4 انتقالات ناجحة على مدى 10 سنوات من الانقلابات في أفريقيا

4 انتقالات ناجحة شهدتها بعض دول أفريقيا جنوب الصحراء، طوال العقد الماضي، إثر انقلابات انتهت بالعودة إلى النظام الدستوري، وتسليم السلطة لأطراف مدنية

4 انتقالات ناجحة شهدتها بعض دول أفريقيا جنوب الصحراء، طوال العقد الماضي، إثر انقلابات انتهت بالعودة إلى النظام الدستوري، وتسليم السلطة لأطراف مدنية، تسلسل بترته الأحداث على الأرض في بوركينا فاسو، حين تقلّد الجيش الحكم في الفترة الانتقالية التي تلت الإطاحة بالرئيس البوركيني المستقيل “بليز كمباوري” أواخر أكتوبر الماضي، ولم تسفر المفاوضات الجارية حالياً بشأن تسليم السلطة إلى طرف مدني، عن نتائج تذكر.

على إثر استقالة الرئيس البوركيني السابق “بليز كمباوري”، تقلد الجيش البوركيني السلطة وإلى حد اليوم تتواصل المفاوضات بين جميع الأطراف بخصوص إدارة المرحلة الانتقالية التي من المنتظر أن تقود إلى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية.

وإن تميزت ردود الأفعال الرسمية على مغادرة “كمباوري” في دول المنطقة بشُحّها، فإن كلاً من ائتلاف الأحزاب الحاكمة في مالي (التجمع من أجل مالي، آر بي آم)  بقيادة الرئيس       المالي “إبراهيم بوبكر كايتا، والحزب الحاكم بالنيجر (الحزب النيجيري للديمقراطية والاشتراكية، أبديا “رضا” عن المنحى الذي أخذته الأحداث.

وتفهم المواقف الرسمية لكلا البلدين، على ضوء مرورهما بتجربة مماثلة عامي 2010 و 2012م، بعد أن تلى انقلابين عسكريين، تسليم الحكم لأطراف مدنية على إثر انتخابات.

1-        غينيا 2008م:

تسببت وفاة الرئيس “لانسانا كونتي” في انقلاب 22 ديسمبر 2008م الذي قاده “موسى داديس كامارا”، وقرر على إثره تعليق العمل بالدستور وبجميع الهياكل المرتبطة به.

وأصيب “لانسانا كونتي” برصاصة في رأسه، عاماً واحداً بعد وصوله إلى أعلى هرم السلطة، تحول إثرها للعلاج في المغرب حيث التحق به الجنرال “سيكوبا كوناتي” الذي أشرف       على إدارة المرحلة الانتقالية، بعد مفاوضات أمنها “بليز كمباوري”.

وأسفرت الانتخابات الغينية التي انتظمت بعد سنتين من المرحلة الانتقالية عن فوز “ألفا كوندي” ليصبح أول رئيس منتخب ديمقراطياً في تاريخ الجمهورية الغينية.

2-        النيجر:

جاء انقلاب 18 فبراير 2010م الذي قاده الجنرال “سالو دجيبو” كنتيجة تكاد تكون طبيعية لأزمة دستورية دامت 9 أشهر قام خلالها الرئيس النيجيري “مامادو تانجا” بتمديد           فترة حكمه بـ 3 سنوات عبر استفتاء وبحل  اثنتين من المؤسسات الجمهورية، مجلس الشيوخ المرتبط بالبرلمان والمجلس الوطني المرتبط بالمحكمة الدستورية. 

واستولى المجلس العسكري على الحكم مطلقاً على نفسه اسم “المجلس الأعلى من أجل إعادة الديمقراطية”، ورسم لنفسه هدفاً يتمثل في إعداد الانتخابات وإرساء أسس نظام ديمقراطي في البلاد.

وأوفى المجلس العسكري بوعوده وقام بتنظيم انتخابات في يوليو 2010م مقرراً في الآن ذاته تحييد الجيش عن العملية الانتخابية بمنعه من أن يكون طرفاً فيها، وأسفرت               صناديق الاقتراع عن فوز “مامادو يوسوفو” الرئيس الحالي للنيجر.

3-        مالي:

قادت هزيمة الجيش المالي أمام الحركات المتمردة شمالي البلاد منذ يناير 2012م إلى انقلاب عسكري بعد أن تعرض النظام إلى انتقادات حادة بصفته المسؤول الأول عن الصفعة التي تلقاها الجيش المالي، دون اكتراث بالمعطى العسكري الذي يرجح كفة الجماعات المسلحة على الجيش النظامي المالي على إثر وصولها إلى مخازن الأسلحة في ليبيا       بعد سقوط نظام “معمر القذافي”.

في الليلة الفاصلة بين 21 و22 مارس 2012م، أي قبل نحو أكثر من شهرين من نهاية حكم الرئيس المالي “أمادو توري”، قامت “اللجنة الوطنية للإصلاح الديمقراطي              ولإعادة الدولة” بقيادة النقيب “أمادو سانغو”، بالانقلاب على هذا “توري”.

وتمكنت وساطة أمنتها “المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا” (سيداو)، جنباً إلى  جنب مع بوركينافاسو، من إقناع “سانغو” بتسليم المؤسسات الديمقراطية للدولة كي تعود              بموجبها الرئاسة الانتقالية للبلاد، إلى رئيس المجلس الوطني.

وبناء على ذلك، تم تعيين “ديوكوندا تراوري” كرئيس انتقالي يوم 12 أبريل 2012م على إثر الاستقالة الرسمية للرئيس السابق “أمادو توري”.

وتمخضت الانتخابات الرئاسية لـ 28 يوليو (الدور الأول) و11 أغسطس 2013م (الدور الثاني) عن صعود “إبراهيم بوبكر كايتا” إلى سدة الحكم في مالي.

4-        غينيا بيساو:

تزامن انقلاب 12 أبريل 2012م الذي قاده الضابط “مامادو توري كوروما” مع احتجاجات كبيرة رافقت نتائج انتخابات الدور الأول للانتخابات الرئاسية.

وتم إيقاف الرئيس الانتقالي للبلاد منذ عام 2012م “رايموندو بيريرا”، بعد وفاة “مالام باكاي سانها” كما اعتقل رئيس الحكومة السابق “كارلوس غوميز جونيور” ووقع تعيين مجلس وطني انتقالي لقيادة البلاد.

وانعقدت الانتخابات التي كان من المقرر أن تجرى في عام 2012م، بتأخير سنتين في مايو 2014م، وأسفرت عن فوز “خوزي ماريو فاز” الرئيس الحالي لغينيا بيساو.

وقطفت غينيا بيساو ثمار العودة إلى النظام الدستوري بأن شهدت عودتها إلى عضوية الاتحاد الإفريقي، التي علقت بسبب الانقلاب.

 

Exit mobile version