شيخ وداعية مجاهد

ولا يبالي أن يعلن خطأه على الناس علانية، وهذه شجاعة لا تتوافر إلا للقليل النادر من الناس

اليوم نفتح النافذة على الداعية المجدد الشيخ محمد الغزالي، ولد شيخنا الغزالي في 22/9/1917م في قرية «تكلا العنب»، من إيتاي البارود بمحافظة البحيرة بمصر، نشأ في أسرة محافظة يغلب عليها العمل بالتجارة، وكان والده من حفظة القرآن الكريم، وقد نشأ الابن على ذلك حيث حفظ القرآن الكريم وعمره عشر سنوات، وتلقى تعليمه في كتَّاب القرية، ثم التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية، حيث أكمل المرحلتين الابتدائية والثانوية، ثم انتقل إلى القاهرة، حيث درس بكلية أصول الدين عام 1357هـ/ 1937م، وحصل على الشهادة العالمية عام 1361هـ/ 1941م، ثم تخصص في الدعوة والإرشاد، حيث نال شهادة الماجستير عام 1362هـ/ 1943م، وقد تزوج وهو طالب بكلية أصول الدين، ورزق بتسعة من الأبناء، بعد تخرجه عمل إماماً وخطيباً ثم تدرج في الوظائف حتى أصبح مديراً للدعوة والإرشاد، وفي عام 1391هـ/ 1971م أعير للمملكة العربية السعودية كأستاذ في “جامعة أم القرى” بمكة المكرمة، وبعدها تولى رئاسة المجلس العلمي لجامعة الأمير عبدالقادر الجزائري الإسلامية بالجزائر لمدة خمس سنوات.

وكان الشيخ الغزالي داعية متوقد الذهن، جياش العاطفة، عميق الإيمان، مرهف الإحساس، قوي العزم، شديد المراس، بليغ العبارة، يتأثر ويؤثر، حلو المعشر، رقيق القلب، كريم الطبع، ولشيوخنا الغزالي مؤلفات كثيرة جاوزت الستين كتاباً في مواضيع مختلفة، منها: “عقيدة المسلم”، “ظلام من الغرب”، “مع الله”، “جدد حياتك”، “الجانب العاطفي من الإسلام”، “مستقبل الإسلام خارج أرضه”.

وكان من صفاته أنه سريع الغضب إذا استثير، ولكنه سريع الفيء رجاع إلى الحق إذا تبين له، ولا يبالي أن يعلن خطأه على الناس علانية، وهذه شجاعة لا تتوافر إلا للقليل النادر من الناس، فهو شجاع عندما يهاجم ما يعتقده خطأ، شجاع عندما يعترف بأنه لم يحالفه الصواب فيما كان قد رآه.

توفي رحمه الله في مدينة الرياض 9/3/1996م ودفن في مقابر البقيع في المدينة المنورة، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

المصدر: كتاب “أنوار رمضانية”

Exit mobile version