حصاد أحداث العراق في عام 2014

من المعروف أن الساحة العراقية مليئة بالأحداث في كل عام، ولكن عام 2014م شهد أحداثاً كثيرة ودموية في كثير من محافظات ومدن العراق، حيث شهد بداية العام تحركاً عسكرياً كبيراً من “المالكي” وقواته على محافظة الأنبار، وبالتحديد الفلوجة، وفي خضم انهماك “المال

من المعروف أن الساحة العراقية مليئة بالأحداث في كل عام، ولكن عام 2014م شهد أحداثاً كثيرة ودموية في كثير من محافظات ومدن العراق، حيث شهد بداية العام تحركاً عسكرياً كبيراً من “المالكي” وقواته على محافظة الأنبار، وبالتحديد الفلوجة، وفي خضم انهماك “المالكي” وقواته في الجانب الغربي من العراق، شهد القسم الشمالي منه متمثلاً في مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية بعد بغداد سقوطاً بأدي جماعات إرهابية قدمت من خارج العراق، لا يعرف من هم؟ ومن أين جاؤوا” ولماذا؟

وكان هذا الحدث كفيلاً بتغيير دفة الحكم السياسية في العراق بعد أن مسك “المالكي” بأغلب خيوطها، وصمم على ترشحه للولاية الثالثة لرئاسة الوزراء, وتحت ضغوط دولية خاصة الأمريكية وضغوط إيرانية، غيَّر حزب الدعوة العراقي خياره السياسي متمثلاً باختيار مرشح آخر غير “المالكي”، وتم تعيين “حيدر العبادي” رئيساً للوزراء في العراق، والحقيقة أن السياسيات في العراق لم تتغير، والنهج الطائفي والتهميش والاعتقال لأهل السُّنة بلا ذنب أو جريمة سوى أنهم على المذهب السُّني، ولم يأتِ “العبادي” بجديد، وإنما كان نسخة لمن سبقه وأقصد بذلك “المالكي”.

إيران ووضعها في العراق:

مما لا شك فيه أن هذا العام كان فرصة ذهبية لإيران لزيادة نفوذها في العراق من جميع النواحي، حتى بات “قاسم سليماني” هو صاحب القرار الفعلي في العراق، حيث نقلت تقارير إعلامية إيرانية أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني”، هو القائد الفعلي للقوات العراقية التي تقاتل “داعش”، وقالت: إن الشعب العراقي يثق بقواته وليس بالتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، وإن هذا الأمر أثار حفيظة الجنرال الأمريكي المتقاعد، “جون آلن”، الذي ينسق جهود التحالف في سورية والعراق.

وألمحت التقارير أن “سليماني” هو القائد الفعلي للعمليات العسكرية العراقية ضد “داعش” قائلة: إن الجنرال الذي اختارته أمريكا لإدارة شؤون التحالف بأحدث الأسلحة لم يكن يتصور أن يتهمش دوره في ظل الانتصارات التي حققها الجيش العراقي مدعوماً بالحشد الشعبي تحت إمرة قائد محبوب لا يمتلك سوى إمكانيات عسكرية محدودة (حسب زعمها).

أما على صعيد حقوق الإنسان:

قالت منظمة “هيومان رايتس ووتش” في تقرير نشرته: إن السلطات العراقية تحتجز آلاف السيدات العراقيات دون وجه حق، وتخضع الكثيرات منهن للتعذيب وإساءة المعاملة، بما في ذلك الانتهاك الجنسي، وكثيراً ما يلجأ القضاء العراقي الضعيف، المبتلى بالفساد، للاستناد في أحكام الإدانة إلى اعترافات منتزعة بالإكراه، كما تقصر إجراءات المحاكمات دون المعايير الدولية، تعرض العديد من السيدات للاحتجاز طوال شهور أو حتى سنوات دون اتهام قبل العرض على قاض.

يعمل التقرير المكون من 105 صفحات “لا أحد آمن.. انتهاك حقوق المرأة في نظام العدالة الجنائية العراقي”، على توثيق الإساءة إلى سيدات أثناء الاحتجاز، وتنتمي الأغلبية الساحقة من السيدات الـ4200 المحتجزات في مراكز تابعة لوزارتي الداخلية والدفاع إلى الطائفة السُّنية، إلا أن الإساءات التي توثقها “هيومان رايتس ووتش” تمس سيدات من كافة طوائف وطبقات المجتمع العراقي.

أما على صعيد التهجير والنزوح:

فقد ذكرت إحصاءات الأمم المتحدة وبالتحديد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أرقام النازحين واللاجئين العراقيين، مشيرة إلى أن الرقم وتلك الأعداد في تزايد، وبين التقرير أنه من يناير 2014م وحتى إعداد التقرير في أكتوبر 2014م فإن الأرقام وصلت إلى حوالي مليون و800 ألف نازح، وقد استقر النازحون في أكثر من 1500 موقع في أنحاء متفرقة من العراق، ويتواجد نحو 850 ألفاً منهم في إقليم كردستان العراق، وقد أشار التقرير إلى أن أهم أسباب النزوح تعود إلى الأحداث الجارية في العراق والقصف المستمر والمعارك الدائرة هناك؛ مما تسبب في نزوح أكثر من 20 ألف عائلة هربت من القصف والمعارك إلى مدينة هيت في الرمادي.

أما على صعيد القتل والقصف:

فإن هذا المسلسل الدامي لم يتوقف في العراق؛ حيث تشهد مدنه السُّنية وخاصة الفلوجة والأنبار حصاراً منذ مطلع عام 2014م إضافة إلى القصف بالبراميل والمتفجرات، وتشير الإحصاءات إلى إصابة أكثر من 5500 شخص، بينهم أطفال، واستشهاد ما يقارب من 1000 شخص، الوضع في العراق من سيئ إلى أسوأ، لكن العراقيين يأملون في أن يكون العام الجديد في العراق عام سلام ووئام. 

Exit mobile version