تحليل: الغربيون يرفضون دعوة “السيسي” للتحالف ضد ليبيا

قالت صحف غربية أن الغرب رفض طلب “عبدالفتاح السيسي” تكوين تحالف عسكري للتدخل في ليبيا؛ خوفاً من تفاقم الأوضاع هناك، خاصة وأن الطائرات المصرية قامت بقصف ليبيا دون تنسيق مع أو تصريح من الدول الغربية، والذي يعتبر محاولة من “السيسي” لنسف كافة مساعي التوصل

 

 

 

 

 

قالت صحف غربية أن الغرب رفض طلب “عبدالفتاح السيسي” تكوين تحالف عسكري للتدخل في ليبيا؛ خوفاً من تفاقم الأوضاع هناك، خاصة وأن الطائرات المصرية قامت بقصف ليبيا دون تنسيق مع أو تصريح من الدول الغربية، والذي يعتبر محاولة من “السيسي” لنسف كافة مساعي التوصل لحل سياسي في ليبيا.

الغرب يرفض مقترحات مصر للتدخل العسكري في ليبيا

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية: إن التحالف المعلن بين “السيسي” واللواء الليبي المتقاعد “خليفة حفتر” يضر بالمساعي الغربية لحل الأزمة الليبية المعقدة، مشيرة إلى التأييد المصري لـ”حفتر” يجعله يتصرف بطريقة منفردة، ويوتر علاقاته مع حكومة طبرق المؤيدة له.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها أمس الجمعة، إلى أن الغرب رفض الاقتراح المصري بتشكيل تحالف دولي للتدخل عسكرياً في ليبيا، ومواجهة تنظيم الدولة، حيث رأى أن هذه الطريقة في التعاطي مع الأزمة الليبية سيزيد من الاضطرابات هناك، ويقضي على جهود الوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة.

وأضافت الصحيفة أن القمع غير المسبوق الذي يمارسه “السيسي” في مصر ضد خصومه السياسيين وخاصة الإسلاميين المعتدلين – في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين – يجعله شريكاً مرفوضاً من أطراف أساسية في المعادلة الليبية، ويعمق الأزمة الحالية.

وقالت: إن الغرب يتوجس من دعم “حفتر”، على الرغم من تأييده لحكومة طبرق التي تحظى باعتراف دولي، حيث يخشون من أن يقلل انتماء “حفتر” لنظام “القذافي” من قبول الليبيين له.

وعلق “كينيث روس” على “تويتر” قائلاً: إن ضرب “السيسي” للإسلاميين المعتدلين في مصر جعله محاوراً غير مرغوب فيه في ليبيا.

“السيسي” لن يتورط في حرب شاملة في ليبيا

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية: إن “السيسي” لن يتورط في حرب شاملة في ليبيا، حيث يواجه في مصر مشكلات جمة اقتصادية وسياسية وأمنية، تمنعه من خوض الحرب.

وأضافت أن مصر شنت غارات جوية على ليبيا دون تنسيق مسبق مع الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة، حسبما أكد المتحدث باسم “البنتاجون”، على الرغم من أن القاهرة هي من الحلفاء الأساسيين لواشنطن في المنطقة.

وأوضحت أن اقتراح مصر بتكوين تحالف دولي عسكري ضد “تنظيم الدولة” في ليبيا قوبل بفتور غربي، حيث يرى الغرب أن هذا المقترح قد يدفع فصائل منخرطة في مباحثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة إلى العودة للتقاتل فيما بينها، والقضاء على جهود تكوين حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على محاربة “تنظيم الدولة” في المستقبل.

وفي نهاية التقرير، قالت “نيويورك تايمز”: إن المفاوضات قد تستغرق وقتاً أطول، لكنها قد تكون الأمل الأخير لحل المعضلة الليبية، بدلاً من تعميق الانقسامات التي ستؤدي لها حتماً طريقة “السيسي” في التعامل مع الأوضاع في ليبيا.

“الإيكونومست”: إيطاليا وفرنسا تراجعتا عن طلب ضرب ليبيا

وقللت مجلة “إيكونوميست” البريطانية من جدوى الضربات الجوية التي قامت بها مصر ضد ليبيا، قائلة: إن الانتقام المصري كان فورياً لكنه غير مفيد.

وأوضحت أن تلك الضربات لن توقف التطرف أو تعيد الأمن المفقود في ليبيا، منذ الإطاحة بنظام الدكتاتور “معمر القذافي” قبل أربعة أعوام.

وأضافت أنه على الرغم من تعالي صيحات الحرب في القاهرة، فإن دخول قوات مصرية برية إلى ليبيا أمر مستبعد، فنظام “السيسي” يخشى من انتقام “المتشددين الإسلاميين”، سواء الموجودون في سيناء أو في ليبيا.

وأشارت إلى أن إيطاليا وفرنسا تراجعتا عن موافقتهما السابقة للانخراط في عمل عسكري ضد ليبيا، بعد رفض الأمم المتحدة والحلفاء الغربيين لهذا التوجه، ودعوتهم إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي للنزاع الليبي.

وأضافت “إيكونوميست” أن الأمل الوحيد لوقف العنف في ليبيا، هو جعل حكومة طرابلس توافق مع حكومة طبرق لتشكيل حكومة موحدة.

 

 

 

 

 

Exit mobile version