قائد منظمة «أنونيموس»: كبدنا “إسرائيل” خسائر في بنيتها الإلكترونية

منذ أن دخل الفرع العربي لمنظمة «أنونيموس» العالمية على خط نصرة القضايا العربية والإسلامية العادلة، لم يدّخر أعضاؤها الذين تسلّحوا بسلاح المعلوماتية جهداً ولا وقتاً في سبيل الدخول إلى المواقع الحساسة لأهداف العدو، والنيل منها؛ بتدميرها أو تعطيلها، ما

 

 

 

منذ أن دخل الفرع العربي لمنظمة «أنونيموس» العالمية على خط نصرة القضايا العربية والإسلامية العادلة، لم يدّخر أعضاؤها الذين تسلّحوا بسلاح المعلوماتية جهداً ولا وقتاً في سبيل الدخول إلى المواقع الحساسة لأهداف العدو، والنيل منها؛ بتدميرها أو تعطيلها، ما كبّد العدو خسائر بالملايين، ناهيك عن تعطيل الخدمات التي تقدّمها تلك المواقع لزبائنها.

ويقف على رأس هذه الهجمات شباب يرتدون أقنعة ما يُطلق عليه في لغة الإنترنت «الهاكرز»، ولهؤلاء الشباب سوابق في مثل هذه العمليات التي أبهرت في دقتها العدو قبل الصديق، لكن أسئلة كثيرة لا شك وأنها تُطرح من قبل أولئك الذين يجهلون حقيقة منظمة «أنونيموس» حول ماهية هذه المنظمة، وكيفية الانضمام إليها، وكيف يتعارف أعضاؤها، ثم ما التوجهات السياسية لأعضائها العاملين؟ وما أهم الاختراقات التي حققتها المنظمة؟ وهل هناك إخفاقات سجّلتها «أنونيموس» خلال مسيرة الحرب الشرسة التي أعلنتها منذ تأسيسها، خاصة على الكيان الصهيوني؟

هذه بعض الأسئلة التي طرحتها «المجتمع» على الشبح المغربي، وهو القائد العام للفرع العربي لمنظمة «أنونيموس»، الذي لم يتردد في الكشف عن الخطوط العريضة لعمل المنظمة والأهداف التي اعتبرتها منظمته من جملة المعارك المشروعة التي تخوضها في سبيل الدفاع عن الحق والمظلومين على امتداد العالمين العربي والإسلامي.

ولم يتردّد القائد العام للمنظمة أيضاً في الكشف عن المعركة الإلكترونية المقبلة التي تنوي «أنونيموس» القيام بها في مصر؛ من خلال الهجوم على سلة من الأهداف التي تعمل حالياً المنظمة على تحديدها، وهذا بعد الفساد الذي استشرى في مصر، وكذا بعد صك البراءة الذي أصدره القضاء المصري في حق الرئيس المخلوع «حسني مبارك»؛ مما أثار حفيظة المصريين، وكل أولئك المدافعين عن الحق في كل مكان.

* ما هي منظمة «أنونيموس»؟

– منظمة «أنونيموس» هي عبارة عن مجموعة من الشباب العرب والمسلمين ذوي خبرة كبيرة ومعمقة في مجال المعلوماتية، خصوصاً الحماية والاختراق، هدفهم الأول والأسمى نصرة القضية الفلسطينية في المقام الأول، ثم نصرة الشعوب المظلومة العربية وحتى الأجنبية من حكوماتها، بطريقتنا الخاصة؛ وهي اختراق وإسقاط مواقع تمس مصالح وسيادة الحكومة المعنية بالأمر.

وتعتبر منظمة «أنونيموس» الفرع العربي لـ«أنونيموس» الأصلية الأجنبية، وتأسست منظمة «أنونيموس» الدولية عام 2006م على يد أحد أفراد «أنونيموس» الأصلية الأجنبية، الملقب بـ«الشبح المغربي» الذي ألقي القبض عليه مرتين، وآخر مرة في إيطاليا عام 2013م بعد الهجوم العالمي على الكيان الصهيوني، والشبح المغربي يعتبر القائد الأعلى لمنظمة «أنونيموس» ومؤسسها، والذي ينسق معه نخبة من أفضل القراصنة العرب من فلسطين وسورية وتونس والجزائر والأردن، وكذا العديد من الدول العربية، قراصنة لهم اسم وازن على الساحة، ولهم إنجازات مهمة، وتم اختيارهم حسب مهاراتهم وإنجازاتهم للتنسيق بيننا.

استقلال مادي و سياسي

* ما توجهات منظمتكم السياسية؟

– منظمة «أنونيموس» مستقلة ذاتياً ومادياً، فلا يمولها أي حزب أو جهة حكومية، نمول أنفسنا بأنفسنا، وليس لنا توجهات سياسية، ولا نخدم المصالح الخاصة لأي دولة أو شخص أو مجموعة، نحن شباب مسلمون، هذا هو توجهنا الديني، نحن لا نميل إلى التطرف الديني أو العقائدي، دستورنا هو القرآن، وسبيلنا هو الجهاد الإلكتروني، سطع اسم مجموعتنا وأصبح معروفاً عربياً بالخصوص يوم 7 أبريل 2013م، يوم سقوط «إسرائيل» إلكترونياً أمام أول وحدة عربية فعلية، أطلقنا هجمات تستهدف الكيان الصهيوني يوم 7 أبريل وشارك في الهجوم عدة مجموعات عربية وأجنبية، حيث كبدنا العدو الصهيوني خسارة مهولة، ومن يومها و«إسرائيل» تحسب لنا ألف حساب، وقد صار يوم إعلان الهجوم عليها إلكترونياً يوماً مشؤوما بالنسبة لـ«إسرائيل».

الاتفاق على الهجمة

* كيف تقومون بالتنسيق فيما بينكم عندما تقرّرون القيام بهجوم على أهداف معيّنة؟

– لدينا غرفة محادثة على الإنترنت الخفي، أو ما يسمى «الإنترنت المظلم»، حيث نحدد الهدف على حسب ما يجري في الساحة العربية، وأي موقف نراه مخالفاً للحريات أو انتهاكاً لكرامة الشعب أو ظلماً حقيقياً، فنقرّر الهجوم على الهدف على حسب المعطيات المذكورة سابقاً، أولاً نقوم بتصوير فيديو كبيان ورسالة تهديد بضرب المعني بالأمر إلكترونياً مع تحديد تاريخ الهجمة، وكذا توجيه دعوة لكل القراصنة للمشاركة في الهجمة، بعدها ينشر الفيديو ويصل إلى المعني بالأمر وإلى وسائل الإعلام، وفي الوقت الذي نحدده في فيديو التهديد، نقوم بضرب المصالح الحكومية، وليست مصالح الشعب، هذا في حالة ما إذا كان الهجوم يستهدف دولاً عربية، أما إذا كانت الضربة موجهة للعدو الأبدي «إسرائيل»؛ فنهجم على المصالح الحكومية ومصالح المواطنين وكل شيء نراه في طريقنا.

كشف الحقيقة للشعوب

* قمتم بتسريب معلومات سرية لشخصيات عربية، ما الهدف من وراء هذه التسريبات؟

– نعم، قمنا بكشف وثائق ورسائل سرية ومعلومات لعدة دول عربية، وهي وثائق تبيّن الفساد المالي والتعامل مع الكيان الصهيوني، مصلحتنا من مثل هذه الهجمات هي كشف الحقيقة للشعوب، وكشف ما يدور وراء الكواليس من فساد، وكذا تعامل أنظمة هذه الدول مع «إسرائيل» وأمريكا، وهذا ما يفسر الصمت العربي حالياً.

* من السهولة أن تتفقوا في قضية العداء لـ«إسرائيل» باعتباركم ناشطين من الدول العربية، لكن كيف تحققون التوافق في المسائل الخلافية كالأوضاع في سورية مثلاً؟

– تواجهنا صعوبات كبيرة في تحقيق التوافق في المسائل الخلافية؛ كالأوضاع في سورية، فهناك اختلاف بين الأطراف المعنية بالأمر، نحن لا نتحرك ونهجم من تلقاء أنفسنا، وإنما نحن نقوم بتلبية نداء الشعوب المظلومة، لكن في المسائل الخلافية كالأوضاع في سورية هناك انقسام، وهنا فقط نكتفي بمتابعة الأوضاع وما ستسفر عنه الأيام.

* هل يتطلب الالتحاق بمنظمتكم شروطاً معيّنة؟ وكيف تتعارفون فيما بينكم كأعضاء داخل المنظمة؟

– منظمتنا تفتح أبواب الالتحاق والتجنيد في الجيش الإلكتروني في أي وقت، لكن هناك شروطاً مهمة، وهي أن تكون لك خبرة في هذا المجال، وأن تكون بعيداً عن التطرف الديني، وليس مهماً أن تكون لك ميولات سياسية، لكن هذا فيما يتعلق بميولات أفراد المجموعة خارج المجموعة، بمعنى أن الواحد منا لا يمثل إلا نفسه عندما يكون بمفرده، أما داخل المجموعة عندما يرتدي أي فرد منا القناع فيصبح ممثلاً للمجموعة.

* ما الخسائر التي ألحقتها «أنونيموس» بـ«إسرائيل» منذ بدأت هجماتها عليها؟

– هجماتنا ضد «إسرائيل» لا تحصى مثل هجمة 7 أبريل 2013م التي قمنا خلالها بتكبيد العدو الصهيوني خسائر مالية كبيرة جداً، وخسائر في بنيته التحية الإلكترونية، كما شاهد العالم أجمع، وباعتراف من العدو نفسه، حيث أسقطنا مواقع حكومية وموقع «الموساد»، واخترقنا أحد أشهر بنوك «إسرائيل»، وسرّبنا بيانات مستخدميه، وقامت المنظمة بالتبرع بمبالغ مالية لجهات خيرية في غزة، وتسريب معلومات بخصوص الجيش «الإسرائيلي» وإرسالها للمقاومة الفلسطينية.

* كيف تنظر «إسرائيل» لمنظمتكم؟

– «إسرائيل» حالياً تصنف مجموعتنا ضمن المنظمات الإرهابية التخريبية والمطلوبة دولياً كما وصفنا رئيس وزراء «إسرائيل» في مؤتمر الأمن المعلوماتي في أواخر عام 2013م، وتعمل «إسرائيل» جاهدة للوصول إلى هويتنا الحقيقية ووقف هجماتنا، لكن هذا الأمر من المستحيلات؛ لأن هذا الميدان هو ميداننا ونحن الأقوى فيه، نحن نعيش كأشباح مجهولي الهوية والمكان، و«إسرائيل» لن تستطيع إيقاف هجماتنا حتى وإن تمكنت من التقليل من أضرارها، والدليل على ذلك هو أن كل هجمة نقوم بها تكون ناجحة رغم إنذار العدو مسبقاً، وهذا ما يؤكد أننا الأقوى في هذا الميدان، ومن أمثلة ذلك الهجمة التي نفذناها في 7 أبريل 2013م، حيث قامت «إسرائيل» بطلب المساعدة من فرنسا وألمانيا وأمريكا، واعترفت العديد من الصحف االصهيونية بهذا الإخفاق «الإسرائيلي» في صد الهجمات الإلكترونية.

* تبنيتم الهجوم على مواقع عديدة لشركات الدفع عبر الإنترنت عام 2008م انتقاماً من إغلاقها حسابات تسمح بالتبرع لموقع «ويكيليكس»، ما مصلحتكم من هذا الهجوم؟

– الهجمات التي قمنا بها على خدمات

Visa و MasterCard و PayPal

 قمنا بإرسال ضربات وهجمات قوية إلى تلك المواقع؛ أدت إلى توقف هذه الخدمات، والتسبب في خسارة فادحة؛ وذلك بسبب قرار منع التبرع لصالح موقع «ويكيليكس»، وتكبد موقع «باى بال» وحده ما يقرب من 5.6 مليون دولار، وهدفنا من هذه الهجمة هو التعبير عن الاحتجاج على الحظر الاقتصادي لـ«ويكيليكس» الذي كان يفضح الفساد، ويكشف المستور للحكومات وكبار الشخصيات، فكما يعلم الجميع قمنا بالانضمام إلى «ويكيليكس» لمعارضة الرقابة الشديدة من الحكومات وفسادها، وبدأنا بتسريب العديد من الوثائق السرية لشخصيات عربية.

* ما أقصى هجمة نفذنها منظمة «أنونيموس» ضد الولايات المتحدة؟ وما الخسائر التي تكبدتها؟

– في عام 2012م عندما أعلنت المخابرات الفيدرالية ووزارة العدل الأمريكية إغلاق خدمة  megaupload قمنا بتوجيه ضربات قوية تعد من أقوى الهجمات الإلكترونية في العالم على موقع وزارة العدل الأمريكية أدى إلى اختراق الموقع والوزارة، وكذلك اختراق وكالة التصنيف السينمائي وصناعة الموسيقى بسبب انتهاكهم حقوق الملكيات. 

* هل حدث وأن أخفقتم سابقاً في حملة من الحملات التي عزمتم على القيام بها؟ وكيف تؤثر عليكم مثل تلك الإخفاقات؟

– لم يسبق لنا أي إخفاق في أي هجمة، لكن لا نخفي أن بعض الهجمات لم تكن في المستوى المطلوب من ناحية الأضرار، ولكن لن نسمي هذا إخفاقاً؛ لأنه كانت هناك إنجازات.

* من المعروف أن تكنولوجيا الإنترنت في تطور متسارع، هل تقوم منظمتكم بتدريب منتسبيها لمواكبة مثل هذه التطورات؟

– منظمة «أنونيموس» حالياً لها عدة مشاريع؛ كتكوين رادع إلكتروني، وتقديم دروس في مجال الاختراق لكل الراغبين في الاستفادة وبالمجان، لتكوين رادع مستقبلي يكمل مسيرة الدفاع على حق المظلومين.

* هل تقوم «أنونيموس» بالدفاع عن أعضائها في حال تم اكتشافه بطرق قانونية ما، أم أنكم تكتفون بالتضامن من بعيد خشية الإيقاع بكم؟

– نعم، تقوم «أنونيموس» بالدفاع عن أعضائها في حال تم اكتشافهم بالطرق القانونية، ونتابع العضو المتهم بكل الوسائل، منها تكليف محامٍ للدفاع عنه، والقيام باحتجاجات، وكذا الهجوم على الدولة التي قامت بإلقاء القبض عليه، نحن عائلة واحدة ولا نتخلى عن أي فرد من عائلتنا.

* أعلنتم أنكم ستقومون بهجوم إلكتروني على مصر، ما السبب وراء هذا الهجوم؟ وما المواقع التي ستستهدفونها؟

– حالياً نتدارس عملية الهجوم على مصر؛ بسبب الفساد الحالي في دولة مصر العربية، وبسبب ما يجري في الساحة من ظلم للشعب على خلفية الانقلاب العسكري، وكذلك بسبب الإفراج عن «مبارك» وأتباعه وضياع دم الشهداء، وبسبب تهجم الإعلام المصري الفاسد على أهالينا في غزة، وستكون أهدافنا مواقع حكومية وشخصيات عسكرية رفيعة المستوى، وأيضاً استهداف قنوات ومواقع للإعلام الفاسد في مصر.

 

 

 

Exit mobile version