمان يقوم بجولته الرسمية في إفريقيا أدلى بتصريح يقول فيه أن زيارته للقارة مهمة جدا لتعزيز وتقوية موقع إسرائيل في المجتمع الدولي. ولكنّ عناصر الإستخبارات الجنوب إفريقية لديهم رؤية مخالفة حيث يقول تقريرهم أنّه ” بينما يتحدث ليبرمان مع المسؤولين الأفارقة عن المصالح المشتركة ويعبّر عن قلقه من الجوع ونقص المياه و سوء التغذية و إنتشار الأوبئة التي تهدد دولتهم يمكن إعتبار وعود تل أبيب لهذه الدول ممارسة لسياسة الخداع والسخرية”.ويضيف التقرير أنّ “المؤامرات العسكريّة والإقتصادية و الأمنية والسياسية مسّت كل أرجاء إفريقيا تحت غطاء العمل الخيري والمنظمات الإنسانيّة” و أعتبر التقرير أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خاض حربا دبلوماسية للظفر ببعض الأصدقاء في القارة.

ولكن في الوقت الحالي لا يبدو أن جنوب إفريقيا موجودة ضمن قائمة الأصدقاء هذه بالنظر إلى هذا التقرير الصادر عن الجهاز الأمني التابع للدولة. وفي هذا السياق يُذكر أيضًا أنّ ليبرمان كان قد أغضب الحكومة الجنوب إفريقية بتصريحاته في نوفمبر 2013 التي حذر فيها الجالية اليهودية التي تعدّ 70 ألف مواطن من أنها “تواجه خطر التعرض لمذبحة و لا يمكنها النّجاة إلا عبر الهجرة لإسرائيل فورا و دون تردّد قبل فوات الأوان”. وصرح ليبرمان بأن “حكومة جنوب إفريقيا بصدد خلق مناخ معاد لإسرائيل ومعاد للسامية وهو ما سيؤدي لأعمال عنف ضد اليهود و المسألة باتت مسألة وقت فقط”.

و كان المجلس اليهودي الجنوب إفريقي قد ندّد بتصريحات لبرمان واعتبرها مبالغة وخبيثة وأكد على أنه لم يسجل ما يدلّ على تفاقم مشاعر معاداة الساميّة في بلد نيلسون مانديلا.  

المصدر: موقع ويكيسترايك

الرابط:

http://www.wikistrike.com/2015/02/spycables-la-politique-israelienne-en-afrique-fomenter-des-guerres-et-s-accaparer-les-ressources-naturelles.html

 

 

 

Exit mobile version