هل يتفكك تحالف “الحوثي” و”صالح” بعد الوصول لمرحلة المغانم؟

في غمار تسارع الأحداث في المشهد اليمني، اهتمت الصحف والمواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي بما تداول عن تفكك في تحالف صالح والحوثي الذي يدير المشهد بعد تقديم الرئيس عبد ربه هادي استقالته.

 في غمار تسارع الأحداث في المشهد اليمني، اهتمت الصحف والمواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي بما تداول عن تفكك في تحالف صالح والحوثي الذي يدير المشهد بعد تقديم الرئيس عبد ربه هادي استقالته.

وقد بدا ذلك جلياً بعد ما نشر موقع “هنا عدن” تصريحاً للعقيد مطهر عبداللطيف الجمرة، أحد ضباط معسكر ﺍﻟﺤﺮﺱ بالنهدين قوله: إﻥ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭاً وشيكاً سيقع بين أﺗﺒﺎﻉ الرئيس المخلوع علي صالح ﻭبين ﻟﺠﺎﻥ أﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ – الحوثيين – أ‌ﺳﺒﺎﺏ تدخلات أتباع ﺻﺎﻟﺢ ﻭﻫﻴﻤﻨﺘهم ﻋﻠﻰ بعض الأماكن، ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ بتصرفات ﺩﻭﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﻴﺎﺩﺓ أﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ الذين يريدون إخراج ﺩﺑﺎﺑﺎﺕ حديثة ﻭأﺳﻠﺤﺔ ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ صعدة ﺑﻴﻨﻤﺎ تريد ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ العسكرية المحسوبة ﻋﻠﻰ ﺻﺎﻟﺢ الاحتفاظ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ نفس المسكر، مضيفاً أن ﺧﻼ‌ﻑ ﺻﺎﻟﺢ أﺗﻰ بعد سيطرة ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ مجلس النواب وإغلاقه؛ ﺧﺸﻴﺔ ﻗﻴﺎﻡ ﺟﻨﺎﺡ ﺻﺎﻟﺢ بانقلاب ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻭسحب ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ الحوثيين ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ ﻣﻦ ﺧﻼ‌ﻝ الأغلبية المؤتمرية بمجلس النواب.

وبحسب صحف يمنية، فقد تزامنت ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻣﻊ ﺗﺮﺍﺷﻘﺎﺕ إﻋﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺟﻨﺎﺡ ﺻﺎﻟﺢ ﻭإﻋﻼ‌ﻣﻴﻴﻦ ﺣﻮﺛﻴﻴﻦ، ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﺳﺎﻣﻲ ﺍﻟﻌﻤﻴﺴﻲ ﻣﻦ ﺟﻨﺎﺡ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﺎﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﺑﺎﻋﻼ‌ﻥ ﺍﻻ‌ﻧﺴﺤﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﺑﻤﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺘﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ: أعلن ﺍﻧﺴﺤﺎﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻌﺪ أﻥ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ الشعبية ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ عبد ربه ﻭعزله ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﺔ، ﻭﻋﻮﺩﺗﻲ إلى وحدتي العسكرية “ﺍﻟﺤﺮﺱ” ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ.

صالح وتحالفات المصلحة

أكثر المتابعين تفاؤلاً بتحالف صالح مع الحوثيين كان يعلم علم اليقين أنه تحالف قائم على مصالح تحقق، وبمجرد تضاربها سيعود صالح إلى سابق عهده في التعامل مع كل ما عقده من تحالفات على مدار تاريخه، وعلى ما يبدو يرجع ذلك لطريقة وقناعة الرجل عن الشعب اليمني التي أوضحها الكاتب عبدالسلام محمد في دراسة له على موقع “الجزيرة نت” عندما كتب قائلاً: الرئيس صالح ولج القرن الحادي والعشرين كقائد عظيم يحكم مجتمعاً قبلياً متخلفاً صعب المراس – حسب ما يرى – في حين كان يجر وراءه وطناً شبه ممزق، وأمة متصارعة، فصالح يحكم بلداً توحد شطراه الشمالي والجنوبي في 22 مايو 1990م، وكان على رأس نظام صنعاء منذ 17 يوليو 1978م، ومنذ ذلك الحين خاض خلال سنوات حكمه معارك من التحالفات السياسية والاجتماعية، فقد تحالف مع القبائل للوصول إلى السلطة والقضاء على معارضيه الناصريين، ومن ثم تحالف مع الإسلاميين لضرب الجبهة الاشتراكية المدعومة من النظام الجنوبي مطلع الثمانينيات.

وبتحالفه مع قوميين ويساريين وقبليين تمكن من إحداث صراع مسلح بين فصائل الاشتراكي في النظام الجنوبي عام 1986م، وتحالف مع شريك الحكم بعد الوحدة اليمنية (الحزب الاشتراكي) لإضعاف الإسلاميين مطلع التسعينيات، وبعد أربع سنوات من تحقيق الوحدة اليمنية عاد للتحالف مع الإسلاميين والمؤسسة القبلية لشن حرب صيف 1994م ضد القادة الشركاء في الحكم.

وها هو بعد ما حدث يبيع صالح الجميع ويتحالف مع الحوثيين؛ من أجل القضاء على اليمن الذي لفظه بعد ثورة الشباب التي يحاول صالح الآن محاصرتها والإجهاز عليها.

بيئة جديدة مغايرة

على ما يبدو أن هناك تسابقاً محموماً من قبل صالح والحوثيين للانتهاء من تفاصيل الخطة التي وضعوها، وعدم الاستمرار في سياسة الانقلاب الهادئ والمماحكات، وذلك في ظل واقع سياسي إقليمي يتغير، وأيضاً محلي، فالآن هناك توجهات جديدة في المملكة العربية السعودية التي أصبحت أكثر استقراراً عن الفترة التي شهدت تصعيد الهجمات الحوثية، وربما القيادة الجديدة في السعودية ستنتهج سياسات أكثر قوة تجاه الوضع في اليمن، بعد أن كسر الحوثيون كل الخطوط الحمراء، وانكشاف مخطط صالح الذي لم يرعَ مصلحة، أو يستهدف منفعة، سوى نفسه أو الطوفان.

وهناك إيران ربما تستعجل الحوثي المستعجل أصلاً من أجل الحصول على الغنائم بعد أن أصبحت الساحة فارغة أمامه بصورة لم يكن يتوقعها أكثر أبتاعه تفاؤلاً؛ نتيجة انهيار مؤسسات الدولة وتفككها، والمؤامرات التي حيكت داخلياً وخارجياً؛ لكي ينهي الحوثيون مشروع الإصلاح اليمني، إلا أن الحوثيين على ما يبدو أعجبوا باللعبة ومكاسبها.

استطلاع “إيلاف”

في 17 نوفمبر من العام الماضي أجرى موقع “إيلاف” استطلاعاً للرأي حول: “هل يستمر تحالف صالح والحوثي؟”، وجاء في نتائجه: إن نجح تحالف صالح – الحوثي في إسقاط صنعاء، وبالتالي اليمن، في يد إيران؛ فلن ينجح هذا التحالف في الاستمرار في حكم اليمن، بحسب غالبية من قراء “إيلاف”، استجابوا لسؤال الاستفتاء الأسبوعي: “هل تعتقد أن تحالف الحوثيين مع علي عبدالله صالح سينجح في اليمن؟”.

فقد أجاب 1196 قارئاً بـ”لا”، بنسبة 65% من إجمالي الأصوات، بينما أجاب 644 قارئاً عن هذا السؤال بـ”نعم”، بنسبة 35% من إجمالي عدد المشاركين في الاستفتاء، الذي بلغ 1840 مشاركاً.

قد تعكس هذه النسبة المرتفعة من رافضي نجاح صالح – الحوثي في اليمن رغبة دفينة في الكثير من العرب بألا يعود اليمن إلى سابق عهده؛ أي ألا ترتد الحال فيه إلى ما قبل ثورة 2011م، إنْ بعودة صالح إلى الحكم، أو بتسلق الحوثيين سلم الحكم، وتمتين سطوتهم على هذه الدولة الخليجية.

كلام قديم

على ما يبدو أننا لسنا أمام مشهد نهائي، وربما الإقرار بوجود الخلاف لن يكون سليماً 100%، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يطرح فيها هذه الفرضية أن هناك خلافاً وصراعاً، ففي ديسمبر من العام الماضي طرح هذا الأمر بعد قيام الحوثيين باختطاف اللواء يحيى المراني، المدير التنفيذي للأمن الداخلي التابع لجهاز الأمن السياسي.

نقاط مهمة

نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” أنه مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها زعيم «أنصار الله» عبدالملك الحوثي للاتفاق على مجلس رئاسي يتولى السلطة السياسية في البلاد، ظهرت بوادر خلاف بين الحوثيين وحليفهم صالح.

وأكدت المصادر أمس أن هذه العلاقة التي أدت إلى سيطرة الحوثيين على مواقع إستراتيجية في اليمن بدأت تتزعزع من خلال خلافات حول ترتيب تقاسم السلطة، إلى ذلك يسعى الحوثيون إلى فرض أمر واقع، وتشكيل مجلس رئاسة، وحكومة إنقاذ وطني، وتعيين قيادة جديدة للجيش.

وقد استبق الحوثيون انتهاء المهلة للتوصل إلى اتفاق سياسي بنشر مسلحيهم في صنعاء، وبقطع طرق رئيسة؛ لمنع احتشاد المعارضين لهم، ومن المواقع الإستراتيجية التي تمركزوا بها جامعة صنعاء.

 في المقابل، يضغط صالح وأنصاره من أجل العودة إلى مجلس النواب للبت في استقالة الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، حيث تمكنه الأغلبية التي يمتلكها حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه، من التصويت لصالح قبول الاستقالة؛ وبالتالي إمساك رئيس مجلس النواب (البرلمان)، اللواء يحيى الراعي، برئاسة البلاد مؤقتاً.

 

Exit mobile version