حوار رئيس منظمة «رحمة للعالمين» بأمريكا عمر السمني

أمريكا أرض خصبة لانتشار الإسلام ولدينا مشروعات تحتاج المساندة

أمريكا أرض خصبة لنشر الإسلام لو وجدت المساندة والدعم، فالدين بحاجة إلى دعاة يتفرغون لعرضه وتبيان حقيقته للشعب الأمريكي، وهذا ما تقوم به منظمة «رحمة للعالمين»، إحدى المنظمات الدعوية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولها برامج مميزة في عرض الإسلام وصورته المشرقة، لكنها كغيرها من المؤسسات الإسلامية العاملة في الغرب تفتقر للدعم المادي والمساندة.

وحول الدور الذي تقوم به المنظمة والتعريف بإنجازاتها، وطبيعة عملها، كان لنا هذا الحوار مع رئيسها عمرو نعيم السمني، لدى زيارته لمقر الندوة العالمية للشباب الإسلامي بجدة.

* بداية، حدثنا عن طبيعة عمل المنظمة؟

– أولاً: التركيز على دعوة غير المسلمين للإسلام، خاصة المواطن الأمريكي والأوروبي.

ثانياً: إنشاء كادر من الدعاة سواء ممن دخلوا في الإسلام أو من المسلمين الذين هاجروا إلى تلك البلاد واستوطنوها، أي أن عملها هو دعوي بحت.

منظمة متفردة

* هل هي المنظمة الوحيدة في أمريكا المتخصصة في هذا الميدان؟

– هي الوحيدة على مستوى القارة المتخصصة في إعداد وكفالة الدعاة، ويصل عدد ما تكفله في أمريكا وأوروبا من الدعاة نحو 200 داعية، والتمويل قائم على تبرعات المسلمين أنفسهم في أمريكا.

أبرز الإنجازات

* ما أبرز الإنجازات؟

– في ميدان دعوة غير المسلمين دخل في الإسلام – بحمد الله تعالى – المئات، ودربنا كثيراً من المسلمين على طرق الدعوة وكيفية دحض الشبهات التي تثار حول الإسلام، ونعلمهم كيف يدعون من حولهم والقريبين منهم للإسلام، والخطوات العملية لذلك.

وقمنا بتدريب نحو 1000 متدرب على ذلك، وفي فرع «لوس أنجلوس» دخل الإسلام أكثر من 300 مهتدٍ جديد، ولدينا ميدان جديد للدعوة على الإنترنت، ويدخل من خلاله العشرات للإسلام شهرياً، بفضل الله تعالى.

ويسير العمل في المنظمة بشكل مؤسسي، فلدينا خبراء إداريون وآخرون في التسويق وتحصيل الدعم، ونقوم بالتوظيف الأمثل للإنترنت.

أما المحور الثالث؛ فهو دعم المسلمين الجدد، حيث يدخل كثيرون في الإسلام ولا توجد لهم متابعة، فيواجهون مشكلات منذ بداية الطريق، وعليه أوجدنا قسماً خاصاً بالعناية بالمسلمين الجدد، وذلك منذ دخوله الإسلام إلى أن يصبح داعية بإذن الله تعالى.

مخاطبة بالمنطق والعقل

* كيف توجهون خطابكم للمجتمع الأمريكي؟

– المجتمع الأمريكي مجتمع مادي بحت، وعليه لابد من مخاطبته بالمنطق والعقل، فما رأيت شعباً عقلانياً يعتمد على المنطق والعقل كالشعب الأمريكي، وبحمد الله فإن الإسلام يمنح العقل والفكر اهتماماً واحتراماً بالغين، وأكثر ما ندخل به إلى العقل الأمريكي هو الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وذلك بعكس شعوب أمريكا اللاتينية التي تخاطبها بالعاطفة، في حين نجد عند الكثيرين توازناً بين المادة والروح، أما الأوروبيون فلا يمتلكون النزعة الروحانية هذه.

* هل تنتقون المتحدثين لديكم؟

– لدينا متخصصون ومتمرسون، وخبرات طويلة، جميعهم أمريكيون، ومن أئمة الدعوة مثل «يوشع إيفنس»، و«زيد شاكر»، ومعروفون على الساحة الأوروبية والأمريكية وعلى مساحات كبيرة.

صورة سلبية

* كيف تواجهون الإسلاموفوبيا؟

– ميزة الشعب الأمريكي كما ذكرت أنه شعب منطقي وعقلاني، فنحن نخاطب العقل، وهذه توفر تربة خصبة جيدة جداً لنشر الإسلام، وحوالي 73% الآن من الشعب الأمريكي لديه صورة سلبية عن الإسلام، كما في آخر الإحصاءات، ولكن لو خاطبته بالمنطق والحوار يستمع إليك ويستجيب، ولو كان لديك حجة يقتنع، و99% من الذين حدثناهم إذا لم يقتنعوا أن الإسلام هو الدين الحق فهم على الأقل يغيرون تصورهم عن الإسلام.

* ما أبرز ما يواجهكم من مشكلات؟

– هناك تحديات كثيرة، لكن توفر الحرية الدينية وحرية الدعوة التي يكفلها الدستور، تفتح أمامنا مجالات واسعة، لكن بعد التوسع أصبح لدينا كثير من الدعاة يحتاجون لمن يكفلهم، فباتت الأعباء كبيرة، خاصة مع ازدياد النفقات الناجمة عن توسع مشروعاتنا.

* ما عدد المسلمين في أمريكا؟

– إحصاءات المنظمات الإسلامية تقول: إنهم حوالي 6 ملايين، لكن الحكومة الأمريكية لا تعترف إلا بنصف هذا العدد أي نحو 3 ملايين.

إنتاج فيلم سينمائي

* علمت أنكم بصدد إنتاج فيلم عن الإسلام؟

– بدأنا فيه في مارس الماضي، وتولدت فكرته في إطار الحاجة الماسة للإعلام، ومهما بذل دعاتنا من جهد ومهما تواصلوا مع الناس في الشارع فكم من العدد سيصلون إليه؟ لكن لدينا الملايين من البشر ولا سبيل للوصول إليهم إلا بهذه الطريقة.

وقد تواصلنا مع كثيرين ممن يعملون في مجال السينما والإعلام، وجاءتنا هذه الفكرة، وكان معنا منتج ويعمل في مجال السينما، اجتمعنا به ليساعدنا في بعض المنتجات الإسلامية، فأخذ يحدثنا عن خبرته في السينما، فتم الاقتراح بإنتاج فيلم إسلامي ليصل إلى الملايين من البشر، حيث يتابع معظم العالم الفيلم الأمريكي باهتمام.

وعليه بدأنا في تنفيذ الفكرة، وعَّينا الكتّاب من العاملين والمتمرسين في هوليود، وعملنا معهم على صياغة النص ليكون غير مخالف للضوابط الشرعية، وهو عبارة عن قصة مثيرة بها «أكشن»، وبين السطور يوجد رسائل غير مباشرة عن الإسلام ليستمتع بها المشاهد، وقد اخترنا كل شيء حتى الممثلين، ومررنا بنصف المرحلة حتى الآن.

وسيكون بطل الفيلم ممثلاً أمريكياً يعكس شخصية بوليسية مسلمة، ومحققاً في مركز شرطة لوس أنجلس، ويعرض لكيفية تعامله مع المشكلات، ولديه أخلاق ممتازة جداً، فهو لا يكذب ولا يخدع ويحافظ على صلواته وواجباته الدينية، ويتعامل بمصداقية عالية وذكاء كبير مع المشكلات التي تواجهه.

كما يقوم بالتصدي للحوادث الإجرامية، والتي يتم التوصل إلى مرتكبيها ويتم اتهامهم بالإرهاب، أو يتم الإيحاء بوجود بصمات عربية أو إسلامية بمرتكبيها، ومن هنا يبدأ دخوله في القصة.

ونهدف بهذا الفيلم إلى محو الشبهات عن الإسلام، ويبدأ في حل المشكلات بمنظور إسلامي، بحيث يخرج المشاهد بانطباع إيجابي عن الإسلام، ومن المتوقع أن ننتهي منه في عام 2014م، ولو نجح هذا الفيلم سيكون سبقاً إعلامياً وسينمائياً.

انتشار الإسلام

* ما مدى تقبُّل الأمريكيين للإسلام؟

– أمريكا – برأيي – هي من أكثر البلدان المؤهلة لقبول الإسلام وانتشاره، إذ إنه ورغم قلة عدد العاملين في حقل الدعوة الإسلامية، فإن النتائج كبيرة جداً، ووفقاً للإحصاءات الحكومية المتخصصة بنمو الأديان: فقد نما الإسلام ما بين عامي 2000 – 2010م بنسبة 66.7%، في حين نمت المسيحية في ذات الفترة بنحو 12.8% فقط وهو ما نراه فارقاً كبيراً جداً.

* هل لدى الأمريكيين فكرة ازدراء الأديان؟

– لعلك تقصد جريمة حرق القرآن الكريم، ومن قام بهذا شخص موتور، لكن الشعب الأمريكي يحترم الأديان، وهو رفض ذلك، وأمريكا قارة وليست شعباً فقط، حيث يزيد عدد المواطنين الأمريكيين على 300 مليون نسمة، حسب إحصاء عام 2010م، ولو تم حساب الجنسيات الأخرى من المهجرين والمقيمين لأصبحوا 350 مليوناً.

فلو كان فيهم ألف شخص بفكر متطرف فهم لا يعدون شيئاً، فالشعب الأمريكي عموماً يحترم الأديان، فحينما تقول: ديني يقول كذا ينتهي الأمر، حتى ولو كان يختلف معك، ولكنهم بلا شك يتأثرون بـ«فوبيا» الإعلام عن الإسلام، إلا أن ما يخفّف من آثار ذلك كونه شعباً قارئاً وباحثاً، وعليه فليس كل ما يسمعه يصدقه بالمطلق، فحينما يسمع أي شيء يدخل محركات البحث مثل «جوجل» ويقرأ عنه.

أبحاث علمية

* ألا تفكرون في اغتنام هذه الرغبة في التعريف بالإسلام؟

– لدينا مجموعة من الكتب الدينية التي نسعى لنشرها، منها كتاب وضعناه وهو عبارة عن عدة أبحاث مجتمعة، جزء منها من عملنا، وجزء آخر شاركنا فيه بعض الباحثين، وسميناه «كيف تثبت الإسلام؟»، وهي أبحاث علمية تخاطب العقل، وهناك كتاب آخر واسمه «التوراة والأناجيل والقرآن والعلم» للطبيب الفرنسي الشهير «موريس بوكاي» الذي اعتنق الإسلام وأصبح من دعاته، وهو كتاب معروف وهو من أشهر الكتب التي نوزعها ويلقى قبولاً كبيراً جداً.

الحاجة للدعم

* ما الذي تطمحون إليه؟

– لدينا مشروعات جيدة ونافعة ومهمة تحتاج للدعم والمساندة من كافة المنظمات الإسلامية والجهات المعنية بالإسلام وأهله، منها إنشاء معهد لإعداد الدعاة في أمريكا، وبدأنا فيه ونرجو إتمامه، ولدينا فيه نظام دراسي على الإنترنت، وبه كل المنهج الذي يدرسه الداعية، ثم أخذنا ننتقل به بين المساجد، ووجدنا مبنى كبيراً جداً يمكنه أن يضم معهد الدعاة والقناة الفضائية التي نسعى لإنشائها لتوجيهها لدعوة الأمريكيين للإسلام.

* كيف ترى مستقبل المنظمة؟

– أتوقع مستقبلاً جيداً لها، لو أنها سارت بذات خطى النمو الذي تسير به الآن، فهي تعمل في 15 دولة، وخطتنا أن يتوسع العمل إلى 30 دولة في أوروبا والشرق الأقصى والدول الكبيرة والمؤثّرة سياسياً واقتصادياً؛ كاليابان والصين وهونج كونج، وفي أمريكا الجنوبية نسعى للبرازيل والمكسيك، مستهدفين العالم أجمع إن شاء الله تعالى.

مؤهلات الداعية

* هل تضعون شروطاً معينة للداعية؟

– لابد أن يكون مثقفاً ومحيطاً بالعلم الحديث، ويتدرب لدينا لعدة أشهر، ولو وجدنا لديه قابلية نضعه في برنامج لمدة شهر في تدريب مكثف، ولو نجح فيه يتوظف لدينا ويدخل تحت الكفالة التي تبلغ 3000 دولار شهرياً، ويتفرغ للدعوة ونكفل له حياة كريمة حتى يتفرغ لدعوته، ليدخل على يديه المئات لدين الإسلام بإذن الله تعالى.

موقف غريب

* هل تذكر موقفاً غريباً في مسيرتكم الدعوية؟

– كانت لدينا امرأة تشارك في برنامج عن دحض الشبهات عن الإسلام، وتحضر برامجنا الدعوية التي تخاطب غير المسلمين، حضرت معنا 4 أشهر، وكنا نظنها امرأة عادية تريد أن تتعلم الإسلام، ولكن اتضح لنا أنها منصِّرة وقسيسة من البروتستانت وزوجة لقسيس منصِّر، وكانت تهدف من حضورها ومشاركتها دعوة المسلمين للنصرانية، من خلال التعرف أولاً على برامج المسلمين لتكون مدخلاً إليهم، لكن وبفضل الله تعالى وبعد هذه المدة أفصحت لنا عن هويتها وغايتها، وفي الشهر الثالث أعلنت إسلامها، وهجرت فكرة التثليث واقتنعت بالمنطق والعقل، وأن القرآن من عند الله سبحانه، وكان يوم دخولها الإسلام عيداً كبيراً لنا جميعاً.

Exit mobile version