الاحتلال يصعِّد عدوانه بشكل غير مسبوق على القدس خلال 2014

شهد العام 2014م مجازر وحشية، وتصعيداً غير مسبوق من قبل الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين، وخاصة في مدينة القدس التي تشهد هبَّة شعبية، رافقها تمسك والتفاف حول المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لأخطار جسيمة.

شهد العام 2014م مجازر وحشية، وتصعيداً غير مسبوق من قبل الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين، وخاصة في مدينة القدس التي تشهد هبَّة شعبية، رافقها تمسك والتفاف حول المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لأخطار جسيمة.

وقال الشيخ عكرمة صبري، خطيب وإمام المسجد الأقصى المبارك, رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس لـ”المجتمع”: كان عام 2014م عاماً قاسياً وصعباً على أهل القدس بخاصة, وأهل فلسطين عامة.

واعتبر الشيخ صبري العام 2014م من الأعوام العجاف، فقد كانت الأحداث في مدينة القدس ساخنة وشديدة، وأن المدينة المقدسة شهدت هجمة غير مسبوقة من قبل الصهاينة، وتصعيداً خطيراً في ممارسات المستوطنين ضد المقدسيين، كان من أخطرها وأشدها بشاعة جريمة قتل وحرق الفتى محمد أبو خضير بالبنزين من قبل المستوطنين.

وأضاف: شهد العام 2014م هبَّة شعبية هي الأولى بعد الانتفاضة الثانية، هذه الهبَّة كادت أن تتحول إلى انتفاضة ثالثة رداً على الانتهاكات الصهيونية وجرائم المستوطنين؛ ما أدى إلى استشهاد 13 مقدسياً، واعتقال أكثر من ألفي مقدسي ومقدسية، 30% منهم أطفال، إضافة إلى تقديم لوائح اتهام ضد العديد منهم.

وتابع الشيخ صبري: إن الضغط على أهل مدينة القدس أدى إلى الانفجار، فقد وقعت العديد من العمليات الاستشهادية؛ الأمر الذي أدى إلى سقوط حكومة “نتنياهو”، وحل “الكنيست” الصهيوني؛ واعتبرت حكومة “نتنياهو” حكومة تصريف أعمال؛ تمهيداً للانتخابات الصهيونية القادمة في شهر مارس القادم.

وأردف يقول: في المقابل، فإن أهلنا في القدس كانوا مرابطين ومرابطات للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك؛ مما أدى إلى انتهاج سلطات الاحتلال سياسة الإبعاد عن الأقصى، ومن ثم سياسة إبعاد المقدسيين عن مدينة القدس، وهذا أمر خطير لا بد من فضحه في المحافل الدولية، ولا بد أيضاً من تحميل الدول العربية والإسلامية المسؤولية.

العام 2014م شهد أيضاً انتهاكات صهيونية خطيرة بحق المسجد الأقصى المبارك، من خلال الاقتحامات المتكررة، خاصة من أقطاب اليمين الصهيوني، وأعضاء كنيست ومسؤولين صهاينة في محاولة لفرض أمر واقع وتقسيم المسجد زمانياً ومكانياً بين اليهود والمسلمين.

ولعل أخطر ما شهده الأقصى في عام 2014م منذ العام 1967م إغلاق أبوابه بشكل كامل أمام المصلين ليوم واحد بقرار من وزير الأمن الداخلي الصهيوني؛ رداً على محاولة اغتيال الحاخام المتطرف “إيهود غليك”، وكذلك اقتحام المصلي القبلي والوصول إلى منبر صلاح الدين وإطلاق القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية بداخله؛ وهو ما اعتبره الفلسطينيون غاية في الخطورة، وتجاوزاً لكل الخطوط الحمر من أجل وضع اليد عليه.

وفي الوقت ذاته، أعلن الاحتلال مصادقته على بناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية في 15 مستوطنة في حدود بلدية الاحتلال ضمن مخططه الأكبر لبناء 58 ألف وحدة استيطانية في المدينة المقدسة، في المقابل هدمت قوات الاحتلال 110 منازل ومنشآت، ووزع مئات أوامر الهدم الإدارية، ويهدد بهدم 20 ألف منزل بحجة البناء دون ترخيص.

وفي سابقة خطيرة تنم عن الحقد، انتهجت سلطات الاحتلال سياسة جديدة، تمس المقدسيين؛ بحيث أصبحت تستغل صفحة التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” لتعتقل وتحاكم من يعبر عن أفكاره وآرائه ومشاعره، وتم فعلاً اعتقال عدد من المواطنين في مدينة القدس؛ بحجة التحريض على العنف وتقديم لوائح اتهام بحقهم.

هذه الخطوة وصفت بالظلم الفاضح في أن يحاسب الإنسان على فكره أو رأيه، في حين أن أحزاباً وجماعات يهودية تكتب على صفحات “الفيسبوك” ما يحلو لها دون أي محاسبة، ومن اليهود المتطرفين من يكتب عبارة “اقتلوا العرب”، ومع ذلك فإن سلطات الاحتلال لم تعتقل أحداً منهم، ولكن العنصرية والتعصب في ذلك وفي غيرها كانت واضحة.

وقبيل نهاية العام، صادق الاحتلال على خطة أمنية لتكثيف تواجده بشكل دائم في القدس المحتلة، تنص على تعزيز قواته في هذه المرحلة بـ400 عنصر، وتحديث الوسائل التكنولوجية التي بحوزته لإخماد الهبة الجماهيرية المقدسية.

وفي توقعات المقدسيين للعام القادم 2015م أكدوا أنه في حال عودة الحكومة الصهيونية اليمينية المتطرفة إلى مقاليد الحكم من جديد وفوزها بالانتخابات المرتقبة، فإن العام سيكون ساخناً والتوتر سيكون أشد من قبل. 

Exit mobile version