دراسة: انحياز القنوات الليبية قلل مشاهديها والتواصل الاجتماعي بديل

استعرضت دراسة بحثية قيمة عرضها مركز الجزيرة للدراسات والأبحاث للباحث الدكتور محمد على الأصفر، تأثير وسائل الإعلام الليبية على المشهد السياسي والعسكري، ومدى علاقة الجمهور الليبي، ونظرته لرسالة وأداء تلك القنوات، وقسمت الدراسة التي حملت عنوان: ” الفضائ

 

 

 

 

 

استعرضت دراسة بحثية قيمة عرضها مركز الجزيرة للدراسات والأبحاث للباحث د. محمد على الأصفر، تأثير وسائل الإعلام الليبية على المشهد السياسي والعسكري، ومدى علاقة الجمهور الليبي، ونظرته لرسالة وأداء تلك القنوات، وقسمت الدراسة التي حملت عنوان: “الفضائيات الليبية ودورها في الصراع السياسي العسكري” إلى:

1- البنية البحثية للدراسة وشملت:

مشكلة الدراسة والمتمثلة في:

– الإنقسامات الحادة في المجتمع الليبي، والمشهد بعد  نجاح ثورة 17 من فبراير/شباط 2011م.

– الطفرة في الصحف والقنوات ووسائل الإعلام التي أسستها  المناطق والأحزاب والتنظيمات السياسية، والهيئات الحكومية، ورجال الأعمال، والسياسيون.

فيما كان تساؤلات الدراسة الطروحة كالتالي:

1. ما مدى حرص المتلقي في ليبيا على مشاهدة القنوات الفضائية المحلية؟ وهل أثرت كيفية تغطية تلك القنوات للأزمة السياسية والعسكرية الليبية على اتجاهات المشاهدين نحوها؟

2. هل تُعَدُّ القنوات الفضائية الليبية المصدر الرئيس للأخبار والمعلومات عن الشأن المحلي للمشاهد في ليبيا؟ وهل توجد لديه بدائل أخرى عنها؟

3. كيف يُقَيِّم المشاهدون القنوات الفضائية الليبية في تغطيتها للأزمة السياسية والعسكرية؟

4. ما مدى توافر معايير الموضوعية والحيادية والشفافية في القنوات الفضائية الليبية عند تناولها للأزمة؟

5. إلى أي مدى انحازت القنوات الفضائية الليبية إلى أحد أطراف الأزمة؟

6. هل أسهمت القنوات الفضائية الليبية في حلِّ الأزمة السياسية والعسكرية أم في تعقيدها؟

بينما كانت تساؤلات الدراسة التحليلية:

1-  ما أهم القضايا السياسية والعسكرية التي تعالجها القنوات الفضائية الليبية محل الدراسة؟ وما أجندتها الإخبارية؟

2- ما المصادر التي تعتمد عليها كل قناة في التغطية الإخبارية للأزمة؟

3. ما اتجاه المادة الإعلامية في البرامج الإخبارية في قنوات الدراسة نحو القضايا السياسية والعسكرية في ليبيا؟

4. ما طريقة عرض القضايا السياسية والعسكرية في التغطية الإخبارية؟

5. ما أساليب الإقناع التي تستخدمها كل قناة في تغطيتها للأزمة السياسية والعسكرية في ليبيا؟

مجتمع وعينة الدراسة

بينما حدد الباحث مجتمع وعينة الدراسة التحليلية في البرامج الإخبارية في قناتي ليبيا أولاً، وليبيا الأحرار، واقتصرت عينة الدراسة التحليلية على نشرتي الأخبار؛ اللتين يتمُّ بثُّهما يوميًّا عند الساعة التاسعة مساءً في القناتين. وقد خضعت نشرتا الأخبار للتحليل الكمي في الفترة الممتدة من 11 من ديسمبر/كانون الأول 2014 إلى 30 من ديسمبر/كانون الأول 2014، بعد البدء في عملية توزيع استمارة الاستبيان الخاص بالدراسة الميدانية لتتزامن مع الفترة نفسها، وتكمن مبررات اختيار مجتمع الدراسة التحليلية والعينة في الآتي:

1- ظهرت قناة ليبيا الأحرار في 25 من مارس/آذار 2011؛ وهي تُبَثُّ من قطر، وتُعَدُ أول قناة غير حكومية بعد ثورة 17 من فبراير/شباط، وكان يُديرها الصحفي محمود شمام رئيس التحرير السابق لمجلة نيوز ويك قبل أن يتولى إدارتها الشيخ علي الصلابي المنتمي إلى التيار الإسلامي.

2- تأسست قناة ليبيا أولاً في مارس/آذار 2011، وبدأت البثُّ من القاهرة في إبريل/نيسان 2011 ويُموِّلها رجلا الأعمال الليبيان حسونة طاطاناكي، وحازم الكاديكي المحسوبان على التيار الليبرالي.

3-  تعتبر قناتا: ليبيا أولاً، وليبيا الأحرار، من القنوات الخاصة.

4-  استمرَّت القناتان في البثِّ وتقديم البرامج الإخبارية أثناء فترة الأزمة التي تمرُّ بها ليبيا.

أما اختيار نشرة أخبار التاسعة في قناتي ليبيا أولاً وليبيا الأحرار، عينةً للدراسة التحليلية؛ فذلك يرجع إلى أنهما تعرضان وتتناولان أهم الأحداث اليومية الجارية في ليبيا، وتغطيتها بالتعليق والتحليل من خلال آراء المحللين السياسيين والعسكريين.

2- نتائج الدراسة الميدانية:

استعرضت الدراسة الميدانية آراء عينة من طلبة الدراسات العليا وأعضاء هيئة التدريس بالأكاديمية الليبية للدراسات العليا بلغ مجموعها 308 أفرادٍ؛ منهم 177 من الذكور بنسبة 57.5% من مجموع المبحوثين، و131 من الإناث بنسبة 42.5%، وانقسمت العينة من حيث الحالة الاجتماعية إلى 106 أفراد متزوِّجين بنسبة 34.5%، و202 من غير المتزوِّجين بنسبة 65.5%. ومن حيث العمر انقسمت العينة إلى مجموعتين رئيستين: الأولى أقل من 35 سنة، وشملت 174 مبحوثًا بنسبة 56.5%، والثانية أكثر من 35 سنة وشملت 134 فردًا بنسبة 53.5%، كما شملت عينة الدراسة الميدانية 258 مبحوثًا من طلبة الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه) بنسبة 83.8% من مجموع أفراد العينة، و50 مبحوثًا من أعضاء هيئة التدريس بالأكاديمية بنسبة 16.2%. وجاءت أهم النتائج كالتالي:

– أظهرت نتائج الدراسة الميدانية تدنِّي مشاهدة القنوات الفضائية الليبية لدى أفراد العينة خلال فترة الدراسة؛ إذ لم تتجاوز نسبة المشاهدة أكثر من نصف أفراد العينة بالنسبة إلى الذين يشاهدونها بصفة منتظمة (دائمًا)، أو بشكل غير منتظم (أحيانًا)

– وانقسمت القنوات من حيث المشاهدة إلى ثلاث مجموعات؛ وهي:

– المجموعة الأولى تضمُّ: النبأ بنسبة 56%، وقناة ليبيا أولاً بنسبة 55%، وقناة ليبيا لكل الأحرار بنسبة 50%.

– المجموعة الثانية وتضم: ليبيا TV بنسبة 43%، وقناة توباكتس 41%، وقناة مصراتة 40%، وقناة ليبيا الدولية بنسبة 40%، وقناة ليبيا 24 بنسبة 37%، وقناة الدردنيل بنسبة 36%، وقناة 17 فبراير/شباط بنسبة 31%.

– المجموعة الثالثة: وتشمل أغلب القنوات التي تنعدم مشاهدتها أو نادرًا ما يتم مشاهدتها من قِبَل أفراد العينة؛ وهي: قناة الكرامة، وقناة فزان TV، وصوت القبائل، والتناصح، وبنغازي TV، وقناة بانوراما.

أسباب عدم المشاهدة

وفقاً للدراسات شملت ثمانية أسباب أعلاها كان أنها قنوات متحيزة وهو السبب الذي أجمع عليه 84 % من عينة المستطلعين.

بينما جاء سبب عدم التزامها بالمواعيد المحددة للبرامج في نهاية القائمة بنسبة 38%، بينما تتابعت باقي الأسباب والمتمثلة في عدم الموضوعية والشفافية والتكرار في البرامج وعدم وجود مراسلين وغياب المصادر.

وضمن هذه الأسباب وبحسب الدراسة، انخفضت نسب المشاهدة وتراجعت تلك القنوات كمصادر معلومات، وقد أوضحت الدراسة أن الليبيين لجؤوا لمصادر بديلة عن الإعلام المحلي وتربعت  مواقع التواصل الاجتماعيفي المقدمة، وثم تلتها مصادر أخرى كانت النسب كالتالي:

1-  مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 47%.

2- قناة العربية والعربية الحدث بنسبة 40%.

3- قناة فرنسا 24 بنسبة 28%.

4- قناة الجزيرة بنسبة 21.4%.

5- المواقع الإلكترونية الرسمية الليبية بنسبة 20%.

6- قناة BBC العربية بنسبة 18%.

8- القنوات الليبية المسموعة بنسبة 18%. 

9- وسائل إعلامية أخرى بنسبة 23%. 

وقد أرجع الباحث أزمة الإعلام الليبي لعقود وأسبابها أجملها في:

–  الخطاب الإعلامي الواحد والتوجُّه الفردي.

– سيطرة الدولة وإشرافها المباشر على تلك الوسائل  الأمر الذي جعل ليبيا تحتل المرتبة 146 دوليًّا و16 عربيًّا عام 2010 في مؤشر حرية الإعلام.

– الحرية التي تلت الثورة لم تدم طويلاً فسرعان ما تعرَّض العديد من المؤسسات الإعلامية للاعتداء والتخريب، وكان عام 2014 من أسوأ المحطات في الاعتداء على الصحفيين في ليبيا؛ والأمثلة كثيرة كما حدث مع قناة العاصمة والحرة وليبيا لكل الأحرار وغيرها

3- نتائج الدراسة:

ختم الباحث الدراسة بعرض عدة نتائج أكد فيها على:

–  تدنِّي مشاهدة القنوات الفضائية الليبية لدى أفراد العينة بصفة منتظمة (دائمًا) أو بشكل غير منتظم (أحيانًا)، ولم تتجاوز نسبة المشاهدة أكثر من نصف المبحوثين إلا في 3 قنوات من أصل 16 قناة،

– يعتمد أغلب أفراد العينة على مصادر بديلة في الحصول على الأخبار والمعلومات عن الأزمة السياسية في ليبيا؛ ومن أهمها: مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض القنوات الفضائية؛ كالعربية والعربية الحدث وفرنسا 24 والجزيرة وBBC عربي، وغيرها.

– يُقَيِّم أفراد العينة دور القنوات الفضائية الليبية في تغطية الأزمة بالتحيز لطرف على حساب آخر مع عدم وجود تشريعات أو قيم تحكم.

– يرى أفراد العينة أن تلك القنوات لم تسهم بدور كبير في الخروج من الأزمة؛ كالدعوة إلى ترك السلاح والحوار والتصالح، ولم تقم بدورها في الدعوة إلى عودة المهجَّرين، واحترام حقوق الإنسان، ونشر مبادئ المساواة وإقامة العدالة الانتقالية.

– أظهرت الدراسة التحليلية أن أهم القضايا التي ركزت عليها القنوات الفضائية الليبية حسب تسلسلها هي: ( العمليات العسكرية لقوات الكرامة، والعمليات العسكرية لقوات فجر ليبيا بنسب مرتفعة، ومجلس النواب وما يصدره من قرارات، والحوار الوطني وأخبار الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور، والمؤتمر الوطني وما يصدره من قرارات بنسب منخفضة).

وقد وضعت الدراسة حلولاً لتلافي ما سبق والخروج من هذا الإنهيار وذلك بـ:

– العمل على إصدار التشريعات والقوانين لتنظيم الممارسة الإعلامية للقنوات الفضائية في ليبيا، ووضع ميثاق شرف يلتزم به كافة العاملين بالقطاع الإعلامي خاصة القنوات الفضائية.

– تنظيم الدورات التدريبية للعاملين بالقنوات الفضائية.

– العمل على حماية الصحفيين والمراسلين والمؤسسات الإعلامية، وتحميل أطراف الصراع مسؤولية سلامتهم ومحاسبة المسؤولين عن الأضرار التي تسببت لهم ولمؤسساتهم خلال فترة الأزمة الحالية.

يمكن الاطلاع على الدراسة كاملة عبر الرابط:

http://studies.aljazeera.net/mediastudies/2015/02/201528113223744200.htm

 

 

 

 

 

 

 

 

Exit mobile version