واشنطن بوست: الحكومة المصرية تقتل الألتراس بسبب تحديهم للاستبداد

العداء بين الدولة والالتراس بدأ منذ ثورة 2011 م التي أطاحت بديكتاتورية حسني مبارك لأنهم الخصم الصلب لدكتاتورية العسكر

تعليقا علي مذبحة ألتراس الزمالك قالت الواشنطن بوسط ” مرة أخرى. يقتل أكثر من 20 من جمهور كرة القدم المصري من قبل قوات الأمن المصرية خارج الملعب الذي كان يستضيف المباراة بين نادي الزمالك القاهري وإنبي. 

ويأتي هذا الحادث المأساوي بعد ثلاث سنوات من مقتل 72 من مشجعي الأهلي خلال مباراة في مدينة بورسعيد، كواحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ هذه الرياضة.

وتضيف الصحيفة: كما فعلت قبل ثلاث سنوات، علقت السلطات المصرية الدوري في أعقاب أعمال العنف وسقوط العديد من القتلى من أنصار الزمالك المعروفين باسم “وايت نايتس”. 

ويقول مسؤولون مصريون: إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق حشد من المشجعين حاولوا اقتحام الملعب. 

وأمرت النيابة العامة بالقبض على قيادات مشجعي الزمالك.

ونقلت الصحيفة من صفحة للفيسبوك خاصة بـ “الوايت نايتس” اتهامهم لقوات الأمن بتنفيذ “مجزرة مخطط لها”، حيث كتب أحد قادة مشجعي الزمالك البارزين على الانترنت أن السلطات قامت بالسماح بإدخال 5000 من المشجعين لممر ضيق وأغلقته عليهم ثم قامت بإطلاق سيل من قذائف الغاز المسيل للدموع على الحشد.

“مات الناس من الغاز ومن التدافع، بعد أن أغلقت كل منافذ الخروج”، كما قال زعيم ألتراس وايت نايتس الذي أضاف أن قوات الأمن “كانوا يفتشون الجثث لسلب القتلى وجمع حافظات النقود والموبايلات والأموال”.

وقالت الصحيفة: إن العداء بين الدولة المصرية والألتراس في مصر بدأ منذ ثورة 2011م التي أطاحت بديكتاتورية حسني مبارك، وكان ألتراس الزمالك والأهلي الخصم اللدود الصلب الذي يقف في الصفوف الأمامية من المتظاهرين في ميدان التحرير، يحرسون خطوط المعركة ويشتبكون مع قوات الأمن و”البلطجية” الموالين لمبارك.

تضيف الصحيفة: قبل الإطاحة بمبارك كان الالتراس يردد الأغاني المناهضة للنظام في الملاعب، والتي أصبحت ساحات للعروض الغاضبة من قبل المعارضة في ظل البيئة السلطوية الخانقة.

ونقلت الصحيفة عن مشجع أهلاوي قوله: إن مشجعي الكرة يلعبون دوراً هاماً في تمكين الثورة وهم خصم لدود للدولة البوليسية.

وقال: “إنه لا وجود لأي منظمة مستقلة في مصر، لا نقابات، لا تنظيمات لا أحزاب سياسية، لا شيء.. ولذلك بدأنا في تنظيم الألتراس لكرة القدم”.

وأضاف: “إنهم يخشوننا لكوننا لسنا مجرد مشجعين لفريق.. فنحن نتحدى الشرطة، عصا الحكومة من أجل حقوقنا وقد ساهمنا في إسقاط مبارك”

في بداية 2012م وقعت كارثة مروعة في بورسعيد عندما سقط 72 من المشجعين، كثير منهم ألتراس أهلاوي، حينها أصدر ألتراس الأهلي بياناً حمل فيه المجلس العسكري الحاكم المؤقت في مصر وقتها مسؤولية القتل من أجل “معاقبتنا على مشاركتنا في الثورة ضد القمع.”

وتقول الصحيفة: وقد فرض حظر بأمر الحكومة على دخول المشجعين لمشاهدة مباريات كرة القدم، وتم رفعه هذا العام فقط، ولكن من المرجح أن يعود مرة أخرى.

وتضيف الصحيفة: هناك وجهات نظر مختلفة حول سياسة الألتراس في مصر، والتي يمكن وصفها بشكل عام بأنها مناهضة للاستبداد بشكل صريح، لأن أغلبهم يأتي من طبقات متواضعة، من أصول تعود أغلبها للطبقة العاملة.

وتقول الواشنطن بوسط: ولكن هذا ليس كل شيء، فمثل نظيراتها في أوروبا، غالبا ما يوصف الألتراس من قبل وسائل الإعلام وشخصيات في السلطة بمثيري الشغب والمتاعب التي لا معنى لها. 

وقد حاول بعض الموالين للنظام اتهامهم بأنهم واجهة لجماعة الإخوان المسلمين – وهو الزعم الذي يلصق بكل من يعارض ” القمع حاليا في مصر”.

وتضيف الصحيفة أن الأهلي والزمالك هما أكبر الأندية المصرية، وهي مؤسسات وطنية حقيقية، بالرغم من أن كبار المسؤولين التنفيذيين فيهما في كثير من الأحيان يرتبطون ارتباطاً وثيقاً مع الحكم في البلاد. فرئيس الزمالك مرتضى منصور، وهو مسؤول منذ عهد مبارك متحالف الآن مع عبد الفتاح السيسي، وقد حاول في العام الماضي أن يدرج ألتراس الزمالك علي قائمة المنظمات الإرهابية.

وتقول الصحيفة: وكان ألتراس الزمالك (وايت نايتس) قد اقتحموا نادي الزمالك في أغسطس الماضي، داعيين لاستقالة منصور.. وحكم على عشرين عضواً بالسجن لعدة سنوات في الشهر الماضي”.

ثم تضيف الصحيفة أن مصر ليست البلد الوحيد الذي يعرف ثقافة الألتراس، وقد نقلها المصريون من دول مثل إيطاليا وصربيا، وتوجد مجموعات الالتراس في جميع أنحاء جنوب وشرق أوروبا، وهي جزء من الطيف السياسي.

وتختم الصحيفة تقريرها قائلة: ” في ظل سياسة الاستقطاب في مصر، وسياسة ضرب وتهميش المعارضة، سيلعب الألتراس دوراً نادراً متزايداً بالوقوف بتحد في وجه السلطة.. وأن المشاهد المأساوية التي حدثت في مصر تشير إلي أن كرة القدم في مصر هي أكثر بكثير من مجرد لعبة”.

 

Exit mobile version