مقبرة السيسي.. آيات وعبر

 

 كتبت الناشطة المصرية شرين عرفة على موقع “كلمتي” تقول: كثيرة هي آيات الله التي أرانا إياها في قائد الانقلاب العسكري “عبد الفتاح السيسي” تحدثت عن بعضها في مقال سابق بعنوان : “ألم تر بعد آيات الله في قائد الانقلاب؟!”

واليوم أكتب عن واحدة من أعجبها على الإطلاق.

إنها مقبرة “السيسي” والتي بناها بنفسه في عام 2006م حينما كان لواء أركان حرب بالقوات المسلحة.

المقبرة التي تحمل رقم 2294 تبدو في الصور التي انتشرت لها على مواقع التواصل الإجتماعي وقد كتب بها على قطعة كبيرة من الرخام تعلو المقبرة ،آية قرآنية مختلفة تماما عما يكتب منذ عشرات السنين على مقابر المصريين عامة ومقابر القوات المسلحة خاصة وهي الآية الكريمة (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)(27-30سورة الفجر)

ولكن كتب بديلا عنها الآية رقم 101 من سورة يوسف والتي تقول (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)

 

وهو أمر ملفت حقا ومثير للدهشة!!

فلماذا اختار قائد الانقلاب تحديدا تلك الآية ليكتبها فوق مقبرته؟!

فالآية التي تعلو مقبرة للأموات ،لا تتحدث عن الموت بل تتحدث عن الملك، مما يجعلنا نتساءل هل هي بالفعل ترجمة لما أسر به قائد الإنقلاب العسكري مع الصحفي “ياسر رزق” في التسجيل المسرب له والذي تحدث فيه عن حلمه برئاسة مصر منذ أكثر من 35 عاما،

و ما ذكره هو عن كوابيسه التي كان يرى فيها الرئيس المقتول على يد جنوده “محمد أنور السادات” وهو يبشره بخلافته في رئاسة مصر .. وربما ايضا في المصير وشكل الميتة -الله أعلم- وبالتالي تفضح لديه تلك الرغبة المحمومة منذ سنوات عديدة لتولي حكم مصر!!

بل الأعجب من ذلك،أن الآية التي كتبت أعلى المقبرة جاءت مغلوطة ومنقوصة، وكأن الخطاط قد نسي أجزاء من الآية الكريمة، حيث كتبت هكذا:

(رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث أنت وليي في الدنيا والآخرة والحقني بالصالحين)

فكيف لم يكتب الخطاط الآية كما وردت في كتاب الله؟!! وكيف لم يذكره أحد بهذا النقص طوال ثماني سنوات منذ أن شيدت المقبرة ؟!

وهل العودة للمصحف الشريف لكتابة آية قرآنية أمر صعب ؟!!

الإجابة : بالقطع لا، ولكن الخطاط لا يكتب إلا ما يملى عليه وما يطلب منه كتابته..

فلماذا طلب السيسي تحديدا تلك الآية و كتابتها بهذا الشكل؟!

وبالنظر في الآية الكريمة نجد أنها تتحدث عن دعاء من سيدنا “يوسف الصديق” عليه السلام، دعا به ربه عزَّ وجلَّ لما تمت نعمة اللّه عليه باجتماعه بأبويه وإخوته، وما منّ اللّه به عليه من النبوة والملك فسأل ربه عزَّ وجلَّ أن يتوفاه مسلماً حين يتوفاه وأن يلحقه بالصالحين، وهم إخوانه من النبين والمرسلين صلوات اللّه عليهم أجمعين.

إلا أن السيسي حينما اختار الآية حذف منها جزأين اثنين ؛الجزء الأول :كلمة “فاطر السموات والأرض” والجزء الثاني “توفني مسلما”

وكلمة “فاطر السموات والأرض” في الآية جاءت صفة لكلمة “رب” التي بدأ بها نبي الله يوسف دعائه،

وكل دارسي اللغة يعلمون ان كلمة رب تأتي بمعنى المالك أو السيد ،قال تعالى عن لسان سيدنا يوسف في نفس السورة 

(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا)

فحينما تأتي كلمة “فاطر السموات والأرض” بعد كلمة رب فهي لتخصيص الدعاء لله عز وجل الذي خلق السموات والأرض، 

فهناك من ربه هواه ومن ربه الشيطان،فحينما يحذف السيسي كلمة “فاطر السموات والارض” فأي رب كان يقصده طالما ليس رب العالمين؟!! وهل تعمد ذلك ،أم أنطقه به الله كما أنطقه من قبل “وكل اللي ما يرضيش ربنا إحنا معاه، بندعمه ونؤيده”

ثم لماذا يحذف كلمة “توفني مسلما” ويبقي على حرف العطف بعدها “الواو” وجملة “ألحقني بالصالحين” ما مشكلته تحديدا مع دين الإسلام؟!

السيسي الذي ترك أبوه مسقط رأسه المنوفية ولم يجد له مأوى في شرق مصر وغربها سوى في حارة اليهود بحي الجمالية ،الحارة التي ولد فيها السيسي عام 1954 ونشأ وترعرع فيها بين اليهود -وقد تحدث هو بنفسه عن تلك النشأة في لقاء تليفزيوني –

يبدو وكأن علاقة ما قوية تجمعه بالديانة اليهودية، وأنا هنا لا أتحدث عما ذكره الدكتور “كيفين باريت” المحلل العسكري في جريدة “فيترانس توداي” الأمريكية من أن السيسي يهودي ،وأن مصر في حكمه تحت الإحتلال الإسرائيلي ، فأنا لا أمتلك دلائل تثبت هذا القول أو تنفيه، كما وقد شاهدنا من قبل كثيرين ممن هم مسلمون بالاسم ويحاربون دين الإسلام بأشد مما يفعله اليهود.

إنما أتحدث فقط عن علاقة حب عجيبة تجمع السيسي باليهود و الديانة اليهودية؛ تبدو وكأنها ناتجة عن تربيته وسط اليهود منذ الصغر ومعاشرته لهم،الأمر الذي أثر سلبا على علاقته بالدين الإسلامي ،فرأينا تلك الحرب الشعواء التي شنها على الإسلام وتعاليمه ودوره ومساجده منذ اللحظة الأولى للإنقلاب ، فالتاريخ سيحفظ للسيسي أنه أول قائد مصري يحرق المساجد ويصدر القوانين لإغلاق المئات منها بل ويحارب ويجرم ملصقات تدعو للصلاة على نبي الإسلام محمد “صلى الله عليه وسلم”.

والمدهش حقا أن علاقة الحب تلك علاقة متبادلة، الأمر الذي جعلنا نرى صحيفة معاريف العبرية وهي تضع صورة السيسي على صدر صفحتها الأولى وأسفل منها كتبت : السيسي البطل قد استعاد مصر من قبضة الإسلاميين إلى أحضاننا من جديد.

ونستمع كذلك لتصريح السفير الإسرائيلي لدى القاهرة “يعقوب أميتاي” بأن شعب إسرائيل ينظر للفريق “عبد الفتاح السيسي” (وزير الدفاع وقتها) على أنه بطل قومي ليهود العالم أجمع،وهو ما نشرته صحيفة ميدل إيست مونيتور في 21 من يوليو 2013.

وتأتي المقبرة المشيدة منذ ثماني سنوات والآية المحرفة فوقها، لتكشف وتؤكد أن ثمة عداء رهيب يجمع بين السيسي و دين الإسلام ،دفعه لإختيار تلك الآية تحديدا على لسان سيدنا يوسف أحد أنبياء بني إسرائيل ثم يحذف منها دعائه (سواء بقصد أو بغير قصد) بأن يتوفاه الله مسلما.

مقبرة السيسي هي بالفعل إحدى آيات الله التي لاتخطؤها عين ،ولا ينكرها عقل.. فهل من معتبر؟!! 

Exit mobile version