الثامن والعشرون من شهر رمضان المُبارك

طارق بن زياد يحثّ المسلمين على الصمود في الميدان، ثم خطب فيهم خطبته البليغة المشهورة

عام 9هـ:

في الثامن والعشرين من شهر رمضان 9هـ الموافق 1 يناير 631م جاء وفد ثقيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلنوا دخولهم في الإسلام.

عام 92هـ:

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق 19 يوليو 711م، وقف القائد العربي العظيم طارق بن زياد يحثّ المسلمين على الصمود في الميدان، ثم خطب فيهم خطبته البليغة المشهورة، التي بدأها بقوله:

“أيها الناس، أين المفّر، البحر من ورائكم والعدو أمامكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيوشه وأسلحته وأقواته، وهي موفورة، وأنتم لا حول لكم إلا سيوفكم ولا أقوات لكم، إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم، وإن امتدت بكم الأيام لافتقاركم ولم تنجزوا لكم أمراً ذهبت ريحكم وتعوضت القلوب من رعبها منكم الجرأة عليكم؛ فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجرة هذه الطاغية، ما فعلت من شيء فافعلوا مثله، إن حملت فاحملوا، وإن وقفت فقفوا ثم كونوا كهيئة رجل واحد في القتال، وها أنا ذا حاملٌ حتى أغشاه فاحملوا حملتي، واكتفوا لهم من فتح هذه الجزيرة بقتله، فإنهم بعهد يخذلون”.

وبفضل هذا القائد فتح العرب المنطقة الجنوبيّة من إسبانيا، وتُعرف باسم “أندلوسيا”، في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك، وما هي إلا سنوات لا تزيد على سبع حتى سيطروا على إسبانيا كلها تقريباً، وأطلقوا عليها اسم الأندلس، وهو تحريف لكلمة “أندلوسيا”، في عام 756م أسّس عبدالرحمن الداخل الدولة الأموية في الأندلس، وجعل عاصمتها مدينة قرطبة، في عام 929م أعلن عبدالرحمن الثالث قيام الخلافة الأموية في الأندلس، وفي عهده بلغ العرب في إسبانيا أوج مجدهم، وبلغت حضارتهم أوج ازدهارها، ولكن الانحلال ما لبث أن دبّ إلى جسم الخلافة الأموية الأندلسية، فتفرق أهلها شيعاً، ففي كل ناحية أميرٌ ودولة، وهكذا ظهر “ملوك الطوائف” ابتداء من مطلع القرن الحادي عشر الميلادي، وقد أنشأ هؤلاء الملوك دويلات هزيلة متناحرة بلغ عددها ثلاثة وعشرين دولة ما بين عام 1009 وعام 1091م، عندما قضى عليها المرابطون، وبعد المرابطون سيّطر الموحّدون على إسبانيا الإسلامية، ويُعتبر بنو نَضرْ أو بنو الأحمر آخر أسرة إسلامية حكمت الأندلس، وبسقوطهم عام 1492م انتهى تاريخ العرب في إسبانيا، وغادرها حاكمها أبو عبدالله الصغير، بعد أن ألقى نظرة تحسّر وبكاها، فقالت له أمه:

يحق لك أن تبكي كالنساء ملكاً

                          لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال

من هو طارق بن زياد؟

طارق بن زياد بربري من قبيلة الصدف، وكانت مضارب خيام هذه القبيلة في جبال المغرب العالية، وهي قبيلة شديدة البأس، ديانتها وثنية، وكان طارق بن زياد فارساً شجاعاً مقداماً، وكان غازياً بطاشاً.

وقد دخلت القبائل الوثنية في الإسلام، ومن بينها قبيلة طارق بن زياد، ذلك الفارس الشاب الذي أعجب موسى بن نصير بشجاعته وقوته، ولهذا عهد إليه بفتح شمال أفريقيا، وحارب طارق المشركين ودخل الكثيرون منهم في الإسلام وتم أسر من لم يسلم منهم.

عام 753هـ:

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك وكان يوم الأربعاء، تُوفي الإمام بهاء الدين أبو عبدالله مُحَمّد بن علي بن سعيد الدمشقي، المعروف بابن إمام المشهد، بدمشق، وصُلي عيه بجامعها ودُفن بمقابر باب الصغير، سمع من أبي نصر بن الشيرازي، وأحمد بن علي الجَزَري، وأبي الحسن علي بن مُحَمّد بن غانم، وعبدالرحيم بن أبي اليُسر.

عام 1027هـ:

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك رحل الحافظ الإمام أحمد المَقَّري إلى المشرق، وُلد ونشأ في تلمْسَان، وانتقل إلى مدين فاس، فكان خطيبها، والقاضي فيها، تنقل في الديار المصرية والشامية والحجازية، تُوفي بمصر ودُفن في مقبرة المجاورين، له كتب جليلة منها: “نَفْح الطيب”، “أزهار الرياض في أخبار القاضي عيّاض”، “روضة الأُنْس”، “عَرْفُ النَّسق في أخبار دمشق”، وله شعر حسن ومزدَوَجات رقيقة وأخبار ومطارحات مع أدباء عصره.

 

 

 

 

 

 

Exit mobile version