إعجاز: السنة الشمسية والسنة القمرية

ومقدار هذه السنة ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً

من إعجاز القرآن العلمي أن السنة الشمسية التي تسمَّى “السنة الانقلابية” هي مدة تنقضي بين مرورين متتاليين للشمس في نقطة اعتدال واحد، ومقدار هذه السنة ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً، وألف وأربعمائة واثنان وعشرون بعد الفاصلة، هذه السنة الشمسية بالدقة، وبمرورها يحدث الصيف، والخريف، والشتاء والربيع، أما السنة القمرية فتتكون من ثلاثمائة وأربعة وخمسين يوماً، وبعد الفاصلة ستة وثلاثون ألف وسبعمائة وثمانون، وهي المدة بين كسوفين متواليين مقسومة على عدد الحركات القمرية الدائرية، والفرق بين السنة الشمسية والقمرية عشرة أيام، وبعد الفاصلة ثمانمائة وخمسة وسبعون ألفاً، ومائة وسبعة وثلاثون، وبذلك يقع في كل ثلاث وثلاثين سنة فرق قدره ثلاثمائة وثمانية وخمسون يوماً، أو نحو سنة تقريباً، وعلى ذلك فإن كل مائة سنة تزيد ثلاث سنوات، وتكون ثلاثمائة سنة شمسية يقابلها ثلاثمائة وتسع سنوات قمرية، هذا حساب الفلكيين الدقيق، ستة أرقام بعد الفاصلة، وهذه الحقيقة الكونية ثابتة، والتي اطمأن إليها العلم الحديث، واستقر عليها، سبق إليها القرآن في سرده لقصة أصحاب الكهف في قوله تعالى: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ) (الكهف: 25)، هذه سنوات شمسية، (وَازْدَادُوا تِسْعاً {25}) (الكهف) هذه سنوات قمرية، إنه شيء دقيق جداً، وبحسابات دقيقة في مراصد عملاقة، بحسابات فلكية بالغة الدقة بستة أرقام بعد الفاصلة، بعد الحساب الدقيق فإن ثلاثمائة سنة شمسية تساوي ثلاثمائة وتسع سنوات قمرية.

قال ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ): هذا خبر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بمقدار ما لبث أصحاب الكهف في كهفهم منذ أرقدهم إلى أن بعثهم الله، وأعثر عليهم أهل ذلك الزمان، وأنه مقداره ثلاثمائة سنة تزيد تسع سنين بالهلالية – أي بالقمرية – وهي ثلاثمائة سنة بالشمسية، فإن تفاوت ما بين كل ثلاثمائة سنة بالقمرية إلى الشمسية ثلاث سنين، فلهذا قال بعد الثلاثمائة: (وَازْدَادُوا تِسْعاً {25}) (تفسير ابن كثير: 80/3).

وفي تفسير الجلالين قوله: (وَازْدَادُوا تِسْعاً {25})؛ أي: تسع سنين، فالثلاثمائة الشمسية ثلاثمائة وتسع قمرية. (تفسير الجلالين: 384/1).

ولقد صدق الله إذ يقول: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ {37}) (ق).

 

 المصدر: د. محمد راتب النابلسي

 

Exit mobile version