“أردوغان” ينتشل أسرته من الفقر

المواقف التركية الشجاعة في دعم الفلسطينيين بقطاع غزة، والمجزرة التي ارتكبتها البحرية الصهيونية على ظهر سفينة “مرمرة” التركية، كانت دافعاً رئيساً للاجئ الفلسطيني في لبنان “محمد شناعة” لإطلاق اسم رئيس الوزراء آنذاك والرئيس التركي الحالي

المواقف التركية الشجاعة في دعم الفلسطينيين بقطاع غزة، والمجزرة التي ارتكبتها البحرية الصهيونية على ظهر سفينة “مرمرة” التركية، كانت دافعاً رئيساً للاجئ الفلسطيني في لبنان “محمد شناعة” لإطلاق اسم رئيس الوزراء آنذاك والرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان على أحد أبنائه.

لم يكن يعلم شناعة أن هذا الطفل الذي حمل اسم “أردوغان” سيكون سبباً في تغيير جذري في حياته الصعبة التي يحياها في مخيمات اللجوء اللبنانية.

فزيارة “أردوغان” لمدينة صيدا اللبنانية عام 2010م لرعاية افتتاح المستشفى التركي بمشاركة رئيس الوزراء اللبناني في تلك الفترة سعد الحريري كانت فرصة تاريخية لمحمد شناعة للقاء الضيف الزائر، حسب “المركز الفلسطيني للإعلام”.

أربع سنوات كاملة مرت على ذاك اللقاء حتى جاء “شناعة” الخبر بمنح ابنه “رجب طيب أردوغان” ومن بعده أشقاؤه الخمسة والوالد والوالدة الجنسية التركية، في خطوة تاريخية يستعد من خلالها الدخول إلى مرحلة جديدة من حياتهم يأملون أن تعوّضهم حياة اللجوء والفقر والمعاناة.

اللاجئ شناعة يعيش في منزل صغير يفتقر إلى أدنى مستلزمات الحياة في منطقة المية مية، ويعمل في مجبل للباطون، وهو متزوج من خديجة خليل إبراهيم، وله منها ستة أبناء، هم: عبد الرحمن، زهراء، إبراهيم، عز الدين، رجب طيب أردوغان، وجيهان.

يقول محمد شناعة: “بعدما أسميت طفلي رجب طيب أردوغان، قلت سيأتي يوم ويحمل هذا الرئيس العظيم ابني، وبعد حوالي شهر قالوا إن الرئيس أردوغان سيزور لبنان ليفتتح المستشفى التركي في صيدا، فجهزت نفسي للحضور حتى أراه ولو من بعيد”.

كل ما سبق كان أمراً طبيعياً ولم يخرج عن المألوف، إلا أن المفاجأة التي قلبت الأمر رأساً على عقب كانت عبر اتصال تلقاه “شناعة” من النائبة بهية الحريري سألته خلاله عن ابنه وعنوان منزله، وما جرى بعدها من نقله في يوم الزيارة إلى مكان افتتاح المستشفى برعاية “أردوغان”.

وفي لحظة كانت مفترق طرق في حياة العائلة المشردة في مخيمات اللجوء حمل الرئيس “أردوغان”، الطفل الفلسطيني “أردوغان” وقبّله ووعد العائلة خيراً بعدما طلب أوراقها الثبوتية.

استمر “شناعة” في التواصل مع الرئيس “أردوغان” بوسائل مختلفة، حتى جاءته البشرى عبر اتصال من السفارة التركية، بُشر من خلاله بمنح ابنه “رجب طيب أردوغان” الجنسية التركية، ولتكتمل البشرى بعد 10 أيام باتصال آخر أبلغ خلاله بمنحه وزوجته الجنسية أيضاً، وطلب منه صورًا عن هويات أولاده وبطاقة الإعاشة لتشمل الجنسية باقي أولاده، كما قال.

المنزل الفلسطيني الذي أضحى سكانه من الأتراك رسمياً، يرتفع فيه العلم التركي ويعلّق على جدرانه صور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومن بينها تلك الصورة التاريخية بالنسبة للعائلة والتي يحمل فيها الطفل أردوغان ويقبله.

اللاجئ “شناعة” وجّه شكره للرئيس أردوغان، ويقول: “هو (أردوغان) لم ينسنا رغم انشغالاته الكثيرة، ولم ولا ينسى الأقصى والقدس وغزة”.

ويرى في الجنسية التركية تغييراً لمسار حياته كلاجئ فلسطيني، فهي تتيح له، وفق قوله، التحرك أو السفر بحرية لأنه يحمل “جنسية دولة عظيمة تسهل لي كل شيء، وأتمتع بحقوقي كاملة فيها”.

تركيا – وفق شناعة – ستكون محطته الأولى بعد نيله الجنسية هو وعائلته، وسيذهب كما يقول حيثما يجد مستقبلاً أفضل لأولاده، فيما تأمل زوجته خديجة أن تكون الجنسية التركية بداية مرحلة جديدة لحياة أفضل لأولادها.

Exit mobile version