السنغاليون يجددون محبتهم للمصطفى: مؤشرات ودلالات

يعتبر السنغاليون من أكثر الشعوب الإسلامية حبا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهو ما يعكسه كثير من الشواهد تتجلى في كل ركن من حياتهم اليومية في الأسماء والكنى، وأسماء المدن والاحتفالات التي تقام بمناسبة مولده، حتى ليصل التعبير عن هذا الحب الجارف إلى

 

 

 

 

 

يعتبر السنغاليون من أكثر الشعوب الإسلامية حبا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهو ما يعكسه كثير من الشواهد تتجلى في كل ركن من حياتهم اليومية في الأسماء والكنى، وأسماء المدن والاحتفالات التي تقام بمناسبة مولده، حتى ليصل التعبير عن هذا الحب الجارف إلى حد المبالغة في بعض الأحايين، لكن المجال الذي برعوا فيه سيبقى الشعر الذي تفننوا فيه في مدح المصطفى والتغني بشمائله إلى حد التفوق.

وعليه، فلا غرو أن تنفجر موجة من الغضب العارم في الشارع السنغالي بطوله وأن تشهد الساحة السنغالية، على غرار ما عاشه العالم الإسلامي منذ أحداث باريس، هبة عارمة شملت مختلف شرائح المجتمع السنغالي تأكيدا لتعلقها بجناب رسول الرحمة (صلى الله عليه وسلم)، كما يبدو أن وتيرة هذه الموجة مرشحة للتصعيد في الأيام المقبلة وذلك نتيجة تأجج العواطف من جانب واستمرار الاستفزازات التي تأتي من مصادر مختلفة، وفيما يلي عرض لأهم تجليات المواقف التي اتخذها السنغاليون تعبيرا عن تلك المحبة الجارفة:

بدأت حركة الاحتجاجات بعد بدء عملية تشويه صورة الإسلام في وسائل الإعلام الغربية عموما والفرنسية منها على وجه الخصوص، وفي هذا الإطار تم تنظيم جملة من الأنشطة منها وقفات احتجاجية ومظاهرات جماهيرية واعتصامات، قامت بتنظيمها جهات إسلامية مختلفة وتم إلقاء كلمات منددة تجاه المواقف الغربية ضد الإسلام وخاصة محاولة المساس بحرمة الرسول (صلى الله عليه وسلم) كما تم توجيه رسائل بهذا المضمون إلى القيادات السياسية في السنغال وفي فرنسا تندد بالمواقف وتحذر من وخيم العواقب.

نلاحظ في هذه المرة أن دائرة حركات الاحتجاج والتنديد قد اتسعت وانتقلت من العاصمة داكار والمدن الكبيرة، التي كانت تنحصر فيها في السابق، إلى المدن الداخلية بالإضافة إلى مشاركة القيادات الصوفية في هذه الاحتجاجات كما فعل كل من الخليفة العام للطائفة المريدية والمجلس الأعلى للطريقة القادرية في إفريقيا، ويعتبر هذا مؤشرا جيدا على حدوث تحول مهم وذلك لأن الحركات الإسلامية الإصلاحية هي التي كانت في العادة تقوم بتنظيم مثل هذه التحركات.

ومن عوامل التي جعلت صوت الاحتجاجات يرتفع ونبرة التنديد تعلو قيام الرئيس السنغالي السيد/ مكّي صال بالمشاركة في المسيرة التي نظمت في باريس يوم 11 /1/2015م إلى جانب لفيف من القيادات السياسية عبر العالم تضامنا مع الفرنسيين بمناسبة مقتل صحافيي ” شارلي إيبدو” وما تلا ذلك من تداعيات.

كاد الرأي العام الوطني يستقر على استهجان الموقف الذي اختاره الرئيس السنغالي حيث نظروا إليه باعتباره مسايرة للعدو في اعتدائه على مقدسات الأمة، وقامت قنوات فضائية سنغالية بتخصيص حلقات حوار ساخنة للموضوع، وتطرف البعض في مواقفهم فوصلوا إلى درجة وصم ما قام به الرئيس بأنه كفر توجب التوبة ولا يزال الجدل محتدما حول الموضوع.

ومن جانبه قامت الحكومة بعدد من الخطوات لاحتواء الموقف من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات كان من أهمها إصدار وزارة الداخلية قرارا يحظر بصورة صارمة دخول عدد المجلة الفرنسية التي تحمل رسما كاريكاتوريا للرسول (صلى الله عليه وسلم) كما هددت باتخاذ إجراءات صارمة ضد أي شخص أو جهة تقوم بخرق القرار الوزاري.

من الطرائق الرائعة التي قاوم بها السنغاليون الحملة الشرسة على الإسلام ومقدساته قيام بعض المثقفين والكتاب المرموقين بإعادة نشر نصوص باللغة الفرنسية لبعض كبار الأدباء والمفكرين الغربيين تشيد بالإسلام وتقدم صورا رائعة عن شخصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) أمثال الكاتب الألماني غوتى والأديب الفرنسي لا مارتين.

 

 

 

 

Exit mobile version