مراقبون: هل هناك توجه لتدخل دولي في ليبيا؟

شن الجيش المصري فجر اليوم غارة جوية على أهداف بمدينة درنة شرقي ليبيا

 شن الجيش المصري فجر اليوم غارة جوية على أهداف بمدينة درنة شرقي ليبيا، قال: إن فيها مواقع تابعة لتنظيم الدولة “داعش”، مضيفا أن هذه العملية جاءت رداً على إعدام 21 مصرياً، وفق الفيديو الذي بثه موقع تابع للتنظيم أمس.

ويرى مراقبون أن هذه الضربة الجوية غير المسبوقة ربما تمهد لتدخل عسكري دولي في ليبيا، بعدما أخفقت عملية “الكرامة” بقيادة اللواء المتقاعد “خليفة حفتر” من السيطرة على ليبيا واستعادتها من يد الثوار رغم الدعم الدولي واسع النطاق.

وعزز هؤلاء وجهة نظرهم بما جاء على لسان وزير خارجية إيطاليا قبل يومين، حيث أكد استعداد بلاده للتدخل في ليبيا لمكافحة الإرهاب تحت قيادة أممية، وأيضاً تصريحات وزيرة الدفاع الإيطالية “روبيرتا بينوتي” التي نقلتها صحيفة “ميساجيرو” أمس وقالت فيها: إن بلادها مستعدة لإرسال آلاف الرجال وتولي قيادة ائتلاف يضم دولاً أوروبية ومن المنطقة للتصدي لتقدم من أسمتهم بالجهاديين في ليبيا.

ولفت المراقبون إلى أن النظرة المتأنية للضربة العسكرية المصرية توضح بما لا يدع مجالاً للشك أنها تندرج ضمن التصريحات الإيطالية والتوجه الدولي للتدخل في ليبيا.

وأضافوا أن المواطنين المصريين جرى اختطافهم منذ أكثر من 50 يوماً، ولم تحرِّك الدولة ساكناً، وكان رئيس أركان جيش “حفتر” في مصر منذ عدة أيام، وعقد اجتماعات مع “السيسي”، ووزير دفاعه صدقي صبحي، وقادة من الجيش، لاسيما وأن قوات مجلس شوری درنة كانت تحقق نجاحات مؤخراً في مواجهة قوات “حفتر” وقطعت الإمدادات عنها.

وحسب هؤلاء، فإن أنباء عملية قتل المصريين تواترت منذ أربعة أيام، والنظام في مصر يعلم ذلك، على حد قولهم.

وأكدوا أن ما يعزز فرضية أن الضربة العسكرية المصرية تمهيد لتدخل أجنبي؛ أن عملية قتل المصريين حدثت علی ساحل طرابلس غربي ليبيا وليس عند درنة الواقعة شرقي ليبيا وبالقرب من بنغازي.

وقد جاءت الضربة الجوية المصرية عقب تصريحات أدلى بها “حفتر” في اتصال هاتفي مع برنامج “العاشرة مساء” للإعلامي المصري وائل الإبراشي وقال فيها: إن “كافة الأعمال الإرهابية في ليبيا مقصود بها مصر، وأن القاهرة عليها أن تمد ليبيا بكل الإمكانيات للدفاع عنها، ويجب أن يكون هناك تعاون وثيق للقضاء سريعاً على المجموعات الإرهابية”.

وأشار المراقبون إلى أن الضربة الجوية المصرية استهدفت مدنيين؛ نظراً لصعوبة تحديد الأهداف بدقة في المنطقة الجبلية الوعرة.

وربط هؤلاء بين إعلان إعدام المصريين وما حدث في الأردن من إذاعة فيديو إعدام الطيار الكساسبة، الذي تشير الدلائل أنه حدث قبل شهر من الكشف عن هذا الفيديو، ومع المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب والمزمع عقده في واشنطن يوم 18 فبراير الجاري.

ويرى المراقبون أن ثمة ترتيبات دولية تجري على قدم وساق للتدخل العسكري في ليبيا بقوات تكون مصر رأس حربتها لتغير الأوضاع علی الأرض في ليبيا لصالح اللواء المتقاعد “حفتر” ورموز نظام “القذافي”.

ويؤكد ماسبق، وفقا للمراقبين، سيل التصريحات التي بدأت تنهال على وسائل الإعلام منذ صباح اليوم في الجانبين المصري والليبي المؤيد لحفتر حيث قال الناطق باسم رئاسة أركان الجيش الليبي، التابع للحكومة المنبثقة عن مجلس النواب في مدينة طبرق (شرق)، إن اللواء خليفة حفتر، “قائد الجيش الوطني الليبي”، ينسق مع القيادة العسكرية في مصر بشأن الرد على ذبح تنظيم “داعش” 21 مسيحيا مصريا في ليبيا وأن هناك ضربات عسكرية جديدة خلال ساعات.

وفي تصريحات لوكالة الأناضول عبر الهاتف، قال المتحدث العقيد أحمد المسماري إنه: “جرى اتصال بين اللواء خليفة حفتر وبين قيادات الجيش المصري على أعلى مستوى، وتحديداً مع وزير الدفاع المصري صدقي صبحي، قبل شن الجيش المصري (صباح اليوم) غارات على أهداف لداعش داخل ليبيا، وذلك للتنسيق وتوحيد الجهود من أجل دحر التنظيم داخل الأراضي الليبية”.

ولفت إلى أن: “هناك قصف جوي ليبي – مصري مشترك جديد خلال ساعات على أهداف لداعش قرب مدينة سرت (شمال)، بجانب تكثيف الغارات الجوية المنفردة التي يقوم بها الجيش الليبي منذ مساء أمس”.

وأوضح أن “الضربات الجوية الليبية – المصرية المشتركة صباح اليوم استهدفت معسكرات تدريب ومنازل للإرهابيين تم نصب مضادات أرضية فوقها في كل من مدن سرت (شمال) ونوفيلية القريبة منها وبن جواد (وسط) ودرنة (غرب)، وأوقعت حوالي 50 قتيلا كحصيلة أولية في درنة فقط”. وتابع المسماري أن “الطائرات المصرية التي شاركت في القتال ونفذت قصف اليوم هي ست طائرات من طراز أف 16”.

وعلى الجانب المصري، قال المتحدث باسم الخارجية، بدر عبد العاطي، في بيان له اليوم، إن قررت مصر استدعاء كافة السفراء الأجانب المعتمدين بالقاهرة، لإطلاعهم على تطورات الموقف بعد ذبح تنظيم “داعش” 21 مسيحيا مصريا، داعيا لمواجهة دولية لما أسماها بكافة التنظيمات الإرهابية المماثلة لداعش على الأراضي الليبية.

وأضاف المتحدث:  يتعين على”المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته بالتحرك الفوري والفعال ضد التنظيمات الإرهابية التي تشترك فيما بينها في تبنى ذات الأيديولوجية المتطرفة وتحقيق نفس الأهداف الخبيثة”.

وحسب البيان، “جددت مصر مطالبتها لدول التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، والذي تشارك في عضويته، بتحمل مسؤوليتها لدعم مصر السياسي والمادي واتخاذ الإجراءات الكفيلة لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي وباقي التنظيمات الإرهابية المماثلة على الأراضي الليبية لما تمثله من تهديد واضح للأمن والسلم الدوليين، وذلك بنفس قدر ما يمثله تنظم داعش الإرهابي في كل من سورية والعراق من تهديد مماثل”.  

Exit mobile version