مواقف إنسانية في جنبات ملاعب الكرة

أصبحت حوادث الملاعب مؤلمة بسبب حجم العنف الذي تشهده والقتل الناتج عنها، لكن على الجانب الآخر هناك مواقف ومشاهد إنسانية لا تخلو منها أيضاً ملاعب الكرة على مستوى العالم، هنا نستعرض بعض من اشتهروا بتلك المواقف من اللاعبين المسلمين.

أصبحت حوادث الملاعب مؤلمة بسبب حجم العنف الذي تشهده والقتل الناتج عنها، لكن على الجانب الآخر هناك مواقف ومشاهد إنسانية لا تخلو منها أيضاً ملاعب الكرة على مستوى العالم، هنا نستعرض بعض من اشتهروا بتلك المواقف من اللاعبين المسلمين.

“أوزيل” ومكافأة المونديال:

“سعود أوزيل”، اللاعب الألماني المسلم، صاحب قصة أحد أشهر التبرعات الخيرية من لاعب كرة قدم، فقد كان “أوزيل” سبباً في خسارة البرازيل في مونديال 2014م بهزيمة ساحقة لم تقع في تاريخها (7/1)، وربما كان “أوزيل” ضمن الشخصيات التي كرهها عشاق فريق السمبا البرازيل، إلا أن ما قام به “أوزيل” من تبرع بقيمة المكافأة التي صرفت له نتيجة الفوز كانت كفيلة بتحويله لنجم محبوب في البرازيل، حيث تبرع بالمكافأة لأحد المستشفيات البرازيلية لإجراء عمليات جراحية لـ23 طفلاً يعانون من أمراض خطيرة، ولا  تستطيع أسر هؤلاء الأطفال دفع تكاليفها، وقد كتب حينها على حسابها بالتواصل الاجتماعي: “قبل كأس العالم قمت بتمويل إجراء جراحة لـ11 طفلاً في البرازيل، ومنذ الفوز بكأس العالم لن أكتفي بهذا العدد وسوف أرفع الرقم إلى 23”.

“أبوتريكة” اللاعب ذو القلب الكبير:

حينما تقرأ سيرة الرجل وتستمع له تتمنى أن يكون لك نصيب في لقائه والتعرف عليه، ليس فقط لموهبته في الملاعب، ولكن لذلك السلوك والخلق والعطاء الذي لم يتغير برغم النجومية وحياة الرفاهة التي أصبح فيها، محمد أبو تريكة، لاعب مصري حياته مليئة بتلك المواقف الإنسانية التي ربما لا نستطيع حصرها، ولكن سيظل أشهرها موقفه من نصرة غزة، وتسليط الضوء على معاناة أهلها بعد الحرب التي شنها الاحتلال عام 2008م عقب إحرازه هدفاً في مرمى السودان ببطولة كأس الأمم الأفريقية بإظهار قميصه الداخلي وعليه “تعاطفاً مع غزة “، ومازال موقفه من رفض لعب مباراة ودية دولية بدعوى بابا الفاتيكان لكل نجوم العالم ومنهم أبو تريكة الذي رفض المشاركة قائلاً: “نحن نربي أجيالاً” في إشارة لرفض اللعب لوجود مشرف يهودي “موسى بن يعلون”.

ومازال تفاعل أبوتريكة مع شهداء مجزرة إستاد بورسعيد – أحد الأندية التي وقعت فيها مجزرة راح ضحيتها 74 مشجعاً من أبناء النادي الأهلي – محل تقدير واحترام، فاللاعب لم يغفل الذكرى كل عام منذ وقوعها، وقد كان موقفه من مصافحة أعضاء المجلس العسكري وبعض رموزه من الوزراء أحد المواقف التي رفعت من رصيده في قلوب محبيه؛ لما في ذلك من مجازفة وتضحية لم يخفِ الرجل أن يفعلها، وقد كتب العام الماضي على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «عيد ميلاد أنس محيي الدين أبو ضحكة جنان، أنت إن شاء الله في الجنان»؛ احتفالاً بذكرى ميلاد أصغر شهداء المذبحة الطفل أنس.

ومن مواقفه الإنسانية أيضاً تبرعه ببناء مسجد، في مدينة “كوماسى” الغانية لصالح مسلميها الذين لا يمتلكون مسجداً مناسباً، وذلك أثناء مشاركته في إحدى المباريات في بطولة أفريقيا عام 2013م.

“كانوتيه” ومساندة غزة:

المهاجم الدولي المالي “عمر كانوتي”، ولاعب نادي إشبيلية الإسباني، أحد النجوم المسلمين في الملاعب بمواقفه الإنسانية، وأشهرها موقفه من مساندة غزة بكثير من المواقف، أشهرهم بعد أن قام بتسجيل هدف الفوز على نادي “ديبورتيفو لاكورونيا” في ذهاب دور ربع النهائي لكأس إسبانيا عام 2010م، ثم قام بالكشف عن قميصه الداخلي ومكتوب عليه  “فلسطين” مكتوبة بعدة لغات، برغم معاقبته ببطاقة صفراء من قبل حكم المباراة فإنه تلقى الأمر بسعادة ورحابة، وفي العام الماضي نشر اللاعب على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي صورة له وهو يرتدي قميصاً مكتوب عليه “فلسطين”، معلقاً بالقول: “يقاومون ويقتلون بلا شفقة، إذاً عليهم أن يختاروا كيف يموتون، بالقنابل “الإسرائيلية”، أو بالموت البطيء عن طريق الحصار.. أيجرأ أحد أن يفعل مثل ما تفعل “إسرائيل” بغزة؟ أين الإنسانية؟ أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة”.

موقف آخر في بداية انتقاله للعب لناديه أشبيلية حيث رفض لبس قميص النادي، الذي عليه اسم شركة (888.com)، وهي شركة تروج  للقمار المحرم في الإسلام، وقد أرغم “كانوتيه” إدارة النادي بالسماح له بلبس القميص من دون وجود اسم الشركة، بل قامت الشركة بالتبرع لصالح جمعية خيرية إسلامية؛ لإقناعه العدول عن رأيه.

عمر جابر.. وسليمان.. احترام الدماء

مشهد مؤلم موت 22 شخصاً من الجهور في مباراة كرة قدم منذ أيام بين فريقين من الأندية المصرية، وقت وقوع الاشتباكات بين الأمن والجماهير قبل بدء المباراة، وبرغم قسوة المشهد وبشاعة القتل؛ فإن إنسانية أحد اللاعبين وهو عمر جابر لاعب نادي الزمالك كانت محل تقدير واحترام من قبل المتابعين، حيث رفض اللاعب المشاركة في المباراة بعد أن علم بأن هناك ضحايا وهو الموقف الذي دفع النادي لفسخ عقده.

 

 

Exit mobile version