“كتائب القسام”.. من حرب السكاكين إلى طليعة المقاومة

لم تكن “كتائب الشهيد عز الدين القسام” وليدة هبة أو مرحلة في تاريخ النضال الفلسطيني، فقد خطت عبر سنواتها محطات من التميز لتكون في طليعة المقاومة الفلسطينية، محطات تنوعت وتطور فيها الأداء والقوة، جعلت كثيراً من المراقبين يحاولون قراءة الأهداف التي وضع

 

 

 

لم تكن “كتائب الشهيد عز الدين القسام” وليدة هبة أو مرحلة في تاريخ النضال الفلسطيني، فقد خطت عبر سنواتها محطات من التميز لتكون في طليعة المقاومة الفلسطينية،  محطات تنوعت وتطور فيها الأداء والقوة، جعلت كثيراً من المراقبين يحاولون قراءة الأهداف التي وضعتها “كتائب القسام” بهدف تحقيق التحرير ومنح الشعب حريته.

بعد عام 1967م، بدأ إعداد الإخوان المسلمين في غزة والضفة، حيث كان التفكير كلّه منصباً على كيفية التعويض في ميزان القوى المختلّ، والتصدّي لمكائد الاحتلال في تدمير المجتمع، وإحداث اختراقات جديّة فيه، بحسب المركز الإعلامي الفلسطيني.

وفي عام 1984م ألقى الاحتلال القبض على الإمام الشهيد أحمد ياسين، يرحمه الله، وعدد من إخوانه بتهمة تخزين أسلحة لمقاومة الاحتلال.

ومع انطلاقة حركة “حماس” كانت الذراع الأمنية لها “مجد” تقوم بكشف العملاء، والجناح العسكري يهاجم جنود الاحتلال، واستمرّ اختلاف التسميات لهذا الجناح حتى رسا على “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، منتصف عام 1991م.

حرب السكاكين

في 3/4/1988م، تصاعد العمل المقاوم للذراع العسكرية لـ”حماس”، وذلك حين قتل ثلاثة من مجاهدي الحركة ثلاثة من الاستخبارات الصهيونية طعناً بالسكاكين في حي الصبرة في غزة، وفي 7/11/1988م كان المجاهد أحمد بشارات يهاجم بالسلاح الأبيض الرقيب أول في الجيش الصهيوني “ديفيد دانينلي” فيرديه قتيلاً.

ثم توالت بعدها عمليات الطعن، من المجاهد أحمد شكري الذي طعن جندياً وقتله يوم 8/9/1989م، تبعه المجاهد عامر أبو سرحان الذي قتل ثلاثة جنود في 8/10/1990م، تلا ذلك قتل المجاهدين أشرف بعلوجي، ومروان الزايغ لثلاثة مستوطنين طعناً بالسكاكين في 14/12/1990م، ثم هاجم المجاهد محمد أبو جلالة عدداً من الجنود الصهاينة فقتل طعناً أربعة منهم في10/3/1991م، لتتوالى بعدها عشرات عمليات الطعن.

انطلقت “كتائب القسام” بعزيمة قوية، فكانت رصاصاتها الأولى مع الشهداء: عماد عقل، ومحمد قنديل، وأحمد بشارات، وطارق دخان، وياسر النمروطي، وغيرهم كُثر.

عمليات الدهس

عمليات دهس الجنود والمستوطنين أخذت حيزاً من جهاد الجناح العسكري و”كتائب القسام”، فمنذ دهس المجاهد سمير مصطفى الأسطة دورية راجلة للجيش الصهيوني وأصاب عدداً من الجنود في 4/5/1990م، تلاحقت عمليات الدهس، فقتل المجاهد جميل الباز العريف “نداف درعي” دهساً على طريق عسقلان في 19/7/1991م، ثم دهس المجاهد راتب زيدان مجموعة من الجنود في تل الربيع، فقتل اثنين، وجرح 11 آخرين في 11/10/1991م، وبعدها دهس المجاهد ساهر التمام اثنين من الجنود الصهاينة في 15/3/1993م، وبعد عدة عمليات، كانت آخر عملية دهس نفذتها “كتائب القسام” في القدس حين دهس المجاهد إبراهيم العكاري مجموعة من حرس حدود الاحتلال في 5/11/2014م.

أول الاستشهاديين

“كتائب القسام” كانت أول من فتح باب العمليات الاستشهادية في فلسطين حين فجر المجاهد ساهر التمام سيارته بين حافلتين صهيونيتين قرب مدينة بيسان في 16/4/1993م، تبع ذلك عملية المجاهد سليمان زيدان بتاريخ 4/10/1993م، لكن التطور الفعلي حدث بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي، التي تبعتها سلسلة من العمليات الاستشهادية أدّت إلى مقتل عشرات الصهاينة، وافتتحها الاستشهادي رائد زكارنة في العفولة في 6/4/1994م، ثم عمار عمارنة في 13/4/1994م، وبعد ذلك صالح نزال بمدنة تل الربيع بتاريخ 19/10/1994م.

في 25/2/1996م، افتتحت “كتائب القسام” عمليات الانتقام للمهندس يحيى عياش، بعملية استشهادية مزدوجة في القدس؛ ما أدّى إلى مقتل 27 صهيونياً، معظمهم من الجنود، تبعتها عملية استشهادية أخرى في القدس ما أسفر عن مقتل 19 صهيونياً في 3/3/1996م، وفي 13/3/1997م، كان الاستشهادي موسى غنيمات يفجر حزامه الناسف في تل الربيع فيقتل ثلاثة صهاينة، وفي 30/7/1997م، وبعد أيام على تبجح “نتنياهو” بأن حكومته “أنهت عمليات حماس وللأبد”، قام اثنان من الاستشهاديين بتفجير عبواتهم في القدس فقتلوا 17 صهيونياً، وفي 4/9/1997م، كان استشهادي في القدس يقتل عشرات الصهاينة.

وخلال انتفاضة الأقصى، نفذت “كتائب القسام” عشرات العمليات الاستشهادية، افتتحتها بالعشرية الأولى في 4/3/2001م، حين نفذ الاستشهادي أحمد عمر عليان عملية في “نتانيا”، تبعتها عملية استشهادية للمجاهد سعيد الحوتري في تل الربيع أدّـت إلى مقتل أكثر من 20 صهيونياً بتاريخ 1/6/2001م.

وفي 9/8/2001م كان الاستشهادي عز الدين المصري، يفجر نفسه في القدس فيقتل 19 صهيونياً، وفي 27/3/2002م قام القسامي عبد الباسط عودة بعملية استشهادية في نتانيا فقتل 30 صهيونياً.

وفي 14/1/2004م كانت الاستشهادية ريم رياشي تفجر بحزامها الناسف جنوداً في معبر “إيريز”، فقتلت أربعة منهم، وجرحت 10 آخرين.

خطف الجنود

كانت عمليات أسر الجنود الأولى مع إعلان الجناح العسكري أسر الجندي الصهيوني “آفي سبورتس” 17/2/1989م، ثم الجنود الصهاينة: “إيلان سعدون” في 30/5/1989م، و”نسيم طوليدانو” في 13/12/1992م، ثم “نحشون فاكسمان” في 11/10/1994م، وصولاً إلى “جلعاد شاليط” في 25/6/2006م، بعدها كانت عملية أسر الجندي “شاؤول أرون”، خلال عملية “العصف المأكول” في يوليو 2014م.

حروب غزة الثلاث

في 27/12/2008م شن الاحتلال عدواناً واسعاً على غزة، بغطاء دولي، وتواطؤ بعض الدول العربية، لكن مع ذلك أعلنت “كتائب القسام” “معركة الفرقان”، واستطاعت رد العدوان، وفي 14/11/2012م، اغتال الاحتلال الشهيد القائد أحمد الجعبري، فأعلنت “القسام” انطلاق معركة “حجارة السجيل”، ولأول مرة تقصف حركة مقاومة مدينة تل الربيع بالصواريخ، وبعد معارك تراجع الاحتلال.

وفي بداية يوليو 2014م كان الهجوم الواسع على قطاع غزة، وتدمير الأبراج والبنى التحتية، لكن “كتائب القسام” صمدت، واستطاعت خلال عملية “العصف المأكول” قتل أكثر من 70 جندياً صهيونياً، وفاجأت العدو بحرب الأنفاق، واقتحام المستوطنات، والمواقع العسكرية، وعمليات الأسر.

تحت ضربات “القسام” وبسببها انسحب العدو من غزة عام 2005م، ومن المحطات المهمة ما عُرف بـ”صفقة وفاء الأحرار”، حين استطاعت “كتائب القسام” أن تبادل الجندي الصهيوني الأسير “جلعاد شاليط” بـ1027 مجاهداً في سجون الاحتلال وذلك بتاريخ 11/10/2011م.

حرب الأنفاق والصواريخ

وسجلت “كتائب القسام” إنجازات عسكرية مهمة في تاريخها الجهادي ضد الاحتلال، فهي اخترعت أسلوب حرب الأنفاق، تلك الأنفاق التي ساهمت في أسر الجندي الصهيوني “جلعاد شاليط”، وتمكنت المقاومة الفلسطينية من خلالها من تنفيذ عدد من العمليات.

كما كان لـ”كتائب القسام” السبق في إطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني، وكذلك إطلاق العمل الاستشهادي. واستخدمت “القسام” الضفادع البشرية في عملية اقتحام قاعدة “زيكيم” العسكرية، وأدخلت طائرات من دون طيار إلى ساحة المواجهة، ونفّذت عمليات مهاجمة المواقع الصهيونية عبر تسلل من خلال الأنفاق، مثل عملية “ناحل عوز” البطولية بتاريخ 26/7/2014م.

 

 

 

Exit mobile version