حوار مع مدير الرحمة العالمية في إندونيسيا

جهود خيرية كويتية تد عم آفاق التعاون مع الشعوب الإسلامية

جهود خيرية كويتية تد عم آفاق التعاون مع الشعوب الإسلامية

نشرف على كفالة ما يزيد على 2700 يتيم ويتم تقديم البرامج التربوية والتعليمية المختلفة لهم

نقوم بدعم أكثر من 60 مدرسة إسلامية في القرى والجزر النائية لضمان بقائها واستمرارها في ظل ظروف التعليم الصعبة

نعمل على دعم المشاريع الصغيرة كتوزيع قوارب صيد وعربات طعام بالإضافة لعقد دورات لتأهيلهم

المسلم الآسيوي ينظر إلى بلدان الشرق الأوسط على أنها راعية الإسلام ومصدره وحين يتلقى تبرعات منها يشعر بالرابطة القوية بين المسلمين

 

أصبح العمل الخيري الكويتي سمة بارزة في تاريخ وحاضر الكويت؛ لما له من دور إنساني بالغ تجاوز حدود الجغرافيا.. هنا عبر هذا الحوار نلقي الضوء على جهود إحدى المؤسسات الخيرية؛ وهي «الرحمة العالمية» التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي، وذلك بلقاء مع الأستاذ علي زعيتر، مدير مؤسسة الإصلاح في إندونيسيا، التي تتعاون مع الرحمة العالمية وتقوم بتنفيذ برامجها في إندونيسيا.

 * بداية نود التعرف عليكم وعلى المؤسسة التي تعملون بها؟

– أعمل حالياً مديراً لمكتب إندونيسيا ومشرفاً على بعض المؤسسات الخيرية والتي تعمل في مجال الأعمال الخيرية العامة، والتعليمية المتخصصة. 

وتتعاون مؤسستنا مع جمعية الإصلاح الاجتماعي بدولة الكويت متمثلة في الرحمة العالمية، حيث يقوم عليها ثلة من أبناء الكويت المخلصين الذين يبذلون جهداً مضنياً في سبيل توفير المشاريع الخيرية والتعليمية، وتوفير المتبرعين من أهل الكويت الطيبين الذين يمدون أيديهم إلى إخوانهم في إندونيسيا، فجزاهم الله خيراً.

* مكتبكم صاحب خبرة كبيرة تراكمت عبر السنوات، حدثنا عن البداية والانطلاق؟ 

– نحن نعمل في إندونيسيا منذ عقدين من الزمن، وقد قدمت مؤسستنا خدمات كثيرة ومتنوعة للشعب الإندونيسي، وقد تتدرج المكتب في العمل كشأن المكاتب الحديثة، وكانت البداية في أنشطة كفالة الأيتام والمشاركة في أنشطة الإغاثة وبناء بعض الفصول الدراسية والمساجد.

ثم توسعت الأنشطة متجاوزة الكفالات والإغاثات إلى الإسهام في بناء الفرد الإندونيسي؛ لتشمل عدة محاور، من أهمها فتح مجمعات تعليمية، لحاجة المجتمع لتعليم متميز، ومن تلك المحاور:

أولاً: تدريس العلوم الشرعية:

فلدينا معهد جامعي الدراسة فيه باللغة العربية فقط، ويقوم بإعداد الدعاة والمعلمين، ومقره جاكرتا، وبه سكن داخلي للطلاب، ويستقبل طلاباً من إندونيسيا وغيرها كالفلبين وكمبوديا ودار السلام، وخريجوه اليوم – والحمد لله – منتشرون من آتشه غرباً إلى بابوا شرقاً، وقد خرجنا حتى الآن عشر دفعات بواقع 575 خريجاً يعملون في حقل التعليم والتربية.

ثانياً: دور تحفيظ القرآن الكريم:

فهناك «دار الجندل» لتحفيظ القرآن الكريم، حيث يخرّج سنوياً ما لا يقل عن ثلاثين حافظاً، كما أن هناك دور قرآن ضمن مرافق المجمعات التعليمية في كل من مركز مريم الخال في سومطرة الشمالية، ومركز القرآن في مجمع آتشه التعليمي.

ثالثاً: المجمعات التعليمية:

 وقد كانت هذه المجمعات قفزة نوعية في العمل الخيري في إندونيسيا، حيث استطعنا تأسيس خمسة مجمعات تعليمية بواقع 5 آلاف طالب وطالبة، بالإضافة سكن داخلي للطلاب، حتى يتم تربيتهم بشكل أفضل، ويُقدَّم للطالب فيها برامج نوعية شاملة ابتداء بالقرآن الكريم تلاوة وحفظاً وتدريساً، إلى اللغة العربية والعلوم العصرية، وانتهاء بصقل المهارات المتنوعة كالمهارات الحرفية وغيرها.

رابعاً: برامج كفالة الأيتام وكفالة طلاب العلم:

حيث يشرف مكتبنا على كفالة ما يزيد على 2700 يتيم ويتيمة، ويقدم لهم – بجانب الكفالة – البرامج التربوية والتعليمية المختلفة، كما يشرف مكتبنا على دعم أكثر من 60 مدرسة إسلامية في القرى والجزر النائية، حيث نقدم لها دعماً مادياً مناسباً لضمان بقائها واستمرارها في ظل ظروف التعليم الصعبة.

خامساً: بناء المساجد وحفر الآبار وتوفير بعض المشاريع الصغيرة للفقراء:

وقد قعطنا شوطاً كبيراً في هذه المجالات، واستطعنا الوصول إلى أماكن نائية وقمنا ببناء المساجد فيها، وقد قامت مؤسستنا ببناء ما يزيد على 178 مسجداً فقط في العام الماضي، كما قمنا بحفر مئات الآبار في ربوع إندونيسيا؛ بغية استخدام الماء الصالح للشرب والاستخدام اليومي للفقراء والمحتاجين.

كما قامت مؤسستنا بطباعة القرآن الكريم وترجمته وتوزيعه على نطاق واسع في إندونيسيا، ويوجد لدينا مجلة فصلية ناطقة باللغتين العربية والإندونيسية، ولدينا قسم الترجمة يقوم بترجمة الكتب الهادفة باللغة المحلية لتسهم في توعية المواطن الإندونيسي.

* من المعلوم أن نسبة الفقر مرتفعة في إندونيسيا، ما إستراتيجيتكم بشكل عام لمواجهة تحديات الفقر؟

– هناك إستراتيجية للتخفيف من معاناة الفقراء، منها دعم المشاريع الصغيرة؛ فنقوم بتوزيع قوارب صيد وعربات طعام، إضافة إلى ذلك الإسهام في تأهيل الفقير من خلال عقد دورات خياطة، فمعظم مجمعاتنا من ضمن مرافقها معامل خياطة، وكذلك يوجد في بعض مجمعاتنا عيادات صحية تسهم في علاج الفقير بأسعار رمزية، كما في مجمع مريم اليحيى في سومطرة الشمالية.

ولا أنسى التأكيد على أن مجمعاتنا التعليمية تكفل تعليماً بسعر بسيط، وتعليماً متميزاً؛ فمجمعاتنا التعليمية تسهم في التخفيف من معاناة الطلاب الأيتام أو الفقراء.

إضافة إلى ذلك، فإن المجمعات توفر فرص عمل لأعداد مناسبة من الكوادر والعمال، وذلك يصب في هذا المجال أيضاً؛ حيث توفر مؤسستنا ما يزيد على 650 فرصة عمل في مجال التربية والتعليم والإدارة والخدمات. 

* لكم تجربة في التعامل مع قضايا المرأة الاجتماعية كونها العمود الأساسي في الأسرة، ما أبرز برامجكم المقدمة لها؟

– بالنسبة للمرأة الإندونيسية حسب التركيبة الاجتماعية للبيئة هنا، نجدها مشاركة للرجل في كل مجال، وفي كل مجمعاتنا يتواجد طلاب وطالبات، ومدرسون ومدرسات، ومشرفون ومشرفات.

ونستخدم منهج الفصل بين الطلاب والطالبات لاسيما في الصفوف المتوسطة والثانوية؛ مما يوفر للطالبة والمعلمة البيئة المحافِظة في العمل والاستفادة من خبراتها في مجال التربية والتعليم.

كذلك لدينا مراكز تحفيظ قرآن خاصة بالمرأة، وهناك أعداد من الطالبات الراغبات في حفظ القرآن كاملاً والتفرغ له؛ فنقوم بتوفير الجو المناسب والمحفِّظات المتمكنات.

وأشير هنا إلى اعتمادنا بشكل كبير في إدارة أعمالنا التعليمية على العنصر النسائي؛ حيث تحتل المرأة عندنا ما يزيد على 70% من الوظائف الإشرافية والإدارية في المجمعات.

* ماذا عن اهتمامكم بالأطفال ورعايتهم من أبناء الأسر المستحقة؟

– بالنسبة لمجال الأطفال عموماً في كل مجمع روضات للأطفال، فالمجمع يحتوي على مدارس من الروضة إلى الثانوية العامة، وبالنسبة للطفل اليتيم يمكن أن نسكنه في السكن الطلابي إنْ بلغ عمره عشر سنوات وكانت لديه رغبة، فنتولى تربيته ورعايته أفضل مما لو كان عند أحد أبويه؛ تربوياً ومعيشياً.

وهناك أطفال قد لا يرغب أهلوهم في أن يمكثوا في السكن، أو أن سنهم لا تسمح بمفارقة أهليهم؛ فنكفلهم في بيوتهم، وفي كل منطقة يوجد لدينا مشرف أيتام يتابعهم حسب برنامج معدّ فقط للأيتام.

* الأيتام هم إحدى أبرز الفئات التي تلقى اهتمام وعناية من المتبرعين، ما الذي قدمتموه في هذا المجال خلال مسيرتكم؟

– رعاية اليتيم في المؤسسة هدف أساسي، والمؤسسة ترعاه رعاية شاملة بما يكفل تميزه عن أقرانه، ولا نقتصر على الكفالة المادية، بل رعايته اجتماعياً وتربوياً، وقد أشرت سابقاً إلى احتضان الأيتام في مجمعاتنا وإيوائهم ورعايتهم وتربيتهم والاعتناء بهم.

Exit mobile version