هل جميع الإرهابيين مسلمون؟

الغالبية الساحقة من أولئك الذين ارتكبوا الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة وأوروبا ليسوا مسلمين

تحت عنوان «هل جميع الإرهابيين مسلمون؟».. كتب «ديان عبيدالله» مقالاً في صحيفة «الديلي بيست» بدأه متسائلاً: كم مرة سمعت جملة: «ليس كل المسلمين إرهابيين، ولكن كل الإرهابيين مسلمون»؟

 وأجاب: «بالتأكيد، سمعنا «بريان كيلمياد» يقولها على «فوكس نيوز»، ولكن بالنسبة لي، كان ذلك مجرد جزء من خطة لهذه القناة التلفزيونية لإصابة مشاهديها بمزيد من الغباء، وقد اتضحت هذه الخطة أكثر عندما رأيناها مرة أخرى تفتعل على لسان «خبير» الإرهاب «ستيف إميرسون»، قصة أنه قد تم حظر الدخول إلى مدينة برمنجهام في إنجلترا على المسلمين فقط».

وغالباً، يضيف «عبيدالله» ما يتبع هذه العبارة السؤال التالي:-

«لماذا لا نرى الإرهابيين المسيحيين أو البوذيين أو اليهود؟!».

ويردف: «إن هناك بشكل واضح أناساً يرون أنفسهم بصدق كمسلمين قاموا بارتكاب أفعال رهيبة باسم الإسلام، ونحن المسلمين بإمكاننا مناقشة هذا من خلال القول: إن أفعالهم لا تستند إلى أي قدر من الإيمان الذي نؤمن به، بل تستند إلى أجنداتهم السياسية، ولكنهم يظلون مسلمين، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك».

ورغم ذلك، يضيف «عبيدالله» في مقاله: «ما قد يتسبب في الصدمة للكثيرين، هو أن الغالبية الساحقة من أولئك الذين ارتكبوا الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة وأوروبا ليسوا مسلمين، وأنه ليس خطأك إذا لم تكن على علم بهذه الحقيقة، بل يمكنك إلقاء اللوم في ذلك على وسائل الإعلام».

ثم يسوق الكاتب الحقائق التالية:

في أوروبا، نسبة الهجمات الإرهابية المرتكبة من قبل المسلمين أقل من 2% من العدد الكلي للهجمات الإرهابية هناك.

و”لقد لاحظ – يقول «ديان عبيدالله» – «الإنتربول الأوروبي (يوروبول)، وهي وكالة إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي، في تقريرها الذي صدر في العام الماضي، أن الغالبية العظمى من الهجمات الإرهابية في أوروبا ارتكبت من قبل الجماعات الانفصالية، وعلى سبيل المثال، كان هناك 152 هجوماً إرهابياً في أوروبا عام 2013م، ولكن فقط اثنين من هذه الهجمات كانا «ذات دوافع دينية»، مقابل 84 منها كانت مبنية على معتقدات عرقية وقومية أو انفصالية».

ويضيف: «ونحن نتحدث هنا عن جماعات مثل(FLNC)  الفرنسية، التي تدعو إلى انفصال جزيرة كورسيكا كدولة مستقلة، ففي ديسمبر 2013م، شن الإرهابيون من (FLNC) هجمات صاروخية متزامنة ضد مراكز الشرطة في مدينتين فرنسيتين، وفي اليونان في أواخر عام 2013م، قتلت القوات الثورية الشعبية اليسارية المتشددة اثنين من أعضاء حزب اليمين السياسي (الفجر الذهبي).

وأما في إيطاليا، فقد شاركت مجموعة  (FAI) في هجمات إرهابية عديدة، بما في ذلك إرسال قنبلة لصحفي، والقائمة تطول وتطول».

ويتساءل:

«هل سمعتم بالإرهاب المسيحي العنصري؟».

ربما لا – يقول الكاتب – ولكن لو كان المسلمون هم من ارتكبوها، فهل تعتقد أنها كانت ستحظى بذات القدر من تغطية وسائل إعلامنا؟ وحتى بعد وقوع واحدة من أسوأ الهجمات الإرهابية في أوروبا عام 2011م، عندما ذبح «أندرس بريفيك» 77 شخصاً مسلمافي النرويج لتعزيز أجندته المعادية للمسلمين وللمهاجرين، والموالية لـ«أوروبا المسيحية»، كما ذكر هو نفسه، لم نرَ الصحافة تغطي الموضوع بكثافة في الولايات المتحدة؟ نعم، تمت تغطية ذلك، ولكن ليس بالطريقة التي نراها عندما يكون إرهابي مسلم هو المنفذ للهجوم، وبالإضافة إلى ذلك، لم نرَ خبراء الإرهاب يملؤون ساعات البث الإخباري متسائلين: كيف يمكننا أن نوقف الإرهابيين المسيحيين في المستقبل، بل في الواقع، كان حتى وصف «بريفيك» بأنه «إرهابي مسيحي» قد لقي غضب الكثيرين، بما في ذلك «بيل أورايلي» من شبكة «فوكس نيوز».

ويتساءل:

«هل سمعتم أيضاً عن الإرهابيين البوذيين؟».

ويرد: البوذيون المتطرفون قتلوا العديد من المدنيين المسلمين في بورما، وقبل بضعة أشهر في سريلانكا، عاث بعضهم فساداً من خلال إحراق منازل المسلمين، وشركاتهم، وذبحوا أربعة منهم.

وماذا عن الإرهابيين اليهود؟

يرد «ديان عبيدالله»: في تقرير وزارة الخارجية عام 2013م عن الإرهاب، كان هناك ذكر لـ399 من الأعمال الإرهابية التي ارتكبت من قبل المستوطنين «الإسرائيليين»، هؤلاء الإرهابيون اليهود هاجموا المدنيين الفلسطينيين؛ مما تسبب في إلحاق إصابات جسدية بـ93 منهم، وكذلك تخريب عشرات المساجد والكنائس المسيحية.

وماذا عن الإرهاب في الولايات المتحدة؟

ويرد: في أمريكا أيضاً نسبة الهجمات الإرهابية التي ارتكبها المسلمون ضئيلة كما هي الحال في أوروبا.

وقد وجدت دراسة مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) التي بحثت في الإرهاب الذي ارتكب على الأراضي الأمريكية بين عامي 1980 و2005م، أن 94% من الهجمات الإرهابية ارتكبت من قبل غير المسلمين، وفي الواقع، تم تنفيذ 42% من الهجمات الإرهابية من قبل المجموعات ذات الصلة باللاتينيين، و24% منها ارتكبتها الجهات اليسارية المتطرفة.

ثم يضيف: ووجدت دراسة لجامعة ولاية كارولينا الشمالية في عام 2014م، أنه ومنذ هجمات 11 سبتمبر، لم يؤدِّ الإرهاب المرتبط بالمسلمين إلا لمقتل 37 من الأمريكيين، في حين أن 190 ألف أمريكي قتلوا في تلك الفترة الزمنية نفسها.

ويختم مقاله قائلاً: «في واقع الأمر، كان من المرجح في عام 2013م أن يقتل العدد الأكبر من الأمريكيين على يد طفل، وليس على يد إرهابي، وفي تلك السنة، قتل 3 أمريكيين في تفجير ماراثون بوسطن، بينما قتل الأطفال الصغار في نفس العام 5 من الأمريكيين عن طريق إطلاق النار عليهم دون قصد».

 

 

 

Exit mobile version