تدمير اللّغة العثمانية

امتلأ ميدان “بيازيد” بالوثائق العثمانية التي كانت موجودة في جامعة إسطنبول، وبعدها قام عمال التنظيف بسكب الكاز وحرقها! (رأيت وثيقة من بينها كانت نجت من الحريق)

  ترجمة: تركيا بوست

امتلأ ميدان “بيازيد” بالوثائق العثمانية التي كانت موجودة في جامعة إسطنبول، وبعدها قام عمال التنظيف بسكب الكاز وحرقها! (رأيت وثيقة من بينها كانت نجت من الحريق)
في ثانوية “كوليلي عسكري” تم حرق الوثائق وكتب كبار رجال الدولة التي تم إهداؤها لهم ، وكُتب بعد ذلك في محضر هذه المحرقة: “لقد تم حرق الكتب والوثائق؛ لأنها تعارض الثورات الشعبية”!.. في تلك الفترة وقّع على هذا المحضر كل من مدير المدرسة وثلاث من الضبّاط المخولين!
لقد كانت هناك الآلاف من المخطوطات الثمينة جداً التي تم حرقها في تلك المحرقة!
وقد تحوّل الأمر بعد ذلك إلى ثورة الحرف وعداوة ضد القرآن الكريم، وتم منع تعليم القرآن الكريم! وأنا ممن عايش تلك الفترة..

لقد تم قتل بعض المعارضين شنقاً وبعضهم بالرصاص!.. وتوقفت التّربية الإسلامية في ذلك الوقت!.. ونتيجة ذلك ظهر الإلحاد والفاشية والشيوعية والسرقة وانعدام الأخلاق والفاحشة وكل أنواع الشر!..

أساس كل هذه الشرور “حزب الشعب الجمهوري”.

حتى الملحد “عزيز نيسين” كان يكتب بالحروف الإسلامية!
بعض الوثائق تذكر أنه حتّى أعداء الأحرف الإسلامية “مصطفى كمال” و”عصمت إنونو” كانوا يكتبون مدوّناتهم بالأحرف الإسلامية، وبعد ذلك يقوم الكتّاب لديهم بتحويلها إلى اللاّتينية. لقد كُتب خطاب “نُطُق”* في البداية بالأحرف الإسلامية، وبعد ذلك في عام 1930 تم تحويله إلى أحرف لاتينيّة. ويوجد بينهم فرق وهو أنّ النص المترجم ليس مناسباً أبداً.

وعلى الرغم من أنّ لغتنا التركية القوية لم يستطع أحد أن يقضي عليها، إلاّ أنّ الأحرف اللاّتينية استطاعت ذلك!
وكما قال عالم اللغة التركية “روسو” في مؤتمر “فينّا” هذه الأحرف اللّاتينية قطعت الأتراك عن ماضيهم وعقيدتهم”!
إنّ أساس الحضارة اللاّتينيّة هي المسيحية الكاثوليكية، لكن بنفس الوقت فإن الكاثوليك هم من أنشأ الحرف اللاّتيني أيضاً، واللّغة الإنجليزية تُكتب بالحرف اللّاتيني كذلك.

الاحتلال أهون منهم 
لو تخيّلنا أنّ تركيّا تم احتلالها فإنّ ما فعله “حزب الشعب الجمهوري” من خراب في اللّغة والثقافة والعقيدة، لن يستطيع أن يفعله مستعمِر! 
انتبهوا فإنّ من أهداف أمثال هذه القوى أيضاً أن يصل “حزب الشّعب الجمهوري” للسلطة.

’’

نزل القرآن الكريم في مكّة المكرمة والمدينة المنوّرة

وقُرئ في مصر، وخُطّط في إسطنبول

 

‘‘

خط الرّقعة
هو تماماً اختراع الخطّاطين الأتراك.. ينسكب الجمال من رؤوس أقلام الخطّاطين الأتراك في كل من خط الثّلُث، والنّسخ، والدّيواني.
الرّقعة، و الثّلُث، والنّسخ، والدّيواني خطوط مشهورة بمسمّى “خطوط الأتراك” بالعالم العربي. اليوم في العالم العربي تُكتب الخطوط التي ابتكرها الأتراك سواء في الأماكن الرسمية أو غيرها. 
وفي البلاد العربية اليوم يتم طباعة الصّحف والكتب بـ “خط إسطنبول” و”النسخ”، لقد طوّر الخطاطون الأتراك 30 نوعاً من الخطوط لكتابة الأحرف الإسلامية.

—————————-

*نطُق: الخطاب الذي ألقاه” مصطفى كمال أتاتورك” من 15- 20 تشرين الأول/أكتوبر 1927.

نقلا عن صحيفة: تركيّا

 

Exit mobile version