تقرير: العراق من بلد منتج للتمور إلى أكبر مستورديها في المنطقة

كان يضم في مطلع الثمانينات 32 مليون نخلة

أصبح العراق من أوائل الدور المتصدرة، لقائمة مستوردي التمور في العالم، بعد أن كان حتى عهد قريب، يسمى بلد السواد بسبب كثرة النخيل بأرضه، التي كانت تضم أكثر من 30 مليون نخلة.

وأكد مواطنون التقتهم وكالة “الأناضول”، أن التمور المستوردة تغزو الاسواق المحلية هذه الأيام، وتلقى رواجا من قبل المستهلك العراقي، الذي أصبح يفضلها على التمور المحلية لأسباب متعددة. 

وقالت المواطنة العراقية رنا العزاوي لوكالة الأناضول، إن التمور المستوردة تمتاز بجودة التغليف، إلى جانب خلط بعض أنواع تلك التمور مع المكسرات والمطيبات، مما يجعلها اكثر جذبا للمستهلك من التمور المحلية .

وأدى وجود العشرات من اصناف التمور المستوردة في الاسواق المحلية، وفتح محال متخصصة لبيعها، في عدد من الاحياء الراقية ببغداد، إلي تراجع الاقبال على التمور العراقية، كما أدى لإثارة التساؤلات حول كيفية دخول هذه التمور الى الاسواق العراقية، رغم اعلان وزارة التجارة أكثر من مرة انها لم تمنح اى موافقات استيراد للتمور من الخارج.

وقال هاشم محمد حاتم، مدير دائرة العلاقات الاقتصادية في وزارة التجارة العراقية، إن الوزارة لم تمنح اي موافقات لاستيراد للتمور، وفقا للقانون الذي يمنع ذلك، وان جميع التمور المستوردة دخلت العراق، إما عن طريق التهريب، أو عبر المنافذ الحدودية غير الخاضعة لسلطة الحكومة المركزية، في اشارة منه للمعابر الحدودية في اقليم شمال العراق. 

وقال محمد الخفاجي، احد تجار التمور المستوردة، إن عدم خضوع عدد من المعابر الحدودية، للرقابة الدقيقة، يسهل على التجار ادخال حتى المواد الممنوعة، فضلا عن وجود معابر في إقليم شمال العراق، غير خاضعة لسلطة الحكومة المركزية ودرجات الرقابة فيها أقل، فضلا عن ان اللوائح التي تحكم تلك المنافذ لا تمنع استيراد التمور، لذلك يجرى استيراد تلك التمور من دول الجوار، عبر تلك المنافذ وادخالها الى العاصمة العراقية بغداد، عن طريق النقل البري.

وحذر مهدي القيسي، الوكيل الفني الاقدم لوزارة الزراعة العراقية، في تصريحات لوكالة الأناضول، من مغبة استمرار السماح بإدخال التمور المستوردة، بطريقة غير شرعية الى الاسواق المحلية، كونها ملوثة بحشرة سوسة النخيل الحمراء، حيث تعتبر دول الجوار من الدول الموبوءة بهذا المرض، الامر الذي سيؤثر سلبا على الامن الغذائي العراقي.

وقال عبد الزهرة الهنداوي، المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية للأناضول، إن الاجهزة الرقابية التابعة للوزارة تقوم بفحص جميع المواد الغذائية الداخلة للعراق، في المعابر الحدودية الرسمية بشكل دقيق، أما المعابر غير الرسمية في اقليم شمال العراق، فهي غير خاضعة لسلطة وزارة التخطيط، لذلك فمن المستحيل وضع قيود عليها.

يذكر أن العراق أعلن بشكل رسمي في قوت سابق، ان عدد النخيل على اراضيه بلغ اكثر من 21 مليون نخلة، وانه يسعى لإعادة زراعة النخيل كما كانت عليه في مطلع ثمانينات القرن الماضي، اذ تجاوزت أعداد النخيل آنذاك اكثر من 32 مليون نخلة.

وتبلغ أصناف التمور العراقية اكثر من 500 صنف، تعتبر اغلبها من اجود انواع التمور في العالم، بحسب الخبراء.

Exit mobile version