تدمير غزة .. “عدوان” عند أبو مازن و”حرب” عند بان كي مون و”أزمة” عند السيسي

الرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي”، والذي افتتح المؤتمر، وصفها بـ”الأزمة ”

بينما حرص أغلب الممثلين عن الوفود الأجنبية، في مؤتمر إعمار غزة، الذي استضافته القاهرة أمس الأحد، على تجنب توصيف ما حدث بقطاع غزة في شهري يوليو وأغسطس الماضيين، كان من اللافت أن نفس الحدث تم وصفه بثلاثة أوصاف مختلفة خلال ثلاث مداخلات.

الرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي”، والذي افتتح المؤتمر، وصفها بـ”الأزمة ” عندما قال: إن هذا المؤتمر يمثل خطوة مهمة لا غنى عنها لدعم الجهود المصرية التي انطلقت منذ اندلاع الأزمة الأخيرة في غزة.

واعتادت الأذن العربية على سماع كلمة “عدوان” في وصف الممارسات “الإسرائيلية” بما تعنيه من تجبر طرف قوي على طرف ضعيف، وهي نفس الكلمة التي استخدمها الرئيس الفلسطيني “محمود عباس”، عندما قال: إن ما جرى من عدوان “إسرائيلي”، وما نتج عنه من دمار ومآسٍ في قطاع غزة، أمر لا يمكن احتماله، ولا يمكن المرور عليه دون محاسبة.

وحرص الأمين العام لجامعة الدول العربية “نبيل العربي” على استخدام نفس الوصف، عندما قال في كلمته بالمؤتمر: وأتقدم بالشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية رئيساً وحكومة وشعباً على الجهد الكبير الذي بذلته وحققت فيه نجاحاً مقدراً من خلال مبادرتها التي أدت إلى وقف العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة.

واستخدم “بان كي مون”، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وصفا ثالثاً، وهو “الحرب” بما تعنيه من وجود طرفين يتبادلان استهداف بعضهما بعضاً، وقال: لقد قتل أكثر من 2,100 فلسطيني خلال الحرب الأخيرة بالإضافة إلى أكثر من 70 “إسرائيلياً”.

هذا التباين في استخدام المصطلحات بين “الحرب” و”الأزمة” و”العدوان” يرجعه محي الدين عثمان محسب، الأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة المنيا (وسط مصر)، والمتخصص في علم الدلالة اللغوية، إلى ما سماه بـ”المواقف والتوجهات السياسية”. 

واعتبر محسب استخدام الرئيس المصري لكلمة “الأزمة” نوعاً من “الذكاء السياسي”، بسبب طبيعة الموقف السياسي لمصر، والمعنى اللغوي لكلمة أزمة.

وقال: مصر تمارس دور الوسيط في حل الأزمة، ومن ثم فإن هذا الموقف السياسي فرض استخدام هذا اللفظ.

وفضلاً عن ذلك أشار أستاذ علم اللغويات إلى أن كلمة “أزمة” لها بعد زمني، وهي أنها غير مقتصرة على حدث بعينه، ولكن ما حدث في يوليو وأغسطس حلقة ضمن حلقات سابقة.

أما عن استخدام أوصاف “عدوان” و “حرب”، فيرى أستاذ علم اللغويات أنها معبرة عن توجهات قائليها، وقال: عدوان عندما تأتي على لسان الرئيس الفلسطيني والأمين العام لجامعة الدول العربية فهي تعبير عن تحيزهما المنطقي والطبيعي للطرف الفلسطيني، أما الأمين العام للأمم المتحدة فكلمته تعبر عن تحميله المسؤولية للطرفين.

وخلال اندلاع الأحداث ظهر هذا التوجه السياسي لـ”بان كي مون”، والذي دعا الطرفين إلى ضبط النفس والبحث عن حلول دائمة.

وعبر “بان كي مون”، في مستهل الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن في 10 يوليو لبحث التطورات في “إسرائيل” وقطاع غزة، عن رفضه لإطلاق “حماس” صواريخ نحو الأراضي “الإسرائيلية”، متهماً إياها بـ”التصرف غير المسؤول”، وانتقد في المقابل الحكومة “الإسرائيلية” لقصفها مدنيين، معتبراً أن ردها على الصواريخ كان “عنيفاً”.

 

Exit mobile version