(1) مواقف وكلمات من سيرة الدعاة والحكماء

مواقف وكلمات من سيرة الدعاة والحكماء

 

قول البصري لأبن هبيرة

لما ولي عمر بن هبيرة الفزاري العراق، وذلك في أيام يزيد بن عبد الملك، استدعى الحسن البصري ومحمد بن سيرين والشعبي، فقال لهم: إن يزيد خليفة الله استخلفه على عباده، وأخذ عليهم الميثاق بطاعته، وأخذ عهدًا بالسمع والطاعة، وقد ولاّني ما ترون، فيكتب إليَّ بالأمر من أمره، فأنفذ ذلك الأمر، فما ترون؟

فقال ابن سيرين والشعبي قولاً فيه تَقيَّة[1]، قال ابن هبيرة: ما تقول يا حسن؟

فقال: يا ابن هبيرة، خف الله في يزيد ولا تخف يزيد في الله! إن الله يمنعك من يزيد وإن يزيد لا يمنعك من الله، يا ابن هبيرة، إن تعص الله فإنما جعل الله السلطان ناصرًا لدين الله وعباده، فلا تركبَنَّ دين الله وعباده لسلطان؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.


 

فطنة شاعر

ذهب شاعر إلى الملك وأنشده شعراً قال الملك:

– أطلب ما تشاء

– قال: هل تعطينى؟

– قال: أجل

– قال أريد أن تعطيني دنانير بمثل الرقم الذي أذكره في الآيات القرآنية

– قال: حباً وكرامه

– قال الشاعر:قال الله تعالى: { إلهكم إله واحد } فأعطاه ديناراً

– قال: { ثاني أثنين إذ هما في الغار} فأعطاه دينارين

– قال: { لا تقولوا ثلاثة انتهوا } فأعطاه ثلاثة دنانير

– قال: { ولا ثلاثة إلا هو رابعهم } فأعطاه أربعة دنانير

– قال : { ولا خمسة إلا هو سادسهم } فأعطاه خمسة دنانير وستة

– قال: { الله الذي خلق سبع سموات } فأعطاه سبعة دنانير

– قال: { ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية } فأعطاه ثمانية

– قال: { وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض } فأعطاه تسعة

– قال: { تلك عشرة كاملة } فأعطاه عشرة دنانير

– قال: { إني رأيت أحد عشر كوكباً } فأعطاه أحد عشر ديناراً

– قال: { إن عدة الشهور عند الله إثنى عشر شهراً في كتاب الله } فأعطاه إثنى عشر

– ثم قال الملك: أعطوه ضعف ما ذكر واطردوه

– قال الشاعر: لماذا يا مولاي؟!

– قال: خفت أن تقول: { وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون}.


 

 

Exit mobile version