فاتبعوني

لقد أعلى الله تعالى ذكر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل له ذلك إلى يوم القيامة، ومهما تعالت الأصوات الرافضة لنبوته، العابثة بمكانته، المتعرضة لحرمته، فإنها سرعان ما تتلاشى وتصير كسابقيها على مر الأزمنة والعصور، هباء منثوراً كأن لم تكن شيئاً مذكورا

  

 

الله سبحانه وتعالى كافي رسوله المستهزئين في الماضي (كفيناك) والحاضر (يعصمك) والمستقبل (فيسكفيكهم)

يجب التفكير في أسباب تجرؤ البعض على شخصه الكريم ومحاولة إزالة هذه الأسباب أو التخفيف من حدتها

أول خطوات الإعلان عن الحب الصادق لله ورسوله تقديم المثل اللائق بك كمسلم

بعضنا يسيء هو الآخر للنبي العظيم صلى الله عليه وسلم وإن لم يرسم رسوماً أو ينتج أفلاماً مسيئة!

أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم:

– يوم أن تجرأ البعض منا على سُنته الشريفة فأضاعوها وغيّبوها ولم ينشروها

– حين لم يقدَّم الإسلام لغير المسلمين التقديم الكافي الصحيح بصدق ومنهجية

– حين تجرأ البعض منا على الدين فوسمه بالتخلف والرجعية وطالب بإبعاده عن الحياة

 

لقد أعلى الله تعالى ذكر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل له ذلك إلى يوم القيامة، ومهما تعالت الأصوات الرافضة لنبوته، العابثة بمكانته، المتعرضة لحرمته، فإنها سرعان ما تتلاشى وتصير كسابقيها على مر الأزمنة والعصور، هباء منثوراً كأن لم تكن شيئاً مذكوراً؛ ذلك لأن الله عز وجل قال لنبيه وهو أصدق القائلين: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ {95}) (الحجر)، وكفاه استهزاءهم، وقال له: (وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (المائدة:67)، فعصمه من شرورهم، ووعده مُطَمْئِناً وقال له: (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {137}) ( البقرة).

ولو تدبرنا هذه الآيات الثلاث لوجدنا أن الآية الأولى جاءت بصيغة الماضي “كفيناك”، والثانية بصيغة المضارع “يعصمك”، والثالثة بصيغة المستقبل “فيسكفيكهم”، فالله كافيه وعاصمه في الماضي والحاضر والمستقبل، وهذا وعد الله الصادق؛ و”إن الله لا يخلف الميعاد” (آل عمران:9).

كيف تعبر عن حبك له؟

فلا تقلق يا مَن تحب نبيك محمداً صلى الله عليه وسلم، فربنا القادر كافيه وحافظه حياً وميتاً، وإن كنتَ حقاً تحبه فانظر كيف تعبر عن حبك له، وماذا تقدم يوم القيامة هديتك إليه تعبيراً عن هذا الحب.

إن كل مَن يتقوَّل على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ويصفه بما لا يوصف به إنسان عادي فضلاً عن كونه نبياً، ويتحدّى قدسيته دون مبالاة، لهو في عداد المستهزئين الذين وعد الله نبيه بأنه كافيه شرورهم، وأقوالهم وأفعالهم، وأحقادهم وضغائنهم، وحين يقف الجميع بين يدي الله تعالى يوم القيامة للسؤال والحساب؛ كلٌّ يقدم حجته، ماذا ستقدم أنت أمام رب العالمين من دلالات الحب للنبي الصادق الأمين، أمام تلك الادعاءات والأباطيل؟

أسباب الإساءة

إن من أهم الأمور أن تعرف كيف تعبر عن حبك الصادق لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وأن تفكر في أسباب تجرؤ البعض على شخصه الكريم، وتحاول أن تزيح الستار عن تلك الأسباب لتتعرف عليها، وتذهب بها وتطمسها، أو تخفف من حدتها، لا أن تنشرها وتزيد من ضراوتها، كما أن عليك أن تحذَر أن تكون أنت السهم المصوَّب في صدر نبيك، فتتخذ حميتك وغضبتك وردّ فعلك وسيلة تُضاف إلى غيرها من الوسائل والشِّباك التي تُستخدم للنيل من نبيك والصد عن دينه وحبس قِيَمه الجميلة التي جاء بها إلى الناس كافة.

 فإياك إياك أن تصير من شِبَاك الصدّ عن سبيل الله، والصدّ عن اتباع النبي العظيم من حيث لا تدري، وذلك بالتعبير الخاطئ عن حبك له بالعنف أو السبّ أو الفحش والبذاءة.

مثل وقدوة

إن أول خطوات الإعلان عن الحب الصادق لله ورسوله هو تقديم المثل اللائق بك كمسلم، هذا المسلم من أسماء ربه عز وجل اسم “السلام”، ودينه دين السلام، ونبيه نبي السلام، وتحيته هي السلام، وجنته دار السلام.

وتفكَّر في أسباب الجرأة الوقحة على النبي صلى الله عليه وسلم، واسأل نفسك: هل أنت طرف مشارك فيها؟ وهل أنت تشارك عن قصد أو غير قصد في الإساءة لنبيك صلى الله عليه وسلم؟

وفي ظني أن بعضنا يسيء هو الآخر للنبي العظيم صلى الله عليه وسلم، وإن لم يرسم رسوماً أو ينتج أفلاماً مسيئة!

تجرؤ البعض

نعم.. فلقد أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم أن تجرأ البعض منا على سُنته الشريفة فأضاعوها، وغيّبوها ولم ينشروها، فهل تعمل بسُنته وتدعو إليها بحب ورحمة؟

– أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم أن ظن بعضنا أن منتهى حبه لنبيه هو أن يحتفل بيوم مولده بذكر أو إنشاد، وانتهى الأمر إلى هذا الحد!

– أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين بلغ البعض في حبه حدّ الإفراط أو التفريط،  فإما غلوّ مذموم، أو ابتداع مردود، وكلا الفريقين لنبيه أساء، فمن أي الفريقين تكون؟

صدق ومنهجية

– أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين لم يقدَّم الإسلام لغير المسلمين التقديم الكافي الصحيح بصدق ومنهجية، ودونما إكراه منا أو عنف، فهل تقدم؟

– أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين تجرأ البعض منا على الدين فوسمه بالتخلف والرجعية، وطالب بإبعاده عن الحياة، وانخلع منه وهو فخور، يجاهر بذلك ويدعو إليه وكأن الدين رِجس، وكأنه لم يُشرع لمصلحة العباد واستقرار أمورهم، فأين أنت من دينك؟

– أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين فهم البعض منا الدين فهماً خاطئاً؛ فأساء من حيث يريد أن يصلح، وعبر عن حبه بطريقة مغلوطة مرفوضة، لا يقرها دين ولا عُرف أو قانون، فهل تحسن فهم هذا الدين؟

توجيه ودعوة

أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين تقلص دور بعض العلماء، وقلّ تجردهم لله، وانخفضت أصواتهم وضعف تأثيرهم وانحصرت أعمالهم، فلم يقم بعضهم بواجب الكفاية في التوجيه والدعوة حق القيام.

– أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين تجرأ المسلم على أخيه المسلم فهضَمه حقه، وسلبه أرضه، وظلمه فأكل ماله وهتك عرضه، واستحل دمه وأضاع حرمته؟

– أسيء للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أن حلت لغة السلاح محل الحوار والتفاهم، فسالت الدماء وكثر الهرج والقتل.

– أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين خلتْ المساجد في ساعة الفجر عن معظم روادها، وهجر البعض كتاب ربهم، وصار فهم الحرية فهماً مغلوطاً، واختلط الحق بالباطل، وضعف التوكل على الله القوي المتين، فهل أنت من هؤلاء؟

قِيَم جميلة

– أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين تلاشت من حياتنا قِيَم جميلة دعانا إليها نبينا صلى الله عليه وسلم، وأمرنا بها، فغابت عنا أخلاق الحب والتسامح، والرحمة والإيثار، والصبر والتحمل، والعدل والإنصاف، وغيرها من منظومة الأخلاق العالية التي دعانا إليها وكان قدوة لنا فيها، فهل غابت عنك؟

– أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين طغى الاهتمام بالظاهر على حساب إصلاح الباطن، وتقدمت سفاسف الأمور على كبارها، وفُقدت القدوة المؤثرة، وتناقص دور الأسرة والمدرسة في التربية، وضعف البعض أمام أمواج الشهوات الجارفة. 

– أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين قطع الأخ رحم أخيه، وأكل إرث أخته، وعق أباه وأمه، فهل أنت من أهل الصلة والبر؟

سلوك وأخلاق

– أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين أهمل بعضنا تقديم القدوة الصالحة للإسلام من نفسه؛ سلوكاً وأخلاقاً، ومظهراً ومخبراً، وجِدّاً وعملاً وإتقاناً.

– أسيء للنبي صلى الله عليه وسلم حين تبدلت الأدوار فضاعت، وبُدِّلتْ الحقوق فهُضمت، وصار بعضنا يطالب بما ليس له.

– أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين ملأ حب الدنيا قلوب بعضنا فصارت هي المُبتغَى والأمل، وإليها يُصرَف الوقت ولها يكون العمل، فكيف أنت منها؟

– أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين أهمل بعضنا إصلاح نفسه، ولم يحاسبها ويقوّمها، ويأخذ بها إلى طريق الصواب.

فهل حبك للنبي صلى الله عليه وسلم يتمثل في غضبة تغضبها من أجله وأنت مقيم على معصيته أو مهمل بعض سنته؟ أم يتمثل في شعار يحمل اسمه الشريف، تعتز به وتفتخر، وأنت متعلق بغير الاقتداء به”؟! إن حبه أكبر وأعظم من ذلك بكثير.

ألا فليبادر كل مسيء للتوبة والإصلاح حباً لنبيه صلى الله عليه وسلم، وليسأل كلنا نفسه: تُرَى لو كان النبي صلى الله عليه وسلم حياً الآن بيننا ماذا سيقول لنا وبماذا سنعتذر له؟ وبمَ سينصحنا تجاه الحملات الإعلامية المغرضة التي تحاول تشويه صورته، والسهام المصوبة تجاه شخصه الشريف ودعوته؟ بل ماذا سيفعل تجاه إساءة البعض منا إليه؟!

 

Exit mobile version