مصر واليمن.. وسيناريوهات الفوضى الخلّاقة

يرى المتابع لواقع حال العالم الإسلامي بوضوح ما يتعرض له من دوامة الإرهاب والفوضى، من نيجيريا حتى أفغانستان، فموجة الإرهاب هذه لم تنشأ من عدمٍ، بل هي السيناريو المعد للقرن الحادي والعشرين، والمحور الأساسي لسياسة القوى الدولية في المنطقة التي تتمتع بمو

يرى المتابع لواقع حال العالم الإسلامي بوضوح ما يتعرض له من دوامة الإرهاب والفوضى، من نيجيريا حتى أفغانستان، فموجة الإرهاب هذه لم تنشأ من عدمٍ، بل هي السيناريو المعد للقرن الحادي والعشرين، والمحور الأساسي لسياسة القوى الدولية في المنطقة التي تتمتع بموارد طبيعية هائلة، وتشرف على أهم طرق التجارة العالمية.

وبحسب تحليل للكاتب “إبراهيم قره جول”، نشرته صحيفة “يني شفق” التركية، فإنَّ اللعبة الآن تمارس على وعي النسل القادم للمسلمين بدفعه نحو التطرف وإبعاده عن قيم التسامح، لتحويل البلدان الإسلامية إلى غابة تتصارع فيها القوى المختلفة.

وأضاف أنه بناء على هذه الصراعات ستتدخل القوى الدولية التقليدية التي تقوم بدعم أطراف معينة لضمان استمرارية الصراع والفوضى الخلّاقة في بعض الدول وترسيخ حكم بعض الأنظمة الدكتاتورية وإضفاء الشرعية عليها في دول أخرى.

لكن السؤال المهم الذي يتعين الإجابة عنه هو: لماذا يجري تطبيق الفوضى الخلّاقة الآن؟ والجواب: هو في التهديدات الاقتصادية التي لاحت في الأفق ضد مصالح الدول الكبرى، والتي خلطت الأوراق في المنطقة لأول مرة منذ الحرب العالمية الأولى.

ويشير “جول” في سياق تحليله إلى أن هذه القوى التقليدية أرادت استباق الأمور واستغلال هذا الفضاء المفتوح في العالم العربي بإثارة الفوضى والكراهية في الدول الإسلامية.

مكافحة إرهاب أم حرية؟

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل كان هدف التدخل الأمريكي في العراق لنشر الديمقراطية؟ وما الذي حدث بعد ذلك؟ والإجابة، وفق “جول”، أن 12 عاماً مضت، والعراق تعصف به التنظيمات المسلحة من كل حدب وصوب، ففي شهر يناير الماضي وحده قتل 790 شخصاً، وهناك من يدعي أن الرقم تجاوز الخمسة آلاف شخص، فهل نستطيع أن نسمي هذا البلد الذي تجري فيه أنهار الدماء بـ”الدولة”؟

أما في جارتها سورية؛ فالأوضاع أشد سوءاً هناك، فمن ثورة شعبية تطالب بالحرية والديمقراطية، إلى صراع مسلح بين جبهتي المعارضة والنظام إلى غابة تعج بالتنظيمات والجماعات المسلحة.

اليمن

أما اليمن فبات اليوم عرضة لأن يتحول في أي لحظة إلى العراق أو سورية، يخضع لقوانين التنظيمات والجماعات المسلحة، وبالتأكيد فإن سيناريو الفوضى الخلّاقة ليس ببعيد عن اليمن، بل سيكون الدولة الثالثة، إن استمرت الأمور تجري على ما هي عليه هناك.

إخوان مصر

أما في مصر، فمن الضروري في هذه المرحلة أن نلفت الانتباه إلى الادعاءات التي دارت في الآونة الأخيرة بأنَّ حركة “المقاومة الشعبية” في مصر تتبع لحركة الإخوان المسلمين، ومكمن الخطر هنا أنَّ الإخوان اكتسبوا شعبيتهم ليس في مصر فقط بل في بلدان عربية أخرى جراء موقفهم من الديمقراطية، ولجوئهم للعمل السياسي السلمي البعيد عن خطاب التطرف والإرهاب.

وأكد الكاتب التركي أن الإخوان دفعوا أثماناً باهظة في زمن “جمال عبدالناصر”، و”أنور السادات”، و”حسني مبارك”، ورغم ذلك لم يلجؤوا للعنف، أما إذا كان هناك أشخاص انشقوا عن فكر الجماعة وانضموا إلى “حركة المقاومة الشعبية”؛ فبالتأكيد سيساهم ذلك في إلحاق مصر مستقبلاً بدائرة دول الفوضى الخلّاقة، والدخول في دوامة العنف الداخلي.

تركيا

أما بخصوص تركيا، فيحاولون تطبيق عدة سيناريوهات عليها، كالسيناريو الأوكراني والسوري، كما حاولوا استغلال موجة “الربيع العربي” بإثارة المظاهرات التي تطالب باستقالة الحكومة.

وشدد على ضرورة تأكيد أنَّ الإرادة التركية كانت الأقوى في العالم الإسلامي في رفض العنف والخضوع لحكم التنظيمات والجماعات، ولفت الكاتب في ختام تحليله إلى أن تركيا مصنفة في المرتبة الخامسة ضمن قائمة دول الفوضى الخلّاقة بعد العراق وسورية واليمن ومصر.

 

Exit mobile version