لافتات “جبل الهيكل”.. أحدث خطوات تهويد القدس

تسود حالة من الصدمة والشعور بالخوف في صفوف المقدسيين جراء وضع لافتات قبل أيام تحمل اسم “جبل الهيكل” بدلا من المسجد الأقصى

 

 

تسود حالة من الصدمة والشعور بالخوف في صفوف المقدسيين جراء وضع لافتات قبل أيام تحمل اسم “جبل الهيكل” بدلا من المسجد الأقصى على مسافة قريبة من المسجد في خطوة هي الأولى من نوعها منذ احتلال مدينة القدس عام 1967م.

ويقول الشاب المقدسي حازم الزغير، الذي يعمل باحدى المكتبات القريبة من المسجد قرب باب الناظر، إن: “هذه اللافتات الجديدة التي وضعت وأطلقت على المسجد الأقصى (جبل الهيكل) سرقت منا الحياة ، فلم أكن أتوقع أنني سأكون بجانب لافتة تحمل اسم (جبل الهيكل)  بدلا من المسجد الأقصى”.

وأضاف أن: “هذا الأمر شجعني وشجع الآخرين على الالتزام بالرباط  في المسجد الأقصى بالرغم من معوقات كثيرة نواجهها كمقدسيين”.

أما المواطن المقدسي يوسف المغربي من الجالية المغربية في القدس فقال لـ”المجتمع” :”أسكن قبالة حائط البراق وجرى إلغاء التسمية ووضعت لافتة تحمل  اسم حائط المبكى (كوتيل). واليوم يسمّون المسجد الأقصى بـ(جبل الهيكل)”.

وأشار إلى أنه: “إذا استمر السكوت فستوضع هذه اللافتات داخل ساحات المسجد  الأقصى كما هو الحال في ساحة حائط البراق الذي جرى تهويدها بشكل علني وأصبحت واقعا مؤلما”.

بدوره حذر الخبير المقدسي د.جمال عمرو من النتائج الخطيرة  المترتبة على تعليق لافتات تسمي المسجد الأقصى بـ”جبل الهيكل “.

وأوضح عمرو في تصريحات لـ”المجتمع” أن: “ما يجذب الانتباه في هذه اللافتات  أنها وضعت بالقرب من باب الناظر الذي يمر منه الموظفون في دائرة الأوقاف والوزراء من الحكومة الأردنية والوفود السياحية والرسمية، والخارجين والداخلين للمسجد الأقصى بشكل مكثف وكبير، لهذا كان وضعها في هذا المكان وتحت حراسة جنود الاحتلال على مدار الساعة، وبإخراج جميل وبلغات ثلاثة”.

وأشار إلى أن: “هذه اللغات في المقدمة العبرية والثانية اللغة الانجليزية والثالثة اللغة العربية حيث تكون في أسفل اليافطة بشكل متعمد ومقصود”.

وأشار إلى أن: “الهدف من ذلك أن يقول الاحتلال إن الوقت قد حان لكي تسمى الأسماء بمسمياتها وأن الاسم المعتمد عندنا وفي الخرائط والأبحاث والمناهج هو جبل الهيكل”.

وأضاف أن: “هذا القرار جاء بتوصية من الجهات العليا في الدولة العبرية ومن قبل البلدية، وكل من يحاول المساس بها يجري اعتقاله فورا لأنها خاضعة لمراقبة الكترونية وحراسة ميدانية من قبل الجنود”.

وتابع أن: “تعليقها على الجدار القريب من باب الناظر مع وضع لافتات في المداخل الأخرى للمسجد الأقصى والبلدة القديمة دفعة واحدة رسالة للجميع أن سياسة التدرج في التهويد قد انتهت، وأنهم صبروا كثيرا ومن حقهم تهويد كل شيء، وعلى الجميع التقاط هذه الرسائل والعمل على مواجهتها، لأن الاحتلال يعتمد سياسة جس النبض في عمل أي شيء جديد في القدس”.

وأضاف أن : “كل التجارب السابقة تشير إلى هذه السياسة الخبيثة التي تعتمد على ترويض المقدسيين أمام كل خطوة تهويدية في القدس وخصوصا في المسجد الأقصى والبلدة القديمة “.

وأشار عمرو إلى أن: “هذه اللافتات تحمل أيضا الإذلال لكل مسلم والنيل من كرامته، وأن تسمية المكان من حق اليهود فقط، والتسميات العربية والإسلامية لا قيمة لها ولن تعتمد في أي وثيقة في الدولة العبرية”.

ويحارب الاحتلال في مدينة القدس كل المظاهر التي تبرز الصورة الإسلامية والعربية للمدينة، حتى وصل الأمر إلى حد محاولته إخفاء الإنارة المبهرة في الليل لقبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى.

ويعيش المقدسيون في مواجهة على مدار الساعة مع قوات الاحتلال في المدينة المقدسة، والاحتلال يستهدف وجودهم وقلعهم من جذورهم.

وأشار الباحث الميداني أحمد صب لبن إن: “هناك أكثر من عشرين ألف بيت مقدسي مهدد بالهدم بحجة عدم الترخيص، وقد يضطر المقدسي للبناء غير المرخص لأن التعقيدات كبيرة منها إثبات الملكية، كما أن الأراضي في القدس الشرقية جرى تحويلها إلى أراضي خضراء يحظر البناء فيها، وجرت مصادرة 24 كم من أصل 70 كم من مساحة القدس لبناء المقدسات، أي أن الأرض سرقت والمباني التي يسكن فيها المقدسيون مستأجرة من عهد  النظام الأردني”.

وفي صورة مشابهة لهدم المنازل في المدينة المقدسة، قال إن هناك 8000 منزل في بلدة سلوان مهددة  بالهدم. وكان آخرها هدم منزل عائلة العباسي فيه أربعة عشر  فردا وبلغت تكلفته 700 ألف شيكل بمساحة 220 مترا ويضم أيتاما بداخله.

وأشار فخري أبو ذياب  مدير مركز وادي حلوه للمعلومات إلى أن: “الاحتلال يريد تفريغ محيط المسجد المبارك من المقدسيين بهدف إقامة ما يسمى الحوض المقدس، وبناء الحدائق اليهودية في أحياء بلدة سلوان التي جرى استهداف سبعة أحياء فيها من أصل 12 حيا من أجل إيصال مستوطنات سلوان بجبل المكبر ومنطقة رأس العامود”.

 

 

 

Exit mobile version